24 نوفمبر، 2024 4:30 م
Search
Close this search box.

تركيا تغامر في المياه المجهولة .. يأسها من “إف-35” يلجأها للروس ويعرضها لحتمية العقوبات !

تركيا تغامر في المياه المجهولة .. يأسها من “إف-35” يلجأها للروس ويعرضها لحتمية العقوبات !

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

دفع يأس “تركيا”، من إلتزام “واشنطن” بتسليمها مقاتلات (إف-35)، إلى إعلان الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، أمس الأول، إن “تركيا” ستؤكد قدرتها على شراء وإنتاج طائرات مقاتلة، وإن طائرات (سو-35) و(سو-57) الروسية بديل محتمل للطائرات الأميركية.

وأضاف الرئيس التركي أنه يعتزم الاجتماع بنظيره الأميركي، “دونالد ترمب”، على هامش لقاءات “الجمعية العامة للأمم المتحدة”، في “نيويورك”، منتصف أيلول/سبتمبر 2019.

وقال للصحافيين في “أنقرة”: “إذا استمرت الولايات المتحدة في موقفها الراهن بشأن مقاتلات (إف-35) فسنهتم بهذا”.

وأوضح “إردوغان” أنه: “بخلاف طرح (سو-35) أو (سو-57) على الطاولة، فإن القضايا التي نناقشها تتعلق بالإجراءات التي يمكن إتخاذها لصالح صناعتنا الدفاعية أو دفاعنا، وهذه بالتأكيد جوانب يجري بحثها في إطار حزم الإجراءات الإحترازية لدينا”.

واشنطن لن تبيع “إف-35” لتركيا بسبب “إس-400” !

وكان “البيت الأبيض” قد أعلن، في تموز/يوليو الماضي، أنه لن يبيع “تركيا” مقاتلات (إف-35)، كما لن يسمح لها بالمشاركة في برنامج تطوير هذه الطائرات، وذلك بسبب شرائها منظومة الدفاع الصاروخي الروسية، (إس-400)، التي “ستستخدم لاختراق” الأسرار التكنولوجية لهذه المقاتلة (الشبح).

كذلك طلبت “واشنطن” من الطيارين الأتراك، حينها، المغادرة، حيث وضعت “واشنطن” خطة لاستبعاد “تركيا”، العضو بالـ (ناتو)، من برنامج تصنيع المقاتلة الأميركية، (الشبح)، المتطورة طراز (F-35)، التي تشمل وقفًا فوريًا لأي تدريب جديد للطيارين الأتراك على الطائرة المتقدمة، في خطوة تعتبر فيها “الولايات المتحدة” قد رفعت فيها سقف المواجهات مع “تركيا” بشأن شراء الأخيرة صفقة صواريخ روسية الصنع طراز (S-400).

إدارة “أوباما” تسببت في تعقيد الوضع..

أما “ترامب”؛ فقد وجه أصابع اللوم إلى إدارة سلفه، “باراك أوباما”، معتبرًا أن رفضها بيع “تركيا” صواريخ (باتريوت) تسبب في لجوئها لـ”روسيا”.

وقال الرئيس الأميركي: “نحن نتحدث مع تركيا، لدينا علاقات جيدة، لكن بصراحة الوضع معقد، فإدارة أوباما لم تسمح ببيع صواريخ لتركيا. كانوا بحاجة إلى الصواريخ للدفاع عن بلادهم، ولم يتم بيعها لهم تحت أي ظروف لفترة طويلة، وعندما علموا أنها تريد شراء صواريخ من روسيا هرع الجميع ليقولوا لتركيا حسنًا سنبيعكم الصواريخ”.

أستلمت الدفعة الثانية من “إس-400”..

وفي 27 آب/أغسطس الماضي، أعلنت “وزارة الدفاع التركية” أن “روسيا” بدأت تسليم البطارية الثانية من منظومة الدفاع الصاروخي، (إس-400)، التي أدت إلى توتر العلاقات بين “أنقرة” و”واشنطن”.

وذكرت “وزارة الدفاع التركية”، في بيان، نُشر على موقع (تويتر)؛ أن شحن أجزاء المنظومة أستؤنف، الثلاثاء، فيما أشارت وسائل إعلام تركية إلى أن طائرة شحن روسية هبطت في قاعدة جوية بالقرب من “أنقرة”.

وكانت “تركيا” قد تسلمت أول بطارية من المنظومة الروسية الصنع، الشهر الماضي، على الرغم من اعتراضات قوية من “الولايات المتحدة”، حليفتها في الـ (ناتو).

تغامر في المياه المجهولة..

وبحسب ما نقلته صحيفة (أحوال) التركية؛ عن تقرير تحليلي نشره “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية”، (CSIS)، يبدو أن التواصل الدبلوماسي بين الرئيس الأميركي، “دونالد ترمب”، مع نظيره التركي، “رجب طيب إردوغان”، لا يخفي تدهور العلاقات بين البلدين، حيث لا يوجد لدى “ترامب” مجال كبير للمناورة، لأنه مُقيد بالمعارضة القوية لحكومة “إردوغان” في “الكونغرس” الأميركي.

وبحسب ما ذكره، “بولنت علي رضا”، مدير “مشروع تركيا” في (مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية)، في “واشنطن”، فإنه: “من الواضح أن تركيا تغامر أكثر في المياه المجهولة، حيث لم تقدم أي دولة أخرى، في الـ (ناتو)، على إقامة تعاون دفاعي مع روسيا إلى هذا الحد. تحويل نظام الدفاع التركي بعيدًا عن الولايات المتحدة لن يكون سهلاً أو سلسًا. لكن التعاون الدفاعي (الأميركي-التركي) وصل إلى مرحلة التوقف”.

وتتمسك “واشنطن” بموقفها القائم على أن منظومة الصواريخ الروسية، (S-400)، يمكن أن تهدد الأسرار التقنية لمقاتلات (F-35)؛ وتفسح المجال أمام “روسيا” للحصول على معلومات دقيقة بشأنها.

وقامت إدارة “ترامب”، الشهر الماضي، بطرد “تركيا” من برنامج تصنيع المقاتلات المتطورة من طراز (F-35)، كعقوبة مبدئية على إتمام صفقة شراء المنظومة الروسية. كما أن هناك اتفاقًا في مواقف الحزبين، “الجمهوري” و”الديمقراطي”، في “الكونغرس” الأميركي على أنه ينبغي إتخاذ تدابير وخطوات بشأن إقدام “أنقرة” على شراء صواريخ طراز (S-400)، ومن المرجح أن يتم تمرير مشاريع القوانين التي تم تقديمها هذا العام؛ والتي تطالب بفرض عقوبات ضد “أنقرة” بموجب “قانون مكافحة خصوم أميركا”، (CAATSA).

إجراءات عقابية في طريقها..

فسّر “إردوغان” التعليقات المتعاقبة من جانب “ترامب”، خلال “قمة مجموعة الـ 20” الأخيرة، في تموز/يوليو 2019، على أنها إشارة إلى أن الرئيس الأميركي سيسعى إلى إلغاء أو تخفيف التدابير ضد “تركيا” عقابًا على شرائها صواريخ (S-400).

وفي هذا السياق؛ قال “علي رضا”: “حتى مع استمرار ترامب في إظهار عدم الميل لفرض عقوبات على تركيا، فإن هناك إجماعًا بين مسؤولي إدارته على عدم تجنب أي حزمة عقوبات ضد تركيا”.

وأشار “علي رضا” إلى أن الرئيس الأميركي يتعرض لضغوط إضافية من قِبل إثنين من أهم حلفائه في “الكونغرس”، هما: رئيس مجلس العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، “غيم ريش”، ورئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، “غيمس إينهوفي”، اللذين صاغا بيانًا مع أعضاء لجنتيهما البارزين يطالب بالتحرك ضد “أنقرة”.

ووفقًا لما ذكره التقرير التحليلي؛ فإن التصريحات الأولية لـ”ترامب” تشير إلى أنه لا يزال هناك احتمال بأن يتم تجنب فرض عقوبات تصل إلى درجة إصابة “تركيا” بالشلل، على الأقل في الوقت الحالي، لكن من المرجح أن يجدد “الكونغرس” الأميركي الدعوة من خلال أعضاء الحزبين لفرض عقوبات ضد “تركيا”، بعد العودة من العطلة البرلمانية، في الأسبوع الثاني من أيلول/سبتمبر 2019.

وأختتم “علي رضا”، تقريره التحليلي، قائلاً: “إذا أجبر الكونغرس، في نهاية المطاف، ترامب، على إتخاذ خطوة، فمن المؤكد أن ترامب سيستخدم سلطته التقديرية في اللجوء إلى فرض عقوبات أخف نسبيًا، حيث سيفاضل بين ما لا يقل عن 5 من أصل 12 من أحكام قانون التجارة الخارجية. لكن بغض النظر عن العقوبات التي سيقررها الكونغرس، سيكون هناك حتمًا رد من جانب إردوغان، الذي يواجه تحديات داخلية من المعارضة التي إزدادت شجاعتها، وداخل حزبه، إلى جانب الصعوبات الاقتصادية المستمرة، مما سيؤدي إلى مزيد من التفاقم للعلاقات”.

وذكر موقع (رأي اليوم) الإلكتروني، في تقرير، أنه في حالة توقيع الصفقة على غرار منظومة الدفاع الشهيرة، (إس-400)، ستكون “تركيا” قد وقعت على بدء مغادرتها منظمة “شمال الحلف الأطلسي”.

وأضاف أنه منذ مصادقة “موسكو” على (إس-400)، أدرك خبراء الغرب أن انسحاب “تركيا” من “الحلف الأطلسي” هو مسألة وقت فقط، ويحاول “إردوغان” الرد على التهميش التاريخي الذي تعرض له بـ (الفيتو) الأوروبي على إنضمام “تركيا” لـ”الاتحاد الأوروبي”؛ ثم (الفيتو) الأميركي المشكك دائمًا في نوايا “أنقرة” بسبب ديانتها المسلمة.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة