18 ديسمبر، 2024 10:01 م

الرقص على أکتاف نظام منهار

الرقص على أکتاف نظام منهار

عندما تفيد الانباء بتعرض معسكر لميليشيا الحشد الشعبي في العراق، قبل بضعة أيام، لقصف بطائرتين مسيرتين “مجهولتين”، وهو ما أدى إلى سقوط قتلى من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، فإن ذلك بمثابة رسالة أکثر من واضحة ليس لأذرع النظام الايراني في المنطقة بل وحتى للنظام الايراني نفسه وتحذيره من إن إعتماده على هذه الاذرع لايمکن أن يحميه مما ينتظره کما إنه رسالة لأذرع النظام وخصوصا لميليشيات الحشد بأن ماتقوم به من نشاطات لصالح النظام الايراني لايمکن أن يمر بسلام وإن هناك قائمة”حسابات” يجب دفعها.
هذا المعسکر الذي تم قصفه وبحسب ماکشف عنه رئيس مجلس العشائر العربية في العراق، الشيخ ثائر البياتي، فإنه يضم صواريخ باليستية إيرانية الصنع نقلتها طهران مؤخرا إلى المعسكر عبر شاحنات تستخدم لنقل المواد الغذائية المبردة، وإن صواريخ باليستية إيرانية ومنصات لإطلاقها كانت داخل المعسكر!
الملفت للنظر، إن هذه الضربة التي نفت وزارة الدفاع الامريکية أية علاقة لها بها، يبدو هذا الرد الامريکي وکأنه تمت صياغته بحسب المقاسات التي يتعامل بها النظام الايراني، إذ يقوم بتوجيه ضرباته بطرق مختلفة ثم يبادر لنفي أية علاقة له بها، وفي هذا الامر أکثر من معنى ومغزى على إن هذه الاساليب المکشوفة والمدضوحة لم تعد تنطلي على أحد الى جانب إنه”وهذا الاهم مافي الامر” إن نشاطات وتحرکات النظام الايراني وإرساله للأسلحة والصواريخ وتحرکات الاخرى المشابهة کلها مرصودة وتحت الانظار وإن توجيه هذه الضربة”الدقيقة” الى جانب الموقف الرسمي الامريکي المعلن ليس ببقاء القوات الامريکية في العراق وإنما زيادتها، يأتي کرد عملي عنيف على النظام الايراني والميليشيات العميلة التابعة له في العراق وإنه لن يسمح له بالمزيد من التصيد في المياه العکرة.
هذه الميليشات التابعة للنظام الايراني والتي تتصور بأنها ماضية في الطريق الصحيح والقويم لاتدري بأنها ومهام کانت النتائج المترتبة على الازمة الامريکية ـ الايرانية، فإن هذه الميليشيات التي يستخدمها النظام الايراني حاليا کحطب ووقود للمشاکل والفتن التي يثيرها، سوف تجد من الصعب جدا أن تستند بظهرها على هذا النظام بعد أن صار عجزه واضحا على مختلف الاصعدة وإن الکتف الذي تقف عليه واهن ولم يعد کالسابق خصوصا وإن الاوضاع الداخلية المتأزمة جدا في إيران وإحتمال أن تتفجر الانتفاضة الشعبية في أية لحظة ولاسيما وإن معاقل الانتفاضة لأنصار مجاهدي خلق تواصل نشاطاتها بصورة غير عادية حتى إن النظام نفسه صار لم يعد بوسعه التکتم على ذلك وعلى الرغم من إنه يسعى للنيل منها والحديث عنها بطرق واساليب غير لائقة، إلا إن ذلك يعتبر إعترافا ضمنيا بقوتها وتأثيرها، وفي کل الاحوال فإن الذي يبدو واضحا إن أيام صعبة جدا بإنتظار النظام الايراني وإن هذا النظام عندما يتلقى ضربات قوية فإن الميليشيات التي تتراقص على أکتافه تتساقط الواحدة تلو الاخرى.