18 نوفمبر، 2024 2:48 ص
Search
Close this search box.

التكفير بين السياسة والدين وعلاقته بانشاء الاقاليم ؟

التكفير بين السياسة والدين وعلاقته بانشاء الاقاليم ؟

لا شك ان كلمة التكفير قد بدأ استعمالها دينيا وهي لا تزال لكن الملاحظ انها اصبحت كلمة مطاطة او كثيرة في اماكن الاستخدام واشهر من استخدمها هو مجرم الحرب بوش حين وصف من ليس معه فهو ضده (اي بمصطلح اخر هو كافر بمبادئ مجرمي ما يسمى البيت الابيض ) ثم انتقلت العدوى فانتشرت بين عموم السياسيين الذين يتهمون الاخرين ربما بالخيانة او تنفيذ مخططات الاعداء الى اخر ما لهذه التسميات التكفيرية .. التكفيريون قسمان وهم اليمين واليسار ثم يأتي بينهم الوسط وهو ليس منهم .. اما اليمين فهو من يكفر الناس لمجرد الشبهات ويتصيدون الزلات اوارتباك في صواب التعبير او عدم فهم الفحوى الكامل لما ينطق به ويفعله الاخرين وينصبون انفسهم بلا اهلية قضاة رغم انهم قد يكونوا جهلاء لم يفهموا الاخرين لضعف مستواهم الفكري فيتهمون الاخرين بالكفر !.
اما اليسار(فهم طرف كان ولا يزال يرى أن التكفير شرط فيه الاستحلال أو الجحود فمن أتي بأي معصية ما لم يستحلها لا يكفر حتى وإن كانت هذه المعصية كفرا منصوص عليه , وقد يحكمون على الأعمال الكفرية بأنها غير مكفرة وأنها من المعاصي التي هي دون الكفر).1*
اما الوسط والاسلام وسطي فهم ممن يتبعون الائمة السابقون في قولهم ” ولا نكفر أحد من أهل القبلة بذنب ما لم يستحله ” الا انهم يضيفون الموالاة والموالاة موضوع خطير لا يجب ان يفسر كما يحلوا للبعض اي ان يكون تكفيرهم على اشخاص كان خروجهم عن الملة واضحا لا لبس فيه وان كثر او قل.
ومثل ما هو تفسير معنى الكفر بالاسلام اي هو نقيض الايمان والخروج عن تعاليمه الاساسية كذلك في السياسة اصبح التكفير مصطلح يصطبغ بحق من هم يختلفون مع حزب او نهج معين لكن تستبدل هنا كلمة كافر بخونة اوموالين لاعداء الوطن والشعب العربي او من هم انهزاميين او من عصوا امر قيادتهم او ثوابت الوطن … والتكفيريون السياسيون هم ثلاثة ايضا فمنهم من هو متطرف يصل لدرجة التكفير الديني الذي حددناه باليمين امثال القاعدة وغيرها وكل الاحزاب العراقية التابعة لايران !.فاذن التكفيري اليميني السياسي لا يختلف عن التكفيري اليميني الاسلامي لذلك فالتسميات جاهزة (هذا خائن –باع الوطن – او افعالهم تنصب بخدمة الاعداء .. والغالبية الظاهرة او المتطبعة من السياسيين هم من هذه الفئة بهذه المرحلة ربما بسبب ان الامة العربية والعراق يمران بمرحلة خطيرة تهدد كيانها بالكامل وربما لانهم لا يختلفون عن اليمين الاسلامي..فهم يتصيدون الفرص او الزلات عندالاخرين وهم من يزكون انفسهم وينظرون نظرة فوقية للاخرين تنطبق عليهم الاية الكريمة (أفمن زين له سوء عمله فراه حسنا ) او سوء النية المبيت لديهم او فهمهم الخاطئ للاخرين حتى وان كانوا من بينهم !.
واليسار التكفيري السياسي هم الفئة التي تمتنع عن اتهام الاخرين بالكفر السياسي حتى لو خرجوا عن المألوف ربما لانهم مطاطين بالتفكير او بتعريف أصح منفتحي الذهن او بسبب القناعة السابقة المتولده لديهم او لانهم ينتظرون ان يتجاوز الاخرين الخط الاحمرولا بأس بوصوله اليه! او لانها من علامات الساعة التي يتشبث فيها المرء برأيه ويرفض اراء الاخرين لانه يعتبر نفسه دائما صح .
اما السياسي الوسطي فهو العقلاني ممن لا يأخذ الامور على علاتها بل بالنظرة الشمولية للحالة ومسببابتها وضرورات المرحلة والحدث وتغلبهم حسن النية بالاخرين ما داموا لم يصلوا للخط الاحمر او يتجاوزوه .
خلاصة ما اسعى اليه من مقالي هذا هواني لا ازكي نفسي اولا ثم اني اتمنى على هذه القوى والاحزاب ا لسياسية التي تعيش هذه المرحلة الحرجة من تاريخ امتنا العربية ان تكون من هذه الفئةالوسطية المتفهمة والمحبة للخير والتكاتف والساعية لزيادة اللحمة لا النقيض المرادف لها الذي يؤدي للشرذمة ما دامت الامور لم يتم تجاوز ثوابتها .
ماذا نقول مع حدث الساعة حول الساعين للاقاليم .؟
ومن نهاية النقطة السابقة بالذات انتقل لنقطة الاقاليم فاذكر الجميع بقوله تعالى (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا ) ثم ان حكم الاقاليم او السعي له ليس بدعة يتم تكفيرها واتهام جميع الساعين لها بالخيانة…وهي مبدأ معروف ومطبق لدى الاحزاب التي تؤمن بالديمقراطية و حتى الاسلامية ذلك لانه كان مطبقا في الاسلام حكم الاقاليم ولكل اقليم والي كذلك لدينا مثلا حيا عند حزب البعث العربي الاشتراكي حين طبق حكم الاقليم (الفيدرالية ) بتسميته العربية الحكم الذاتي للاكراد في العراق والامثلة عديدة .لكن مالذي يدعو هذه الاطراف السابقة الذكر وغيرها ان تقف موقف اللاموافق على حكم الاقليم في العراق وتحرك الشارع ضده ؟؟ اقول ان الاسباب واضحة وهي علم الجميع بمخططات الاستعمار الامبريالي الامريكي والصهيوني و… حول العراق وتجزيئه ثم قد يتم الغاءه ! اي بانفصال الاقاليم عن العراق وانضمامها للدول المجاورة كتضاف الى ايران من بعد الاحواز ,او الى دولة انفصالية كردية او تركمانية وانفصال غرب العراق ليكون لقمة سائغة لاطماع الصهيونية العالمية باستقطاع جزء الانبار حلم بني صهيون من البحر للنهر اي الفرات .
ما هي مبررات الساعين للاقليم ؟
من المعروف ان اسبابهم او مشاكلهم ومعاناتهم واضحة للعيان يحس بها الجميع ويؤيدها وليس بالضرورة ان نكون طائفيين اذا ما قلنا هذا صحيح فالحكومة بغالبيتها طائفية وقد مارست الميليشيات التطهير العرقي والابادة الجماعية منذ لحظةالاحتلال وحصولهم على القوة على هذا الطيف الاكبر في العراق وان تم تبادل الادوار في حالات الانتقام  وبات معروفا للجميع بدون استثناء واحيانا باعترافات الميليشيات الطائفية علنيا وبدون حياء بل انهم يماسون السب والاستهانة بهم من خلال كل وسائل الاعلام التي استملكوها ..وحتى القاعدة فانشط فصيل فيها في العراق الان هو التابع للمخابرات الايرانية ينفذ اجندتها الساعية لغرض توسيع نطاق القتل كي تظهر كل طرف منهما انما هو يدافع عن نفسه وقيمه من اجل تنفيذ اطماعها في افتراس اكبر كمية من الاراضي العراقية ومن اجل دفع الناس الى السعي وراء خيار الاقاليم وقد نجحت في ذلك كما يبدو ,بل اصبحنا قاب قوسين او ادنى منه ..
من المسموح به قول تعلموا السحر لا لممارسته ولكن لمكافحته وايجاد العلاج ضده ..فعليه ينبغي ان لا تكون ردود الفعل متشنجة تكفيرية او فوقية بحيث قد نصل الى تكفير كل الشعب والتنزه عن انفسنا حتى وان كنا على صح!لان ذلك خطء” ستراتيجيا قد يقود الفصائل لنفس مصير جيفارا حين ترك لوحده ورفضه الشعب رويدا رويدا ..اذن الحل يكمن بايجاد البديل او الحصول على ضمانات اكثر تبعد هذه المخاوف المشروعة للقوى الوطنية .اما الحل القائل اصبروا وتحملواالى ما لا نهاية القتل والتهجير والسجن والفقر الذي يمارس عليكم منذ عشر سنين لاننا غير قادرين على تحرير العراق الان فانه غير عادل ولا سيلقي اذان صاغية وبذلك سنجعل هوة كبيرة بين ابناء الوطن تكون القوى الوطنية المشروعة والمواطن هما الخاسران الاكبر.
وعلى الساعين للاقليم ان يثبتوا حسن النية لديهم وانهم لا يسعون لمصالح شخصية ثم يعطونا ضمانات اكثر ويثبتوا لنا عدم الانسياق وراء مخططات الاستعمار وتنفيذها وهي معروفة وايجاد شروط تضمن عدم الانفصال و التقسيم ووضع فقرات في الدستور تضيف على تأكيد  ذلك ما داموا ارتضوا المشاركة مع الحكومة  بحيث تمنع الانفصال او الانضمام الى دول مجاورة وان تكون هذه من المحرمات السياسية.
 
1*(-“الباحث ابو عبد الله الخطيب )

أحدث المقالات