17 نوفمبر، 2024 8:49 م
Search
Close this search box.

الوباء الساري

تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، لم يکن مجرد حدث أو تطور عادي مر بإيران والمنطقة و العالم، وإنما کان تطورا غير عاديا ترك ويترك آثارا وتداعيات مختلفة على جميع الاصعدة، لکن المحصلة والنتيجة النهائية التي يمکن إستخلاص النتائج والعبر منها، تشير الى هذا النظام قد جاء ليعيش عالة وکظاهرة طفيلية على دول المنطقة بشکل خاص، وإن الاحداث و التطورات الجارية قد أکدت على هذه الحقيقة وأظهرت بإن هذا النظام إستمد ويستمد أسباب بقائه وإستمراره من بقاء وإستمرار هيمنته ونفوذه على دول المنطقة.
مراجعة سجل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، على صعيد إيران والمنطقة والعالم، يظهر بأن هذا النظام کان دائما مصدر مشاکل وقلاقل وأزمات بمختلف الاتجاهات، وإن جميع الاطراف المعنية بالقضية الايرانية صاروا متيقنين من الدور السلبي وغير السليم وغير المسٶول لهذا النظام.
منذ 40 عاما، والشعب الايراني يشهد أوضاعا وظروفا بالغة السلبية من جراء الادارة غير الحکيمة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية لأموره المختلفة، فيما نجد وبنفس الاتجاه مايلاقيه الشعب الايراني، من ممارسات وإجراءات قمعية بحقه وسعي هذا النظام من أجل مصادرة حقوقه المختلفة ولاسيما حرياته، غير إنه وفي نفس الوقت نجد أنفسنا في مواجهة ماتلاقيه شعوب ودول في المنطقة أيضا من تنفيذ مخططات مشبوهة من جانب طهران بحقها والسعي من أجل إخضاعها والسيطرة عليها بمختلف الطرق والسبل، وفي نفس الوقت فإن تزايد الهجمات الارهابية في مختلف دول العالم ولاسيما في الدول الغربية منها، له علاقة أکثر من مشبوهة بقضايا الشد والجذب في الامور المتعلقة بالملف النووي الايراني وقضايا أخرى ذات صلة.
الحقيقة الثابتة التي لامناص منها أبدا، هي إن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ومنذ مجيئه المشٶوم، کان و لايزال سبب وأساس بلاء جميع شعوب المنطقة وفي مقدمتها الشعب الايراني بل يمکن وصفه بالوباء الساري الذي لايمکن له أن يستثني بلدا في المنطقة کلها، وإن تزايد نداءات ومطالب رفض سياسات ونهج هذا النظام داخليا وإقيميا ودوليا، لاتصدر من فراغ أو من عبث وانما على أساس حقيقة الدور المشبوه والعدواني لهذا النظام والذي يتقاطع ويتعارض مع المصالح العليا للشعب الايراني وشعوب المنطقة بل وإن الانتفاضة الاخيرة للشعب الايراني قد أکدت على رغبته في تغيير هذا النظام جذريا، وإن النقطة الجوهرية التي لم يعد هناك من نقاش و خلاف بشأنها هي إن رحيل هذا النظام صار أمرا وموضوعا قابلا ليس للفهم من جانب بلدان المنطقة والعالم وإنما صار مطلبا ملحا لامناص منه.

أحدث المقالات