5 نوفمبر، 2024 6:23 ص
Search
Close this search box.

مجتمعات تتبع وتقبع!!

مجتمعات تتبع وتقبع!!

المجتمعات تنضح بما فيها , ويمكن ترويضها ومصادرة إرادتها , وتسخيرها لكي تقضي على وجودها , ولهذه الإقترابات آليات معروفة منذ الأزل وقد تطورت وتعقدت مع تواصل إبداعات البشر.
وبعض المجتمعات تستجمع إرادتها وتتوحد حول رايتها ومنطلقاتها وتدرك مصالحها المشتركة , وتتمسك بثوابت وطنية وسلوكية لا يُسمح بتجاوزها والقفز عليها , وهناك مجتمعات تستلطف التبعية والخنوع وتقبع في كينونات إتلافية تدميرية تأخذها إليها وتحشرها فيها ضلالات وتصورات بهتانية فتاكة.
والمجتمعات الخانعة القابعة لا يمكنها أن تنطق كلمة ” أريد” , لأنها بلا إرادة , وعليها أن تتبع وحسب , ويتم رهنها بما يوجب الخنوع ويؤكد التبعية , كالمذهبية والطائفية , والإيمان المطلق بالفتاوى والرؤى التدميرية , التي يأخذها إليها ذوي العاهات النفسية والتفاعلات الشريرة العدوانية المحقونة بالكراهيات والسموم البغضاوية.
ومن الواضح أنها مجتمعات تأتمر بمن يسمون أنفسهم كما يحلو لهم من التوصيفات , التي تضفي عليهم القداسة والرفعة والهيبة , وتدفع بالناس إلى التبرك بهم والإستجابة لدعواتهم أيا كانت خطورتها ومناهجها , والإصابة بالفشل العقلي والنفسي والفكري , فلا يجرؤون على السؤال عن هل ينطبق ما يأتون به هؤلاء عليهم أيضا.
فالواقع المأساوي يشير إلى أن الآمرين يريدون من الناس المساكين العمل وفقا لما يقولونه لهم , ولا يعملون مثلما يعملون , لأنهم المنزهون الأصفياء الأكارم الذين لهم الحياة بوجهيها.
وهذا سلوك خداعي لتسويق الأضاليل وإستعباد الناس وتدمير وجودهم , والأخذ بهم إلى ميادين سقر وهم لا يشعرون , وعندما تتحقق حالة مجتمعية كهذه , فأن الناس ستعيش في منظومة قهرية حرمانية , لكنها تستلطفها ولا تثور عليها , لأنها ستجد نفسها محكومة بفتاوى ودعوات تسمى دينية أو طائفية أو مذهبية , وغيرها من المصطلحات القابضة على مصيرهم.
ولهذا عندما يتساءل البعض عن غياب الثورة والقدرة على تغيير الواقع المهين في هذه المجتمعات , يغفلون أن الناس صارت عبيدا وممتلكات للذين صادروا مصيرهم وتحكموا بوجودهم بالفتاوى , وما أدراك ماهي.
فالمجتمعات المحكومة بالفتاوى لا خير يرتجى منها , ولا مستقبل عندها سوى التلهي باللطم وذرف دموع التماسيح على وجنات أيامها السوداء!!
فهل ستستفيق وتؤمن بالتغيير وتنجزه مثل غيرها من شعوب الدنيا الغيورة على أوطانها وحياتها؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات