23 نوفمبر، 2024 12:55 ص
Search
Close this search box.

الإعلام القهّار!!

الإعلام يبدو وكأنه ساحة حرب متأججة فتاكة تحتشد فيها الأقاويل والأكاذيب والإفتراءات , وتضيع الحقائق والأدلة والبراهين , ومادة الإعلام أموال طائلة وأنظمة متأسدة , وأجهزة لا يعلم بمسمياتها إلا الراسخون في الظلم والقهر والعدوان.
الإعلام سوح وحوش متعاوية , وغاب إحتدام ما بين الضواري السابغة الشرسة , الصائلة على فرائسها بعدوانية سافرة وقسوة ظافرة.
الإعلام إظلام وإيهام وإجرام!!
ففي زمن الثورة المعلوماتية والتواصلية الخلاقة المتنوعة , صارت الأقلام الممولة تتسيّد وتتأكد وتسويقها يمضي على إيقاعات عالية , وأبواق الكراسي والمصالح لا تهدأ وتتكاتف لتحقيق الأهداف المطلوبة والتشويشات المرغوبة , وبهذا ينتصر الباطل وينهزم الحق , ويتعزز الكذب ويندحر الصدق , وتُصادر الأفهام , وينتشر الإبهام , ويتحوّل البشر إلى فرائس سهلة وصيدا في شِباك القابضين على مصير الحُكام.
إنها لنكبة حضارية معاصرة تشارك في ديمومتها الأقلام , وتغذيها بمداد المال المتاجر بالبشر , وبأقياح الأحقاد والكراهيات والإنتقام.
إنه الإعلام السائد في مجتمعاتنا والذي لا يشبهه إعلام!!
قنوات تعددت وتنوعت وتأدلجت وتقاتلت على الهواء , فما أن تنتقل من قناة تلفازية إلى أخرى حتى تجد وكأنك تنتقل من عالم إلى عالم آخر متوحش الطباع , وجميعها تنطق العربية وتُبث من بلاد عربية وبعضها من أجنبية ذات مصالح بإهلاك العرب.
وكذلك المواقع على شبكات الإنترنيت فهي متعادية , متناقضة , متكالبة , تنطق بلغة واحدة وتعبر عن مشارب ومذاهب تسعى لمحق بعضها , ولا تستند في طرحها على برهان أو دليل , وإنما التزييف دينها وديدنها , وتراها تمارس الدعارة الإعلامية , وفيها أقلام عاهرة وسماسرة مهرة.
وتحتار في أمر أمة جعلت كل ما ينفع البشرية يضرها ويمزقها ويهلك نسلها ويجفف ضرعها , وما إستفادت من التقنيات المعاصرة إلا بتدمير ذاتها وموضوعها , وكأن فيها رغبات إنتحارية لا واعية تأخذ بها إلى مصير مشين.
فلماذا إعلامنا لا يشابه إعلام بشر الدنيا؟
ولماذا أقلامنا ضدنا؟
ولماذا الأقلام تتعبّد في محاريب الكراسي ؟!!

أحدث المقالات

أحدث المقالات