في كل خطبة جمعة يسافر بنا مولانا ممثل مولانا عبر الزمن بمسافة ١٥٠٠ عام الى الوراء ، ليطلب النصح والإرشاد والحلول لمشاكل يعانيها العراقيون في القرن الواحد والعشرين من ناس لم يرو ا في حياتهم مثل هذا النوع من المشاكل. فحياتهم كانت بدائية مثل بدائية أسلحتهم ( السيف والرمح ) ووسائل نقلهم ( الخيول – الجمال ) وبدائية عيشهم ( الخيمة والبن والتمر ) ، بربكم ماذا بقى من انسان القرن السادس الميلادي( صدر الاسلام ) في انسان القرن الواحد والعشرين غير اجهزة جسم الانسان ( الجهاز الهضمي ، والتناسلي وغيرها ) وحتى هذه لأتعرف ماذا ستفعل بها الهندسة الوراثية بعد ١٠٠-٢٠٠ عام ، العقل والمنطق يقول لاتوجد اي علاقة بين الاثنين ، عدا ان الانسان القرن العشرين يعرف ان الاول عاش في عصور ماقبل الحضارة بينما الانسان في صدر الاسلام لايعرف عن الانسان الذي عاش في القرن العشرين اي شيء فمثلا لو حضر حمزة ابن عبد المطلب اليوم وشاهد طائرة ايرباص فأنه سيصدق اذا قالوا له هذا ملاك الله ميكائيل ، يمكن ان يكون هناك شبه في حياة الناس من صدر الاسلام ( السادس الميلادي ) الى القرن التاسع عشر حيث لازالت تستخدم السيوف والخيول ، ولكن القطيعة حدثت في القرن العشرين ، عندما استخدم الانسان مكائن الاحتراق الداخلي والكهرباء والطائرات والمفاعلات النووية وهذه الاختراعات حولت الكرة الأرضية الى قرية صغيرة وقلبت حياة الانسان رأسا على عقب ، فحتى الذي عاش في القرن التاسع لايستطيع ان يحل مشاكل الانسان في القرن الواحد والعشرين ،فما بالك بالذي يذهب من القرن الواحد العشرين ليطلب النصيحة والحل ممن عاش في صدر الاسلام ( القرن السادس الميلادي ) فمثل هذا الانسان اما مجنون او موهوب يستخف بعقول الناس ، لان العقل والمنطق يقول لايمكن ان يحل مشاكل القرن الواحد والعشرين الا انسان عاش على الاقل بالقرن العشرين ، اما من يردد اليوم مثل الببغاء مايقولة الفكر السلفي الوهابي مثل ( ان الامة لايصلح اخرها الا بما صلح به اولها ) فمثل هذا الانسان مصاب بانفصام الشخصية ، لانه يتناسى الحديث المؤثور الاكثر عقلانية وواقعية وهو ( لاتكرهوا اولادكم على اثاركم ، لانهم خلقوا لزمان غير زمانكم ) . انا نصيحتي لشباب العراق ان لا يكونوا ضحية لهذا المعمم او غيره من المعميين ممن دمروا حاضر ومستقبل أجدادكم آباءكم وأعمامكم وأخوالكم ، حكموا عقولكم في كل حياتكم ، مشاكلهم لن يحلها أولياء الله الصالحين لانهم لايعرفون عنها اي شيء ، اليوم اسمع مولانا ممثل مولانا يخوفكم من التمرد ويدعوكم للخنوع والاستكانة ويحذركم بالقول ( هذا قدرنا ) ، بأشباب العراق الأعزا ءاولاد وا حفاد ( زها حديد ) ، لاتستسلموا لهذا لقدر المشؤوم الذي ورثه لكم هذا المعمم وسيده ، انتم ليس اقل إرادة ولا اقل همه من الشباب السنغافوري والكوري والياباني والصيني ، تعلموا منهم انهلوا من تجاربهم قلدوهم وسيروا على نهجهم ، انتم الا تغارون منهم !؟ كونوا مثلهم ، أما اذا بقيتم مثل الدجاج تركضون وراء هذا المعمم وامثاله فسوف تدمرون حاضركم ومستقبلكم ، وحياتكم ستكون مثل حياة أجدادكم واباكم ضيم وقهر .