* عقيدة تفكيك آلة القوة
ربما يسأل المناضل الوطني المجاهد العامل من اجل تحقيق الدولة – الامة عما اذا بمقدوره مجابهة هذه الاحزاب والجماعات والفصائل التي تسيطر على السلطة اليوم في العراق وتملك سلطة المال والقوة والقانون ؟ .. وكيف يمكن طرح مشروع التغيير مقابل هذه السلطة التي تحمي نفسها بالدستور وب ( خدعة الديمقراطية ) اضافة الى حصولها على حماية اكبر من اتفاقية ( SOFA ) المسماة بالاطار الاستراتيجي المبرمة مع الولايات المتحدة عام 2011 والتي تنص على مسؤولية الولايات المتحدة بالتدخل لحماية ( النظام الديمقراطي في العراق ..) ..
التساؤل في جوهره مشروع والواقع يدعم الكثير من مؤشرات اليأس والضعف لدى المواطن من قبيل انقسام المجتمع قوميا وطائفيا وقبليا ,اضافة الى تشتته على رقعة الاحزاب والفصائل التي تمسك باسباب المعيشة وتسيطر في تاثيراتها السياسية على وسائل الاعلام والدعاية اضافة الى تمويلها لشبكات واسعة على مواقع التواصل والتي تمارس الخداع والتضليل في اطار مشروع تكريس ( الغباء الصناعي ) في عقول ابناء الامة العراقية .
هنا علينا ان نستعير التجربة الهندية خلال الفترة من عام 1915 – 1946 .. في تلك الحقبة واجه مشروع المهاتما غاندي بخوض المقاومة السلمية* صعوبات كبيرة وذلك بفعل سيطرة الاستعمار البريطاني على جميع مفاصل القارة الهندية اقتصاديا وسياسيا وعسكريا واستطاع الاستعمار ان ينشئ طبقة من اهل السلطة التي ارتبط مصيرها بمصير الاستعمار , وهذه الطبقة تضم الاقطاعيين وموظفي شركة سكك الحديد اضافة الى ملايين الافراد ممن انخرطوا في صفوف الجيش وقوات الشرطة .
* تفكيك الآلة
سالت المناضلة الشابة انديرا غاندي والدها الزعيم جواهر لال نهرو ذات السؤوال ولكن بصيغة اخرى :
كيف بمقدورنا ان نفكك شبكة المصالح بين سلطة ونفوذ الاستمعار وبين السلطة المحلية وجمهورها لان هذه العلاقة هي التي تحول دون انتصار حركة المقاومة السلمية ؟
اجاب الزعيم نهرو قائلا : ان سلطة الاستعمار هي عبارة عن آلة صناعية ضخمة ومتعددة الاجزاء , وتتشكل اجزاءها وتتماسك من ربطها بواسطة اللوالب والمسامير ..وهل تعلمين من هم اللوالب والمسامير ؟؟ هم أولئك البسطاء من صغار الموظفين والجنود الذين بمقدورنا التحرك عليهم واقناعهم بافكارنا ومشروعنا ولما يحصل ذلك .. تخيلي كيف تنهار هذه الماكنة الاستمعارية الضخمة وتنهار بمجرد فك تلك القطع الصغيرة عنها ..
لكن هل التاثير يستدعي القوة ؟؟
*العنف الثوري
في النضال الوطني من اجل اقامة الدولة – الامة , لاينبغي اللجوء الى العنف , فالوطن يريد ان يكون المناضل المجاهد الفاعل في هذه الحركة ان يصبح اسوة في مدرسته او الجامعة او في الشارع او في المحلة او في القرية , وان يكون مثالا وقدوة في الممارسة العملية والفعلية للعمل الوطني والاخلاص للوطن والامة .
اذن العنف الثوري مرفوض وحتى لو كان جزءا من التاريخ السياسي في العراق المعاصر حيث مارس الملكيون والشيوعيون والبعثيون والقوميون وحتى الاسلاميين ,مارسوا العنف تحت ذرائع واشكال شتى وراح ضحيته عراقيون من ابناء هذه الارض
========
* ان فكرة المقاومة السلمية لم تكن من افكار المحامي غاندي الذي عاد من جنوب افريقيا الى الهند في عام 1921 ,فالمشروع بالاساس هو (مشروع عراقي) ورد في فتوى اصدرها عالم الدين العراقي هبة الدين الشهرستاني الكاظمي ونشرت في مجلة الحبل المتين التي كانت تصدر بمدينة كلكتا عام 1915 ونصت الفتوى على وجوب مقاطعة البضائع البريطانية ووجوب ترك العمل في مصالح الاستعمار .