هي التي طغت وعتت وتجبّرت وإستبدت وبنا عبثت وبوجودنا فتكت , ولأعز ما عندنا إخترقت , ولا تزال تلعب لعبتها , وتحقق طموحاتها , وتنفذ مشاريع الذين معها في السر وأعدئها في العلن , إنها هي ولا غيرها.
هي التي ضللت وغررت وجندت وسلحت وأمرت وتأموّرت وإستعبدت وتسيدت وقررت ودفعت وأوجدت وخربت وما عمرت , وأقلقت وفجرت وقتلت وخطفت وإستأجرت , وعززت الدمى والتابعين والخانعين والخانين والمرهونين بإرادتها الهوجاء.
هي التي أججت وأشعلت وألهبت وأحرقت وأفسدت وفسدت وشمرت عن سواعد الكراهية والطائفية والبغضاء بإسم الدين , وما دينها إلا مصالحها , وما يعنيها من الدين إلا غنائمها , وتوسعها والبرهنة على أنها ذات مقام عميم.
هي التي بلا خراب ولا دمار وغيرها يعيش في عواصف الإضطرابات والإحترابات والتصارعات الخسرانية المدعومة بها والممولة بواسطتها والتي تربط مصيرها بها , ولولاها لما عم الوجيع في الأرض التي فيها كل ما يدعو للألفة والمحبة والإخاء الرحيم.
هي التي تتاجر بالدين وتمول تجار الدين وتتحمس للخطابات العدوانية والتفاعلات البهتانية , فتمزق دين رب العالمين , وتؤسس لدين الذين تراهم هم الأرباب والذين فوق الله بدرجات , وعلى الجميع أن يكونوا خانعين لرؤاهم وتصوراتهم وما ينطقون به من الهذيان السقيم.
هي التي تمتص نسغ الوجود العربي وتستحوذ على ثروات البلدان المبتلاة بأعوانها وقطيعها المدجج بالطائفية والمذهبية والعدوانية على الإنسانية , وقد تسلحوا بعقائد الفساد والإستحواذ على حقوق الآخرين وفقا لما يقال لهم من التضليل والخداع القاضي بمحق المسلمين.
هي التي تنافق وتخادع وتبدو بألف وجه ووجه للمراوغة والتغرير والعبث بعقول البسطاء الذين يتوهمون بأنها غير ما هي عليه حقا , وأنها تريد لهم خيرا , وما أصابهم منها غير الويل والإحتراب والنكد العظيم.
هي التي تريدهم جنودا لأطماعها وأرقاما في عرفها العدواني ووعيها الشيطاني , وتساهم بتأجيج العواطف وتأزيم المواقف لكي تجني ما تريد , وليخسر رعاعها ما يريدون , فهم الضحايا والقرابين , وهي التي عليها أن تعيش بأمن وأمان وهم المفجوعين بما فيهم وعندهم , لأنهم من المؤمنين ويريدون جنات النعيم.
نعم هي وهي وهي , وكراسي الأنظمة في بلاد العرب أوطاني , ومَن يعترض عليه أن يأتينا ببرهان مبين!!