وما كنتُ أعرف أن أحداً يحتلُ أحد كبحر وأنّه يسكنه كهاوية
أُنسي الحاج
1
شاعر
لروح الصديق الشاعر حبيب الصائغ
حزنتُ لأجلك
مثل غيابي الغير مُخير بتلك البلاد
تغيبُ الآنَ أنت
فالغربة سيان والموت
فهل يتسع الثرى لروح شاعر
هل يستعير الموت قلمه ليكتب
قصيدته الأخيرة؟
ويضع خطاً تحت المشهد الأخير
حين تنكسر الروح
حين يسرق صوت الناي كل شيء
ولا يذرُ إلا الحزن
رحل من حلم بغد
أكثر عدلاً وأقل شراسة
اختلّ مسار العربة
والجواد كبا
وأوّاهُ يا وردة الكهولة
وأوّاهُ يا فاقدي الملامح
وقصائد لبيروت مضمّخة بالوجد
ومِربد على عجل
رحل من قالها برجولة لامرأة غريبة
يا مرحبا بك كلنا هنا أهلك
———————————-
٢
Caribou cafe
كانت تُحب أن تكون وحيدة، كانت تُحب أن تكون هي بلا تصنُع أو زيف.
فرجينيا وولف
الأشجار تتقمص ظلالها
تنام غافية ربما
وأوراق ترنّحت
ومطر يتوقف بأمد
غموض المدينة يلهُمني
فيحرك المياه الراكدة
وهناك ليس في السماء
ألا الزُرقة
الأزهار في الحقل بلا بلل
وبلحٌ يمر به هواء العشاق
فينضج
ورجل يتسكع مع امرأة
يتّكأُ على وشاحها
يُلقي على مسامعها أمنيته
أَن ترحل الحروب المشؤومة
وحين نتوقف عن لقاء
الأصدقاء نُحار لمن
سنفضي بأسرار نمتلكها
أواه يا أمل كم أفتقد
أشيائنا المشتركة الناعمة
———————————-
الآن أُحاول أن أطرد كل
الأشياء التي تحثُ على جنوني
عمليتي الجراحية المؤجلة
أخفيتها عنكَ لأحتفل معك
بعام سيرحل
لا أريد أن أبدو مختلفة
فكثيراً من النساء حولي
يتنقلن كفراشات تائهة
وبضجري لتّخلفك عن موعدي
تأخرك كل مرة هو عادة سيئة
تحّملُتها على مضض
بينما يصيبني وانا جالسةً دوار الأشياء
أغلقت عينَي
فأنا أِن فتحتهما سأخسر الكلمات
وسأخسر التخيّل
حين كنا هناك
عند مغارة جعيتا
وكورنيش بيروت
ولاعبة اليوغا
حين كنا أنا وأنتَ
على طاولة واحدة
والمكان يشتعل بالأضواء الخافتة
وAnais عطري الذي تعشق
نحكي عن آخر كتاب قرأته
وشخوص الكتب كيف يمكن أن يكونوا رفقاء لنا
نتخاصم على أشياء تافهة ونضحك
بينما أنا أُتمتم بقصيدة ناقصة
القصائد التي نأخذها كمِشجب
نعلّقُ عليها انكسارنا والفرح
انكساراتنا التي تُنهي الرغبات
والتي تُطّهرنا من عبودية الندم لفرص ضائعة
بينما تنساب الموسيقى الهادئة
وكأننا في قطعة من الجنة على الأرض
حين تقول لي لابد أن نستمتع بالحياة
فهي لا تتوقف عند اختيار خاطئ
ولا لمكان مُرغمين أن
نغادر
فهناك لعبة الحياة
وهناك المفاجأة
Caribou cafe*
فرع من سلسة كافيهات أمريكية