مع ما قد کشفت عنه محاكمات العديد من المسؤولين الحكوميين والتجار ورجال الأعمال المقربين من السلطة والمتورطين بالسرقات المالية الكبرى من البنوك والمؤسسات المالية الإيرانية تورط مسؤولين كبار في الحرس الثوري والمخابرات والجيش الإيراني ومقربين من وزراء ومديرين، فإن النظام الايراني لايزال أعجز مايکون عن مکافحة الفساد المستشري في کافة مفاصل النظام والقضاء عليه خصوصا بعدما صار واضحا إن مافيا الفساد في النظام تدار من داخل النظام نفسه ومن أماکن ومواقع حساسة وعلى سبيل المثال لا الحصر فإنه وفي أحد ملفات الفساد في بنك “سرمايه (رأس المال)” اختلس مسؤولوه بالتشارك مع ضباط مخابرات ومسؤولين حكوميين استثمارات صندوق المعلمين المتقاعدين في إيران، بمبلغ 3.5 مليار دولار بحسب ما أفادت صحيفة “شرق” الإيرانية. وفي ملف آخر، اعتقلت السلطات الإيرانية نائبين في البرلمان هما فريدون أحمدي ومحمد عزيزي، لفترة وجيزة وذلك بتهمة “تعطيل سوق السيارات” بسبب قضايا فساد ورشاوى واختلاس. ولذلك فإن قضية الفساد ومزاعم القضاء عليه أشبه بمزاعم الاصلاح والاعتدال التي ثبت کذبها وبطلانها.
الفساد الذي صارت هناك تصريحات ومواقف رسمية تعترف به کأمر واقع وحتى تدعو للتعايش معه ضمنيا کما جاء في تصريح أحمد خاتمي، عضو هيئة رئاسة مجلس خبراء القيادة الإيرانية والمقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، والذي أکد إنه “رغم تفشي الفساد والاختلاس بين المسؤولين يجب حماية النظام ومواصلة دعمه”!! وهذا بحد ذاته يدل على مدى فساد هذا النظام ومدى کونه معاديا للشعب الايراني وسارقا وناهبا لثرواته، وهذا مايجب أخذه بنظر الاعتبار وجعله مقياسا ومعيارا للفساد المتفشي في البلدان الخاضعة لنفوذ هذا النظام الفاسد وتأثيره ولاسيما العراق.
الفساد الذي صار من أهم معالم النظام الايراني ومظاهره المعروفة وإن الاقرار والاعتراف به کما جاء في تصريح خاتمي ودعوته الواضحة للتعايش معه من أجل حماية النظام”الفاسد”، يثبت حقيقة کون هذا النظام لاجدوى فيه وإنه وعندما يکون معاديا لشعبه بصورة مکشوفة، فإننا يجب أن نعرف بأنه لن يأبه ويکترث لشعوب وبلدان المنطقة إطلاقا فهو يريد أن يجعل جميع العوامل والظروف والاوضاع من أجل المحافظة عليه والحيلولة دون سقوطه وإنهياره.
الدعوة لإسقاط هذا النظام والتأکيد على إن بقائه وإستمراره يعني بقاء وإستمرار کل الظواهر والمظاهر والاوضاع السلبية التي يعاني منها الشعب الايراني، مهمة تبنتها المقاومة الايرانية وتحث عليه ومن دون شك فقد صار الشعب الايراني مقتنعا تماما بهذه الدعوة.