15 نوفمبر، 2024 10:11 ص
Search
Close this search box.

نظرة في المبادىء الخمسة للمعتزلة ونهج البلاغة ..دراسة نقدية وعرض

نظرة في المبادىء الخمسة للمعتزلة ونهج البلاغة ..دراسة نقدية وعرض

ان المبادىء الخمسة التي كونت مدرسة الاعتزال هي : التوحيد، والعدل ، والوعد والوعيد، والمنزلة بين المنزلتين، والأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، من اين أستمدت فرقة المعتزلة هذه المبادىء؟
لا أحد يشك ان السِفر الذي تركه الامام علي(ع) والدي سماه الشريف الرضي بنهج البلاغة ،هو في صميم الفلسفة التي أنشأتها فرقة الاعتزال، فكان التوحيد هو المبدأ الاول للمعتزلة والأمامية ، ومع المقارنة بين الرأيين نجد التواصل الحقيقي بينهما وقد دخل هذا التواصل في اربع قضايا رئيسية هي: التنزيه ، والصفات ، والقدرة الآلهية ، والقرآن الكريم (كلام الله).
والتوحيد أصل الايمان ،وهي فكرة قديمة قدم الانسان الذي عبر عنها بعبارات وبأشكال مختلفة ظنوا انها الله.الى ان قضت العناية الآلهية ببعث الأنبياء وانزال الكتب السماوية لتوجيه الخلق الى سبيل المعرفة الحقة بالله ،يقول الحق:( ولئن سألتُهم من خلق السماوات والأرض ليقولن َ اللهُ ، لقمان25 ).
ان مبدأ التوحيد تفرعت عنه أربع قضايا رئيسية هي:
————————————————-
1 التنزيه : ويقصد به البُعد ،ويقال:الله منَزه عن القبح،أي :بعيد عنه. لكن الأصطلاح في نهج البلاغة والمعتزلة يدور حول هل لله جسم ،أم أنه منزه عن الجسمية. فالمعتزلة ناهضوا مفاهيم الجسمية حين تغلغلوا الى المعنى الباطني للقرآن .فنفوا ان يكون لله تعالى جسماً لقوله تعالى:( ليس كمثله شيء ،الشورى 11) .بينما النصيون تمسكوا بفكرة الجسمية مستدين الى قوله تعالى: (يدُ اللهِ فوقَ أيديهم)،الفتح 10) . وحينما سئل الامام علي(ع) عن القرآن في حملة التشكيك الذي رافقته في بداية الدعوة الاسلامية قال:(أنه كتاب الله ليُصدق بعضه بعضاً ولا يُكذب بعضه بعضاً لكن بعض الناس لم ترزق عقولاً تنتفع بها). هذه الأفكار العقلانية التي طرحتها المعتزلة ونهج البلاغة أنكرها أهل السلف من أصحاب الحديث،أو ما سمي بالمدرسة النقلية.
ومن خلال الابحار في نهج البلاغة نرى ان الامام علي(ع) قد سلب كل معنى دال على التجسيم لان الله واحد لاشبيه له ولا مثيل،كذلك نطقت آياته وحججه وبيانه فهو الذي( بان من الخلق فلا شيء مثله) كما يقول الامام.
أما المعتزلة فلم يخرجوا عن هذا الاطار ،فكان اعتمادهم المطلق على العقل وايمانهم بحرية الارادة الانسانية.جعلهم يبحثون في هذه المسألة بجراة ودون تهيب معتمدين في ذلك على تأويل النص.فقبلوا ما يؤيد مذهبهم في التوحيد ونفي التشبيه. واثبتوا ان كل جسم ،انما هو محدث في زمن معين.وبما ان الله أزلي فهو غير محدث ،أذ لوكان محدثاً لكان وجد في زمان معين..حجة بالغة الدقة في التصديق..
وقد أتفقت المعتزلة مع الامام ان الله منزه عن الجسمية ،وهذا هو الذي يؤكد مبدأ التوحيد،لذا اعتبرت المعتزلة ان التوحيد هو احد المبادىء الرئيسية في أصولها الفكرية.
2 الصفات : لقد شغلت الصفات الآلهية سلباً او أيجاباً،المفكرين منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا،ولم يخلُ منها دينأ من الاديان أو ملة من الملل السابقة على الاسلام. ولم يكن المسلمون على خلاف في الصفات الآلهية التي وردت في الكتاب العزيز ،وان عظمته في الكمال والجلال لا يحدها وصف ولا يدركها عقل ولا يحيط بها وَهم،وهي ابدية ازلية كذاته القدسية. اما الخلاف فقد وقع على الصفات بأي معنى تنسب اليه وكيف تطلق عليه ؟.
لقد نفت المعتزلة ،الصفات الازلية ،حين قالوا ان الصفات ليست زائدة على الذات،بل انها والذات تؤلفان حقيقة واحدة أزلية ،فهو عالم بذاته،قادر بذاته،حي بذاته،رغم أنهم لا يثبتون القدم الزماني لصفاته تعالى.
لقد تحدث الامام علي(ع) عن ألهٍ واحد ليس فيه كثرة ولا تعدد،فلا تدركه همة وان بُعدت، ولا تناله فطنة وان قويت حيث يقول:( الذي لا يدركه بعد الهمم ولا يناله غرض الفطن)،ويبدو ان الامام لكثرة أيمانه المطلق بالله فقد نزههة عن أي صفة لا يملكها خوفا من الشرك أو تداخلا في الأراء. وخلاصة القول ان صفات الله ليست معاني قديمة زائدة على الذات لانها تنسف فكرة التوحيد من الاساس،ولكنها ذاتية تقتضيها الذات الآلهية الواجبة الكاملة من جميع الوجوه.
ان المعتزلة من وراء مناقشتها لقصيتي التنزيه والصفات،قصدت تنقية فكرة التوحيد مما علق باذان الاخرين من شوائب ومعتقدات الاساطير لدرجة انهم اعطوها معانٍ روحية لا مادية واعتبروا ان معاني الجسمية والصفات قد وردت في القرآن من باب المجاز.وقد حفل نهج البلاغة بالعديد من الكلمات البليغة التي تُعرف الذات الآلهية وهي ان ذات الله غير قابلة للحدود.
ورغم ان المعتزلة قد اعتمدوا على نظرية العقل في تأويل النص الديني ،فان هذا لا يعني انه كانت لديهم السبقة في هذا المجال.فالامام علي (ع) سبق الجميع الى تمجيد العقل وتأويل الآيات القرآنية بما يتناسب ومنطق العقل ،ألم يقل الامام :” ان العقل هو الحجة”.فلا المعتزلة استطاعت تحقيق نظرية العقل ولا الأمام وأتباعه أستطاعوا ذلك،لان قوى الظلام والتخلف كانت أقوى منهم نتيجة حشد الاتباع وموافقة السلطة الحاكمة على الباطل،لذا ظل الاسلام نظرية في النفوس لا تطبيق له على الارض.وان ما نشاهده اليوم من كثرة المتدينين والحركات الدينية الاصلاحية ما هي الأ عصيُ في العجلة تعرقل مسيرة الاسلام. من منهم طبق الاسلام ؟ الامويون ام العباسيون ،ام الفاطميون،أم الايوبيون،أم المماليك.أم حركات الاسلام المعاصرة الاخوان المسلمون أم السلفيون. وأخرهم بعض احزاب الشيعة الطارئة على فكر أهل البيت كما رأيتهم الان يخربون الاسلام عن طريق البدع والاقاويل الباطلة التي تتنافى ومذهب الامامية الحقيقي كاللطم وضرب الزنجيل والايغال في الزيارات المتعددة التي لا ذكر لها في تراث أهل البيت ،كلها أستحدثت في العهد البويهي في القرن الرابع الهجري وأنتقلت الى الاجيال عن طريق رجال الدين المستفيدين منها حتى أصبحت بمرور الايام تقليدا لا فكاك منه.، وهم على طرفي نقيض فكرا وعملا منه.وصدقني لو أطلعت عليهم لوليت منهم فرارا على رأي القرآن الكريم.
لا تصدق ولا تثق بكل هذه الفرق التي مزقت الاسلام شر ممزق،فالأسلام واحد كما الله واحد،والقرآن واحد،نحن بحاجة الى أن نقرأ كل الاصول للوقوف على الثوابت الدينية الحقيقية التي زيفها المزيفون.فهو نقص اعترى استمرارية التجربة الكاملة التي وصلت الى قمة الكمال باكتمال التطبيق الرسولي،واكمال الدين،واتمام النعمة،فكيف تجسد ذلك النقص.تجسد النقص بعد ظهور المفارقات بين منهجية القرآن وما بلغته في التطبيق الرسولي ،وبين المدى الذي تم به استيعاب المنهجية والتطبيق.وهنا اندفع الفقهاء ليجتهدوا كل على شاكلته مما ولدوا هذه الافتراقات التي اصبحت بمرور الزمن وكأنها العقيدة التي يجب ان تُعتمد. واول هذه المفارقات ظهرت في مجال اداة الحكم وهي المشكلة السياسية التي تواجهنا اليوم وما زالت مستمرة كل فريق يريدها له دون الاخرين،لكنهم ما دروا انهم ضيعوا الاسلام والمسلمين. وأختلفوا في أولو الامر وحتى في الآية الكريمة “امرهم شورى بينهم” ولا زالوا هم مختلفون.هنا لب المشكلة وأساس الكارثة المستمرة فهل من حكيم؟ كما نراهم اليوم لا يعبدون الا ماهم به يعتقدون.
3 القدرة الآلهية
فألله جلت قدرته قادر على الاطلاق وقادر بذاته على كل مقدور،والقادر على كل تقدير، ولا نريد الدخول في هذا الفلسفة خوفا من ان نغرق في بحر الظلمات التي لا نرى منه النور. وكلامه من المسائل التي تجاوزت حد الخلاف الفكري بين فقهاء الدين، واصبحت هذه القضية ولكثرة ما طرح فيها من افكار اصبحت قضية كبرى تبلبلت حولها الافكار وهاج الناس ،ودخلت العامة في النزاع فزادته تعقيدا وغموضاً.
ونحن نرى ان الجدال في القرآن وكلماته المقدسة تجرُ الى البدع والظلامية التي قد يشترك فيها السائل والمجيب معاً. لكن تخويل التأويل القرآني للراسخين في العلم من علماء التخصص هو الحل كما جاء في القرآن الكريم في الآية (7) من سورة آل عمران ونتيجةاكتمال النظام اللغوي والقواعدي الذي يجهلونه.اما اذا بقي القرآن بيد رجال الدين والفقهاء الذين عفا على فكرهم الزمن فلن نكون الا في الخسران المبين.
من هذه النقاشات المتعددة التي ليس بوسعنا ذكرها هنا نقول:ان القرآن والكتب المنزلة يستحيل ان تكون قديمة بل أنها مخلوقة ،خُلقت بوسائل متعددة هي: عن طريق الوحي ،او بواسطة الانبياء الذين تكلموا مع الله.فالقرآن اذن من خلقِِ الله ،وقد ظهر في الزمان كسائر المخلوقات ،ولم يكن منذ الازل لأنه مخلوق،اي انه مخلوق من الله غير منتحل. ومن يطلع على نظرية الانزال والتنزيل يرى ذلك واضحاً جلياً.
فاذا كانت المعتزلة قد تبنت التوحيد في نظريتها ،فان الامام علي (ع) كان من أوائل الذين دافعوا عن مبدأ العدل والتوحيد بعد النبي محمد(ص) كمايقول ابن ابي الحديد:( … واذا قيل عدل وتوحيد،فهو أمام أهل العدل والموحدين) ويقصد الامام علي (ع).،وكان في ذلك أفصح من كل ناطق بلغة العرب من الاولين والاخرين الا من كلام الله ورسوله.
لقد هدف نهج البلاغة تشاركه المعتزلة الى ايجاد نظرية اسلامية في المعرفة الانسانية ،مصاغة صياغة حديثة معاصرة لزمانهم،ومستنبطة حصراً من القرآن الكريم.بحيث تعطي هذه النظرية منهجا في التفكير العلمي لكل مسلم،وتمنحه ثقةً بالنفس وجرأة على التعامل والتفاعل مع أي نتاج فكري أنتجه الانسان ،بغض النظر عن عقيدته، لكن فشل المعتزلة في تحقيق هذه النظرية الجبارة وغياب المفاهيم التي طرحها الامام علي(ع) أدى بالمجتمع العربي والاسلامي الى التفكك الفكري ،والتعصب المذهبي ،واللجوء الى مواقف فكرية او سياسية تراثية ،أوقفت عجلة التقدم الحضاري ،وها نحن لازلنا نراوح بمكاننا دون تقدم ،ولا حتى امل بالتقدم ،مالم تهيأ لنا فكرة التغيير الحقيقي في معرفة الله والدين.
4 كلام الله- القرآن الكريم
ان مسألة كلام الله من المسائل التي تجاوزت حد الخلاف الفكري بين العلماء،وأصبحت قضية كبرى تبلبلت حولها الأفكار وهاج الناس ودخلت العامة في النزاع فزادته تعقيداً وغموضاً ولنا رأي قادم فيما نقول.
وتعليقاً منا نقول:
يا أمير المؤمنين يا بليغ العرب وفصيحهم الذي لا يبارى.يا أمام المتقين، فأنت وأهل بيتك العظام لم تكن ملكاً لفرقة من الفرق ولا لجماعة دون أخرى كما يحتكرونك اليوم من تعاملوا مع الباطل ضد الوطن والمواطنين،بل كنت لكل المسلمين الناطقين بالشهادة والملتزمين بالشريعة والحق والعدل، ألم تجير حتى الخوارج الذين قاتلوك ،فلا شيعة ولاسُنةفي نظرك كلهم من المسلمين ، ولا خلاف ولا أختلاف الأ في رؤوس الغرباء الحاقدين.فالحرية اساس الاسلام، ألم يقل القرآن الكريم لكم دينكم ولي دين. فالاسلام واحد والقرآن واحد والرسول واحد ،فمن أين جاؤونا بأحابيل المُفرقين.
يا امام المتقين، اليوم باسمك وباسم اهل البيت يعم الظلم والظالمين ، سنبقى نلطم عليك وعلى الحسين وأهله دائمين؟ وهم يلهوننا ببناء منائركم الشريفة بالذهب والياقوت ، وكربلاء والنجف مهدمة لا ماء ولا كهرباءوبلا قانون، وبأموالهم يسرقون،وللمخدرات يروجون وبين المواطنين في الحقوق يفرقون.. ولا حتى خدمات للمواطنين،مباحة للظالمين ،لقد سرقوا حتى اثار حضارتنا وباعوها لأعداء المسلمين، وقتلوا أولادنا وعلماؤنا ومثقفينا ووضباطنا وطيارينا وهم لا زالوا يلاحقون من لم يُقتل من المطلوبين،لم يعد العراق اليوم الأمقابر جماعية لكل الحاقدين، وأخيرا يدفعون الملايين لمن أدعوا كذبا بأنهم تضرروا على عهد السابقين وأولادنا على ابواب السفارات الاجنبية مكدسين، أين مجلس النواب الذي أنتخبناه متحدين كل القاعديين المجرمين ، وهم في عمان ودمشق ولندن وباريس يكزدرون وباموال اليتامى والمساكين ،بالقصور والفلل يتاجرون. أية شريعة تبيح لهم أخذ الجرايات والرواتب والامتيازات وهم غائبون لا يحضرون،اين الحكومة،اين الدولة،، ألم تكونوا أمام الله والشعب غداً من المُحاسَبين، ،أنهم نسوا الله والقسم واليمين الذي ما حملته الجبال فحمله الانسان تكريما له وللناس أجمعين.
.فلم يبقَ لنا ألا ان نأكل السُم الزعاف تحت عار السنين. وتحتها يمررون كل أثامهم أجمعين لا يا علي، ولا ياحسين المسلمين ،أ،تم لستم بحاجة الى مآتم الكاذبين.. لقد نفذ الصبر وزهقت الارواح وطفحت حتى الحناجر ، وهم بأسمائكم يسرقون ويقتلون ويعذبون ويفسدون .فأين أنتم من المظلومين الذين حولوهم من يدعون المظلومية الى سراب السنين.
فهل عاد فرعون مرة اخرى يستبيح الذراري والمعارضين بعد ما مات فرعون والدكتاتوريين. لم يعد ينفع معهم التوجية والنداء ولا حتى الصراخ،فهم صمُ بكمُ عميُ لا يفقهون، فقد أعمتهم الدنيا فأوغلوا في لحومنا حتى العظم واصبحوا مثل الذئاب التي لا تبقي من الضحية حتى تلسح الدم ، لا بل هم اكثر أيغالا وجرما من ذئاب الجائعين.وصدق علي امير المؤمنين حين قال:ان المال الحرام السائب يفسد أخلاق الرجال.
منذ الصغر ونحن نصاحبكم وسنبقى على العهد ابداً، والمصاحبة اوصت بها الكتب السماوية لتماسك المجتمع وصلاحه ،فلا شيء وراء شتاتنا اليوم الذي فرضوه علينا سوى المذلة والهوان،فلا تصاحبهم ولا تصدقهم ولا تصدق من يؤيدون ،أنهم والله أولاد عبد الرحمن بن ملجم والشمر اللعين. ، قتلة ابناء العراق والعراقيين ، نقولها بصراحة لقد أصبحنا نخشى ان تقودنا أنفسنا بعد هذا الصبر الكبير الى الملحدين؟ لا اريد ان أقولها خوفا على المصيرمن رب العالمين .
رسالة موجهة للحاكمين الذين يصرون على حكم الدولة بالباطل تحت حكم الخسرويين ،ومن يريد ان ينبري لحكم الدولة عليه ان يكون من العادلين الحريصين على اموال الناس وارواحهم ووطنهم دون تفريط،فيا ظلمة الوطن .. هل ستلتزمون بالعهد والقسم والقانون يا اصحاب دولة القانون؟ بعد ان مرغتم حقوق الناس بين سجين ومغيب ومعدوم… بين اروقة المستغلين…من اعداء العراقيين
كتاب الفلسفة والاعتزال في نهج البلاغة ..تأليف قاسم حبيب جابر.
دراسة وعرض د.عبد الجبار العبيدي..

أحدث المقالات

أحدث المقالات