23 نوفمبر، 2024 4:00 ص
Search
Close this search box.

البعد الرابع …….

ماحدث في مصر ليبهر العالم بشكل قد يفقوق ما قرأناه في الكتب من ثورات لان اغلب الثورات عندما قامت كالثورة الفرنسية لقيام الجمهورية الفرنسية لم يتجاوز عدد المشاركين بها عن بضعة الاف في ظروف قاهرة كاد الجوع والمرض يبيد امبراطورية فرنسا في حينها ولم تكن ثورة الجزائرية او التونسية افضل منها ولكن ماحدث في مصر فاق التصور وفاق التخطيط لأي ثورة ما مر في مصر بتاريخ 30-6-2013 وما بعدها يجب أن يدّرس لدينا كشعب وقادة تحكم هذا الشعب بأن يدرسوا الأسباب والمسببات والمجريات والنتائج …..أن ما حدث للشعب المصري هو نفس ما مر في الشعب العراقي عندما استولى حزب البعث العراقي على السلطة وبقى جاثم على الصدر العراقي ما يقارب 35 عاما الفرق أن المصريين  أفاقوا بعد عام من حكم الاخوان والعراقيين لازالوا يغطون في نومهم الفرق أن المصريين شاهدوا ما حدث في العراق لمدة ثلاثة عقود وأوقفوا مهزلة التاريخ بأن يعيدهم الى حكم الطاغوت والديكتاتور فقد أحس المصريين أن ما قام به الاخوان هو بعينه ما قام به حزب البعث في العراق من أدخال البلد في أزمة داخل أزمة وبدت قضايا لا تخص الشعب المصري يغمس الانف المصري فيها عنوة والنتيجة هي ضغوط اقتصادية إضافية على الشعب المصري مثلما ارغم الشعب العراقي في قضايا لا ناقة فيها ولا جمل وحتى النتاج كان وبالا على الشعب العراقي حيث ما تم صرفه على القضية الفلسطينية بلغ بحدود 3000 مليار دولار أي ما قيمته 10 ملايين لكل فرد عراقي وأسرائيلي على حد السواء في حينها. حيث أدخل المصريين وهنا نقصد به محمد مرسي بأخوانه وأخوته أدخل المصريين بدوامة الإعلان الدستوري الذي خول نفسه بالسلطات التشريعية والتنفيذية وعدل على القضاء فأتى بأتباع موالين له الى القضاء وأبعد المعارضين من حوله ليتفرد الاخوان كخطوة أولى بانشاء قاعدة شعبية بغسل الفكر المصري من طبقاته الشعبية الفقيرة والساذجة ومثلما فعل البعث مع العراقيين وما يفعله البعض اليوم ولكن الفرق بين العراقيين والمصريين أن الشعب المصري أعمق ثقافيا وأكثر ثقافة وتمثلت له تجارب الشعوب أمامه يضاف لها وجود قضاء مستقل كامل مسنود بقوة الجيش المؤسس على العقيدة العسكرية الحقة وليس على الولاءات للأحزاب والشخوص الزائلة لذلك زال الجيش العراقي بزوال النظام الراعي له وسوف يزول هذا الجيش الحاضر بزوال شخصية المالكي كرئيس لوزراء العراق ولكن الجيش المصري تأسس على العقيدة ولم نسمع كونه مؤسسة منساقة وراء السياسة لذلك حدث ما حدث لمصر..مما يلاحظ أيضا أن منذ تولي الاخوان الحكم في مصر وطفت المشاكل الاقتصادية على السطح وزالت بزوالهم مثلا ما أوقفني هو عيش المصريين لاكثر من عام على الطوابير على محطات الوقود وزوالها بعد أيام من زوال مرسي عن الحكم والسبب كما يدعي المصريين هو ان المتنفيذين من الاخوانيين المسلمين كانوا يسيطرون او يحاولون التربح والسيطرة على احد مصادر قوت الشعب المصري وأحد شرايين الحياة فيه كما يحدث في بعض الازمات في العراق بسبب المظاهرات أو إنشاء ضغوط اجتماعية أخرى تضاف على الشعوب المستضعفة بالاكراه اصلاً والامر الثاني الذي انتبه اليه الجميع هو ظهور أزمة الكهرباء بعد حكم الاخوان وأختفائها بعد زوالهم وهو نفس الحال ما حصل في العراق ولكن الفرق انها أزيلت الازمة هناك وبقت هنا ….من كل هذا وذاك يجب ان تأخذ هذه الثورات بمنظور التحرك لتغير الذات لكلا الطرفين الشعوب والقيادات للشعوب التي ظنت بأنها لا خير فيها واستسلمت لواقعها بمرارته وتخبطاته وللقادة بأن شعوبها قد غيبت بما فيها الكفاية من المشهد ومن القرار وصناعته وأمكن اليوم من تجاهله بعد يوم واحدمن الانتخابات لاكتفاء الحاجة اليه …بقى أن نذكر فقط أن مرسي أتى بصندوق الاقتراع وهذا لا يعطيه الصلاحية الالهية ان يكون الشعب قد وقع له على صك الغفران مثلما يظن الساسة اليوم هنا في العراق فقد ينقلب السحر على الساحر ويقع في البئر من كان يزيد في عمقه والعاقل يفتهم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات