22 نوفمبر، 2024 11:56 م
Search
Close this search box.

الغدير بين قراءتين!

الغدير بين قراءتين!

اطلق الباحث السعودي حسن بن فرخان المالكي على مدى يومين تغريدات في موقعه على الفيسبوك بمناسبة ذكرى عيد الغدير الاغر عام 2013 استطعت ان اوظف منها مقاله ردا على ما كتبه احد اتباع المنهج الاموي المدعو طلال الصالحي في موقع كتابات مستنكرا الاحتفاء بعيد الغدير ويوم عاشورا المؤلم , ما هو الغدير؟ وما هي القراءة السنية والقراءة الشيعية له؟ وهل يحق لك سنياً كنتَ أم شيعياً الخروج بقراءة خاصة بك؟ ربما يتم الإجابة من السؤال الأخير وهو هل يحق للسني أن يوافق الشيعة في مسألة كالجهر بالبسملة وهل يحق للشيعي أن يوافق السني في العصمة مثلاً؟ لأن أكثر ما يصد الفرد عن اتباع ما يراه من حق هو المذهب.. الخوف من التصنيف هو الصنم الأكبر المعبود عن جماهير المتمذهبين والقليل جدا من ينجو. ولذلك نكرر دائماً النصيحة لكل باحث جاد أن يقول: ديني الإسلام ومذهبي المعرفة أينما وجدتها فكيف إذا وجدها داخل مذهبه؟ ومع ذلك يعبد التصنيف والآن لنستعرض باختصار (حادثة الغدير) أولاً لأن فيها حديثاً متواتراً لا يجوز إخفاؤه ولا كتمه من أجل خاطر أحد، فخاطر رسول الله أولى بالحفظ.

الحالة السنية والشيعية تحتاج تحتاج لبعث داخلي بحيث يكون الدليل والنص هو القائد، وليس المذهب ولا الفقيه ولا الشيخ النص وبس! بهذا تعبد الله.

قصة الغدير خلاصتها أن النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله بعد عودته من حجة الوداع، وصل إلى مكان يسمى غدير خم قرب الجحفة جنوب المدينة. هناك أمر الحجاج الذين معه بالتوقف، وعددهم حوالي عشرة آلاف من الصحابة، وفيهم صفوتهم المهاجرون والأنصار أصحاب القرار في المسلمين. ثم أمر بانتظار المتأخرين من الناس ورد من فات عن هذا الموضع.. حتى عاد الفائت ووصل المتأخر ثم خطب مودعاً فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال -مسند أحمد بن حنبل (ج4 / ص366)- : أما بعد ألا يا أيها الناس إنما أنا بشر يوشك ان يأتيني رسول ربي عز و جل فأجيب، وإني تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله عز و جل فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله تعالى واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه [ثم] قال: وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي .. ثم قال -مسند أحمد بن حنبل (ج4 / ص372)-: (( ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا بلى! قال: من كنت مولاه فعلى مولاه)) ولفظ البراء بن عازب أصرح وفيه – مسند أحمد بن حنبل (ج 4 / 281)- : كنا مع رسول الله صلى الله عليه و سلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا: الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضي الله تعالى عنه فقال: ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألستم تعلمون أنى أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فأخذ بيد علي، فقال: (من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئا يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.

هذا لب الغدير .. أن النبي قبل وفاته بشهرين أوصى بكتاب الله وأهل بيته ثم خصص علياً ( راس أهل البيت بعده) بوصية خاصة بأنه أولى بالمؤمنين.

هنا أتت قراءتان: سنية وشيعية .. القراءة السنية تتقلص يوماً بعد يوم والقراءة الشيعية تتوسع

يوماً بعد يوم.. فالقراءة السنية التقليدية تقول: إنما أراد النبي الرفع من شأن علي والذب عنه لأن بعض أهل اليمن وقع فيه وتنقصه ووقع فيه بعد خلافهم معه في موضوع استخدام إبل الصدقة قبل الحج! ونسي أصحابنا السنيون أن أهل اليمن قد عادوا من مكة إلى اليمن وخلاف الإمام علي معهم يسير وتم وأده في مكة، ولا يحتاج لجمع الناس وأيقافهم تحت الشمس وقد اقتربوا من المدينة.. ولم يأتِ النبي على ذكر اليمنيين أصلاً وإنما كان كلامه عن المستقبل أنه سيأتي داعي ربه (الموت) فيجيب.

فالقراءة السنية ضعيفة جداً متهالكة، فهل يجوز لسني أن يقول قراءة أصحابي ضعيفة؟ ولماذا يجوز للشيعي عند السنة الاجتهاد ولا يجوز للسني؟

القراءة الشيعية تقول : هذه وصية من النبي للإمام علي بأن يكون الخليفة بعده بهذه القرائن كلها وخاصة قرينة (ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم). فهذه القرينة: (ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسهم) ثم قوله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) أقوى من قوله: (هذا خليفتي من بعدي)، لسبب بسيط وهو: أن الخليفة الواجب الطاعة لا يكون أولى بك من نفسك إنما فقط: (النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ) الأحزاب، فهذه أعلى! ومادام أن النبي قد نقل هذه (المنزلة العالية) منه إلى الإمام علي فهي أكثر من وصية بالخلافة، فالخليفة أياً كان لا يكون أولى بك من نفسك.

ولكن هل سبق بعض أهل السنة إلى هذا الفهم؟ الجواب: نعم، ومثلمل تعمدت نقل الحديث من مسند أحمد سأنقل (فهم سنيين خُلّص) من مسند أحمد أيضاً. ففي مسند أحمد بن حنبل – (ج 1 / 119) عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : (شهدت علياً في الرحبة ينشد الناس: أنشد الله من سمع رسول الله يقول يوم غدير خم: من كنت مولاه فعلى مولاه لما قام فشهد. قال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر إلى أحدهم فقالوا: نشهد انا سمعنا رسول الله يقول يوم غدير خم: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم فقلنا: بلى يا رسول الله، قال: فمن كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) هل هؤلاء البدريون سنة أم لا؟ وهل فهم الإمام علي وفهمهم يتفق مع القراءة السنية المتأخرة أم يخالفها؟

واضح أن الموضوع عند الإمام علي وعندهم ليست مجرد خصومة مع أهل اليمن! وهذا (فهم السلف الصالح الحق) وليس ذلك السلف (الذي امتلأ بالتعصب).

فهذا الإمام علي أثناء حربه مع البغاة لا ينشد الناس عن حديث عمار و لا أحاديث الخوارج مع أنها ألصق بخلافته، لماذا؟ لأن الغدير يشمل كل ذلك.

لم يقل له أحد البدريين ولماذا تقول ذلك؟ وما دخل هذا في حربك مع معاوية والخوارج؟ لم يقولوا ذلك ، لأن (فهم السلف الصالح) كان صالحاً يومها! لم يكن قد حصل يومها تقييد للنصوص الشرعية داخل سجون المذاهب… كانت النصوص الشرعية مفتوحة في الهواء الطلق.. مفهومة من الإمام علي وأهل بدر

فهم آخر لسنيين خلص في مسند أحمد (ج 5 / 419) : جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا. قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب؟ قالوا سمعنا رسول الله يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فان هذا مولاه قال رياح: فسألت من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري! فأبو أيوب الأنصاري من كبار أهل بدر، وهو منزل النبي في بيته في المدينة حتى تم بناء المسجد، وقد فهم الحديث فهماً لا يتفق مع القراءة السنية. الإمام علي وأبو أيوب الأنصاري وأهل بدر الذين شهدوا. هم ألصدق بالسنة وفهمهم أولى بالأخذ من فهم السلف المتأخر

الذي سجن النصوص داخل المذهب.

والنص ينطق لا يحتاج لفهم عبقري.. هو سهل مبين والنبي كان عليه (البلاغ المبين) ونشهد أن بلاغه كان مبيناً واضحاً ليس أعجمياً ولا عيياً.

مسألة ماذا يترتب على هذا الفهم؟ هذا ليست مسؤوليتك أنت كمسلم.. مسؤوليتك أنت الإيمان بالنص كما هو وكما أراد النبي ببلاغه المبين الواضح

من قال لك أن الله كلفك بحماية من خالف النص؟ هذه ليست مسؤوليتك.. يكون معذوراً أو غير معذور .. فهم أو لم يفهم .. تاب أو لم يتب .. هذه مسائل ثانوية. أكثر ما يشغل أهل السنة ويبقيهم في الخوف من هذا النص أنهم يكلفون أنفسهم بما لم يكلفهم به الله.. آمنوا بالنص كما هو ثم التمسوا عذر من خالف

قليل من أحرار السنة من قال بالنص كما هو ثم لم يدخل نفسه في تقييم من خالف، فهذه ليست مسؤوليته.. مسؤوليته الأولى هو الإيمان بالنص هذا أولاً. نعم بعد ذلك إن استطاع أن يقرأ ويتلمس أعذار من خالف النص فهذا جيد كأن يكون متأولاً أو واقعاً تحت رأي عام لكن آمن بالنص أولاً.

تذكر أنه لا يجب عليك تقييم من خالف قد تتوقف أو تدافع بحق ولكن أن تبطل دلالة ما أراد محمد ص من أجل خاطر أحمد فلا. محمد أولى برعاية الخواطر

إذاً الفائدة هنا.. أنك أن قلت بالنص كما هو فلا تخش أنك لم تُسبق من أحد من أهل السنة وتذكر أن أهل بدر من أهل السنة! فلا تخش التصنيف.

الفائدة الثانية:
أن انحرافنا عن وصية الغدير ليس في حق الإمام علي فقط بل القرآن الكريم أيضاً.. وهذا لا يظهره الشيعة كما يظهرون مظلومية علي

وهذه هي القراءة الثانية للسني الحر المخالف للشيعة كما يخالف جماعته أنه يقول : يا مسلمين .. أنتم قصرتم في الوصية كلها بأركانها الثلاثة!
القرآن الكريم مهجور …
والعترة تم استهدافها والتوجس من مجرد ذكرها …
ورأس العترة تم قتاله وقتله ولعنه على المنابر وتتبع محبيه بالقتل والتشريد.
وكل الأمة سنة وشيعة اشتركت في هجر الكتاب مع تخصص النواصب في استهداف الوصية مباشرة كتاباً وأهل بيت وولياً.. هذا واقع والشجاعة في الاعتراف
فإذا كانت الوصية الأولى بالقرآن مع ما سيقول الرسول: (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآَنَ مَهْجُورًا) فلا غرابة بعدها أن يكون التقصير في حق الإمام علي وأهل البيت حاصلاً فالقرآن أهم وقد أخبر الله بشهادة النبي في حق الأمة فيه، فكيف بمن دونه؟

القرآن مظلوم أكثر من العترة وأهل البيت، وهو لا شيعة له إلى اليوم. نعم نشأت له شيعة (القرآنيين) وللأسف هي متطرفة ومنبوذة من الطرفين.

والشيطان حريص أن يوجد متطرفين في أنصار القرآن ومتطرفين في أنصار الإمام علي وأهل البيت حتى يستطيع ضرب مشروعية آخر وصية نبوية. وقد نجح.

فقد أصبحت لفظة ( قرآني) بدعة ولبعض القرآنيين سبب فيها لغلو وتطرف في بعضهم وأصبحت لفظة ( شيعي) بدعة وقد أسهم فيها تطرف بعضهم أيضاً.
وأصبحت كلمة ( سنة) بدعة عند القرآنيين والشيعة مع أن آخر وصية توصي بالقرآن وأهل البيت والإمام علي خاصة. أليست هذه الوصية النبوية ( سنة)؟
والصواب أن يقال أن كلمة (قرآني) و (سني) و (شيعي)، لا تضاد بينها إذا تم استخدامها شرعياً أما إذا تم استخدامها مذهبياً فنعم.
فإذا نبزك أحد بــ( قرآني) فقل يا ليت!
وإذا قال لك ( سني) فقل يا ليت!
وإذا قال( شيعي) فقل يا ليت!
ولكن ليكن قصدك المعنى الشرعي لا المذهبي.
وستجد صعوبة شديدة لأن الأصل في الأمة هو التمذهب لا الشرعية. هم ليسوا مع النصوص هم مع المذهب ولو كانوا مع النص لما أصبحت كلمة ( قرآني) سبة

وهذا الاعتراف ليس مطلوباً من أهل السنة فقط بل مطلوب من الشيعة أيضاً لأن المظلوم ليس الإمام علي وأهل البيت فقط بل القرآن الكريم أيضاً.
فائدة الغدير اليوم ليس تولية الإمام علي وإنما فائدتان:
الأولى: أن أول الأمة فرط في هذه الوصية.
الثانية: لنلحق على القرآن الكريم فقط.
وكل أمة تعلم أن أولها فرط يجعلها أكثر تطلعاً للإبداع ولا تتخذ (من سبق من الآباء والأجداد) آلهة أخرى وإنما تكون تحت النص والعقل. قراءة تقصير الجيل الأول والاعتراف به يجعلك عبداً لله فقط.. الله يختبرك إلى الآن كما اختبرهم، هل تعبده أم تعبدهم والنص بين يديك!

الإمام علي أبلغ من أوصى بالقرآن الكريم فقد أخبر أن :
(أن القرآن وأهله طريدان منفيان وصاحبان مصطحبان لا يؤويهما مؤوٍ)!
حادثة الغدير وحديثه متواتر عند أهل السنة والشيعة رواه أصحاب علي والمعتزلون عنه والمخالفون له ومن أنكره فلابد أن ينكره بعلم. أما أن ينكره بجهل أو هوى .. فهذا ليس أول جهل ولا أول هوى نحن في الجهل والهوى من القرن الأول فلا تحزن عليهم..
ما جرى بعد الغدير لا يكاد يصدق وما جرى قبله لا يكاد يصدق! والتشويش كبير والكتمان عام ومن بحث وجد ولا يمكن شرح كل شيء..

نعم لو كان الإمام علي موجوداً في سقيفة بني ساعدة لما عدلوا به أبا بكر ولا غيره.. وما اجتمع الأنصار إلا بعد أن رأوا بوادر الخلاف. ولكن هذه ما بعد الغدير. ولا نحب فتح لا ما بعد الغدير ولا ما قبله لأن القرائن كثيرة على أن الرأي العام كان يتجه للمخالفة. من يوم الرزية ومنع النبي من تأكيد الوصية كتابياً إلى التخلف المريب الطويل عن جيش أسامة… 17 يوماً كل مرة يعتذرون بعذر إلى إلى ..الخ
آية اكتمال الدين نزلت بعد الغدير وليس في عرفة عند التحقيق. نزلت قبل وفاة النبي بثمانين يوماً وهذا يتفق مع يوم الغدير لا يوم عرفة
إلى اليوم لا يستطيع إلا المؤمن أن يقول: (علي وليي وولي كل مؤمن) يجد في صدره من الضيق ما كان يجده أولئك! هذا وهو مسلم بعد دهر. فكيف يستطيع قولها من قتل الإمام علي أحد قراباته في بدر أو أحد أو الخندق والعصبية في قريش قوية جداً … بها أنكرت النبوة من قبل.
كلنا كان عندنا نفس الشعور كنت إذا سمعت كلمة: (غدير خم) أشعر بالضيق والتعب حتى عرفت أنه لا يجوز أن أكره نصاً من أجل المذهب. الإيمان بالنص في الغدير يخيف البعض من الاتفاق مع الشيعة ! يا أخي آمن بنص النبي وستجد في الشيعة ما تذمه حتى تشبع من هجائهم …
يجب ألا يدفعنا كراهيتنا لليهود مثلاً إلى نقص موسى حقه، ولا كراهيتنا للنصارى أن ننقص عيسى حقه… ذموا الشيعة بغير الإيمان بالنصويوم عرفة ثبت الوصية بالخليفيتن أيضاً الكتاب والعترة فلا مفر! سأ‘عطيك لأنك معلم والمعلم أتعاطف معه فاسمع. وقال العلامة الكتاني السني في مقدمته لكتابه الموسوعة “معجم فقه السلف”: “وقد خطب بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم حجة الوداع بعرفة في مائة

ألف أو يزيدون… رواه جماعة من الصحابة:… ثم سردهم. وفي سنن الترمذي [ جزء 5 – صفحة 662 ] عن جابر بن عبد الله قال : (( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول: يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي)).. والأدلة في ذلك كثيرة، أوصى بالثقلين يوم عرفة والغدير. والحديث السابق صححه الترمذي والألباني أيضاً فكأن النبي قاله يوم عرفة ثم شوش عليه الناس فأعاده في الغدير. والتشويش على النبي بعرفة صحيح لكن لم أشأ بحث ما قبل الغدير ولا ما بعده وإلا فهناك قرائن لا تزيده إلا قوة!

أما لفظة: (الخليفتين) وهو لفظ عجيب فهو في مسند أحمد من مسند زيد بن ثابت وكان عثمانياً لا علوياً -مسند أحمد بن حنبل (5/ 181) من لفظ زيد بن ثابت- : (إنى تارك فيكم خليفتين كتاب الله حبل ممدود ما بين السماء والأرض أو ما بين السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض) وصححه المحققون… حتى النبوة عند البعض تنسف المساواة الموضوع يحتاج لإيمان

لماذا معصية النبي في حديث الغدير تخافون أن تلزمكم بتكفير من عصى بينما معصية الله ورسوله في كثير من الذنوب لا تخشون أن تؤدي لتكفير من عصى؟

أما مسألة الحكم على الصحابة، فهم أولاً لم يكونوا على مذهب واحد وقد رأيتم أن بعضهم يفهم الحديث فهماً كما ورد ويعظمه ولكنه عجز عن النصرة ..

وبعضهم لم يكن في المدينة بعد وفاة النبي ..

وبعضهم ظن أنه لن يخالف أحد ..

وبعضهم وقع تحت الذهول لوفاة النبي ..

وبعضهم ربما تعرض لسماع المنافقين وانخدع بهم وقد قال الله (وفيكم سماعون لهم) فقد يسمع من بعض المنافقين (وكانوا يبغضون علياً) أن النبي قد رجع أو أن علياً لا يريد ذلك … الخ

وبعضهم قد يظن أن الأمر شورى بعد النص..

وبعضهم قد يكون متعمداً للمعصية ثم يتوب .. وبعضهم قد يكون له عذر لا نعلمه .. المهم ألا نظلم رسول الله، لا نظلمه بأن بيانه ليس من ذلك (البلاغ المبين) المكلف به شرعاً ولا نظلمه بأنه خطب خطب عيية غير مفهومة، أي أنه ليس أفصح من نطق بالضاد. ولا نظلمه بأنه لم ينصح للأمة أو أنه كان مرتبكاً خوافاً لم يصرح بالمعنى فخرج الناس وهم يقولون: ماذا قال آنفاً؟ كلا كلا إياكم وظلم محمد ص!! نحن نشهد أنه قد بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح للأمة. هذا أول واجب وكل الواجبات بعد هذا الواجب هينة وسهلة. إياك أن ترفض الواجب الأول لمخاوف وهذه الأمة رفضت أن يكون نبي وخليفة من قبيلة لكنهم قبلوا بأربعة عشر أموياً وستة وثلاثين عباسياً حتى ذريات المماليك! المشكلة عندهم فقط لا تكون في آل محمد! لسان حالهم: هذه الذرية يكفيها نبي وبس! لا نحتمل زيادة! وهذا ما يريد الله.. أعني يريد الابتلاء بمن يريد يريد الفرز والتمييز (أحسب الناس أن يُتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)؟ الإيمان له. وعندما يشعر ابن آدم أن له حق التفاوض مع الله في الدين ورسله وقادته فمرة في رجل من القريتين ومرة في كل قريش وبهذه الرؤية الرصية التي اساسها الجانب النقلي من كتب اهل السنة والجانب العقلي التي نضحت بها عقلية الشيخ المالكي وهو طرف محايد ليس يتدين بمذهب اهل البيت بل بين الرؤية ورجح الراجح فظهر الحق وانكشفت الحقيقة باجلى صورها .

أحدث المقالات