بعيدا عن التمجيد والتهليل لأي نظام سياسي كان….. كان هناك دولة اسمها جمهورية العراق وكان فيها دوائر خدمية ووزارات لخدمة المواطن.. كل شيء برعاية القانون كانت هناك عشرون نقطة تفتيش من شمال العراق الى جنوبه.
ورغم كل الحروب التي صنعتها الحكومات مع دول الجوار كان عشرات الالاف من العمال يتوجهون الى مصانعهم صباحا لينتجو من معاملهم البضائع المحلية التي توازي البضائع الاجنبية المستوردة من حيث جودتها..
كان الفلاح العراقي ينتج كل انواع الخضروات والفواكه من الاراضي الزراعية..وكان هناك اكتفاء ذاتي لاغلب المحاصيل الزراعية وهناك فائض كبير يصدر الى الخارج فالالاف من الاطنان من الرقي العراقي يصدر سنويا في الصيف الى دول الخليج العربي عن طريق الجارة الكويت والتمور العراقية وصل تصديرها الى كل دول العالم..والنباتات البرية في الربيع كالكمأ والكعوب تصدر ايضا الى اغلب دول الجوار….اضافة الى اكتفاء البلاد من محاصيل القمح والشعير والبقوليات ويصدر العراق عشرات الالاف من الاطنان سنوياً لهذه المحاصيل للدول الاخرى….
كان هناك مصافي للمشتقات النفطية تنتح الانواع الفاخرة من الوقود وزيوت المحركات ويصدر العراق ملايين البراميل من فائض هذه الصناعة مع اكتفاء تام وباسعار رمزية للمواطن العراقي….
كان هناك رقابة شديدة على كل منتوج محلي ودوائر للسيطرة النوعية للحفاظ على الجودة العالمية…
لم يكن هناك فساد اداري او مالي في وزارات الدولة لان العقوبة كانت شديدة والمحسوبية ممنوعة….
كان هناك اكثر من عشرة مواد غذائية ومساحيق غسيل توزع في مفردات البطاقة التموينية وكل عائلة لديها خزين يكفيها سنة كاملة…
كانت هناك مستشفيات ومراكز صحية متوفرة فيها كل الادوية لكل الامراض الشائعة وكانت المستشفيات تظاهي الفنادق الراقية بنظافتها….
كانت الناس تعيش في امان الله تجمعهم وطنية العراق ومحبة قلوبهم البيضاء واصالة عشائرهم الراسخة جذورها في التاريخ..
كانت مدارسنا بيوت للعلم نتعلم فيها كتابة وقراءة دار ودور وسورة الفاتحة وقانون نيوتن والجاذبية وعلوم الرياضيات واللغة الانكليزية كتابة ولفظاً. وكان كادر المدرسة كامل متكامل ولم يكن هناك معلم اسمه محاضر مجاني.. وكانت التغذية المدرسية تصل يوميا الى ابعد مدرسة في قرية نائية..
كانت جوامعنا بيوتاً لله ومصدر للتشريع وليس مقرات للاحزاب وايقاض الفتنة…
كانت هناك طرق معبدة تربطنا بدول الجوار وجسور عصرية حديثة تربط مدننا فيما بينها….
كل هذا كان واصبح لن يكون…وعاشت الديمقراطية