النفس البشرية تتأثر وتتفاعل مع الفكرة ,أين ما كانت وكل على حدة وهنا سنأخذ الديمقراطية كفكرة بدأت ونمت واتخذت شروطها وقوانينها وكثر اتباعها ومؤيديها ومدى تقبلها دينيا او منهجيا وتأثير ممارسات الاخرين لها سواء كان بالقبول او الرفض أو القبول الدكتاتوري للديمقراطية المشروط ! فكل ذلك يؤثر على النفس الواحدة وبالتالي على كمية كبيرة او صغيرة من الانفس .. وقبل أن نحدد فيما اذا لا يزال العراقيون يفضلون تطبيق الديمقراطية أم لا ,علينا أن نعرف ونفصل ديمقراطية برايمر التي فرضها على العراق : فان كانت الديمقراطية تعني حكم الشعب فديمقراطية عملاء الفرس وأمريكا ناقصة لانها اختزلت شرائح كبيرة من الشعب والاتجاهات السياسية و منعتها من ممارسة دورها,,كما انها تخلوا من الاحزاب الوطنية لسببين انها حاربت وارهبت هذه الاحزاب ثم منعتها بالقوة من أي مساهمة فعلية ديمقراطية أو بسبب رفض تلك الاحزاب والنشاطات الوطنية فكرة الانضواء تحت راية المحتلين الفارسي الامريكي .أي رفضهم أن يكونوا اتباع اذلاء مهمشين لا حول ولا قوة لهم كما هو حال ما يسمى الحزب الاسلامي!.
تتصف ديمقراطية حكومة العراق بانها دكتاتورية وعبارة عن صورة طبق الاصل من دكتاتورية ديمقراطية الفرس فهم رغم انهم اقلية داخل كل ايران فان الرئاسة لا يمكن الا ان تكون لفارسي !و هنا في العراق فلقد حدد الحليفان الامريكي والفارسي بان رئاسة وزراء العراق لا بد ان تكون بيد اتباع ايران وتمتلك القوة العسكرية والامنية اضافة الى انه يحق لها فقط انشاء ميليشيات مسلحة تأتمر بأمرة رجال دينهم ومحرمة على الاخرين فهل هي دولة دينية تابعة لوليهم ام هي حكومة مدنية لها انظمتها .. هي لا هذه ولا تلك انما هي حكومة – أزبري – ونفسر هذه الكلمة لغير العراقيين فنقول الازبري هو احد اصناف الايس كريم ..كل هذه الممارسات من أجل تمكين دكتاتورية الديمقراطية ..بغض النظر عن العمالة وخيانة الوطن (فهذان ثابتان ) فان ديمقراطية العمايم قد رفضها الشعب شيئا فشيئا أولا رفضتها الاحزاب الواعية التي رفضت الاشتراك بالحكومة ثم انتقل هذا الرفض بسبب الممارسات الغير سوية للميليشيات الاجرامية ثم بسبب سرقة أموال الشعب و سوء ادارة البلاد وادخاله من حرب داخلية الى أخرى وتهميش السنة والتنكيل بهم بقسوة ثم قتل وتهجير الكثير منهم واستبدالهم باجناس باكستانية او فارسية هندية افغانية..بحيث أصبح حتى ابن البلد التابع لهم يشعر بانه يعيش غريبا في وطنه ! ولذلك شاهدنا في كل مناسبة الترحم على صدام والمطالبات بعودة الحكم القديم بل حتى القبول بحكم دكتاتوري صريح .وهذه اسباب الفشل المستمر لمدة 16 عاما ..
اذا اصبح الاتباع لهؤلاء المساكين الذين تحركهم الطائفية والاتباع الاعمى لمعمميهم أصبحوا يرون ان ثروات بلدهم منهوبة من قبل اسيادهم وان نصفها يذهب لايران والنصف الاخر يتحول الى الغرب وجميع هذه المبالغ لا تعود و لا تفعل أي تطور للبلد أو حتى أن تصون القديم لتمنع انهيار بنيته التحتية .
اذن ودائما نختصر كي لا يمل القاريء فان ديمقراطية دكتاتورية تنزع البلد من لباسه وتلبسه لباسا اّخر ليكون العراقي كبش فدا لفارسي مجوسي مرفوضة وثبت رفضها و لا مستقبل لها فالحالة المتدنية أوصلت المتبع الطائفي الأعمى يرى الحقائق والظلم وحقيقة الامور.
لكن الديمقراطية تصبح ممكنة ان تم الغاء هذه العملية السياسية العميلة برمتها أو ان يعمد من يجلس في مقعد البرلمان ان يغير من القوانين المذلة ويغيرها لتجعل العراق يعيد ذاته الوطنية بلا اتباع و لا تبعية فان ذلك يتطلب وقتا طويلا ,, منها أولا الغاء الميليشيات الاجرامية الطائفية وتفعيل عودة هيبة الدولة من خلال مؤسساتها العسكرية والمدنية وإلغاء المحاصصة الطائفية ومحاسبة كل الحرامية والسراق على أعلى درجاتهم وتغيير الحكم من طائفي إلى وطني و رفض كل مظاهر الولاء الطائفي التي حولت العراق الى جدر هريسة!