في الإعادة إفادة { فذكر إنْ نفعَت الذكرى* سيتذكرها الأتقى* ويتجنبها الأشقى*} بمناسبة تصريحات السفير العراقي في واشنطن؛ بعد تصريحات رئيسه السابقة في عملية تطبيع الشعب العراقي للقبول بإسرائيل دولة!!؟
ما يسمى بـ “دولة إسرائيل”..أو ما يسميها المنافقون والخونة! بـ “الكيان الصهيوني” خداعاً وتضليلا؛ هي بالأصل والواقع والحقيقة أكبر قاعدة غربية تديرها وتحافظ عليها وتحميها أوروبا وأميركا لحفظ مصالحهم واليد التي تضرب بها كل من يتطرف في مواقفه ضدهم!.. يصدق مَنْ يصدق ويراوغ مَنْ يريد أن يراوغ ويخادع!!. وزوالها والقضاء عليها ضربٌ من الخداع للبعض والخيال لدى البعض الآخر ويعتاش على هذه “الأسطوانة” الكثير من السياسيين والعملاء والخونة من أبناء أو حكام أو لقطاء الأمة العربية والإسلامية!!؟
فلا إيران ولا حزب الله ولا المقاومة الفلسطينية ولا كل محور المقاومة الذي يفكر به بعض العراقيين الالتحاق به يستطيع القضاء على “إسرائيل” أو إزالتها من المنطقة؛ وإذا كان ولا بد من القضاء على إسرائيل فبالتزامن مع القضاء عليها سوف يقضى على نصف كيانات المنطقة ويعم الدمار والخراب العام؛ بعدها سيكون بالإمكان إعادة بناء إسرائيل من جديد؛ وفي الجانب الآخر لا يستطيعون إعادة تأهيل شارع أو قرية!!
أول مَنْ يعرف هذه الحقيقة أو يعلمها هو حزب الله وقيادته والسيد حسن نصر الله لذلك وفي آخر موقف استراتيجي عنده أنه أعلن وهدد إسرائيل أنهم “إذا ضربتم مطارنا؛ نضرب مطاركم! وإذا ضربتم عاصمتنا؛ نضرب عاصمتكم” الخ.. من هذا الكلام نفهم أن السيد حسن نصر الله قد وضع حداً – ربما- للعدوان الإسرائيلي على لبنان مقابل تمتع إسرائيل بالأمن والأمان من صواريخ حزب الله وستجمد! لحين أو بانتظار أن تضرب إسرائيل ثم يضرب حزب الله وهذا ما تريده إسرائيل ووافقت عليه وساد الهدوء وران الصمت على حزب الله وغاب السيد عن الساحة والكل يترقب اليوم متى يطل بكلمتهّ!. إلا أن الشروط الذي طرحها على إسرائيل ماضية ونافذة المفعول وكأنها هدنة متفق عليها .. علماً بأن الطائرات الإسرائيلية تجوب أجواء لبنان يومياً ومزارع “شبعا” لا زالت تحت الاحتلال الصهيوني!!. لأن قيادة حزب الله تعلم مدى الدمار الذي سوف يتعرض له لبنان وخاصة جنوبه إذا بادر حزب الله بضرب إسرائيل لأي سبب من الأسباب لأن السيد حسن وضع لها حد وشرط مُلْزِم!!
إذا كان الوضع بين إسرائيل وحزب الله الذي وراءه إيران وسوريا وربما روسيا إلى حد ما اتخذ هذا الموقف بالنسبة لإسرائيل وترك موضوع تحرير فلسطين للفلسطينيين الذي يتحاربون بينهم اليوم ومشرذمين في جماعات وأحزاب وكتل أكثرها جواسيس لإسرائيل.. فهل يفكر أحدٌ آخر في البلدان العربية والإسلامية بمحاربة إسرائيل وإزالتها من الوجود؟؟
دولة “إسرائيل” اليوم كانت عصابات منظمة نفذت في السابق مخطط استعماري غربي واتخذت من اليهود وسيلة وذريعة لقيام هذا الكيان؛ الذي خطط له أن “يبقى ويتمدد”!! ويستغل كل فرصة للتوسع ولغاية اليوم لا يعرض حدود كيانه ولم يسجلها في هيئة الأمم المتحدة ولم تطالبه الدول التي أنشأتها بأن يرسم حدود النهائية ويترك باق الأرض لأصحابها ويقيموا عليها دولتهم!! الشرعية.. وهذا الكيان لا ينفك يعلن ويتمسك بالقاعدة {إسرائيل من الفرات إلى النيل} وهو في طريقه إلى تحقيقها.
نعود إلى حكومتنا العراقية ورئيسها الحالي – وبعض رجاله- الذي ينوي على “التطبيع” مع إسرائيل كأمر واقع سيتم في نهاية المطاف بعد شيء من اللف والدوران والتمويه ثم الإقرار والتصديق ولكن أمامه الشعب العراقي!! الذي هو صعب المراس ولا يمكن “ترويضه” بهذه الأساليب الملتوية المكشوفة.. وعزاء الحكومة هو أن أكبر دولة إسلامية وهي “تركيا” تعترف بإسرائيل ولها علاقات مختلفة معها!! وأكبر دولة عربية وهي “مصر” تعترف بإسرائيل ولها علاقات “مذلة” مختلفة معها! وجارتنا “الأردن” (المحافظة الإسرائيلية على حدودنا)!! الإسلامية العروبية الهاشمية لها علاقات مختلفة معها وخاضعة لأوامرها رغم مظاهر الجفاء المصطنع بينهما!.. ودول الخليج وما يجري فيها من انبطاح على المكشوف بعد أن كان مستورا! .. فلسان حال رئيس حكومتنا “المسكين” يقول هي بقت علينا!! .. وحتى نمشي مصالحنا وديمومتنا في الحكم علينا أن نبدأ بترويض شعبنا المظلوم للقبول بهذا الواقع المرير.
فعلا الحق مع بعض سياسيينا في هذا الموضوع ولكن المهم في هذا الكلام و”بيت القصيد” عندما نرغب في التطبيع مع “إسرائيل” وحتى نقنع مواطنينا بمرارة هذه الخطوة وضرورتها ونحن نعلم أن (الضرورات تبيح المحضورات) علينا أو على حكومتنا أن تضع شروطا وطلبات لهذا التطبيع والاعتراف بإسرائيل والتعاون معها في تمشية أمورنا و”الرضى” عن العراق وحكومته! ومن هذه الشروط هي:
1- تعيين حدود دولة “إسرائيل” وفق ما يعلن عند حدودها في ما يسمى “حدود 67”
2- تثبيت تلك الحدود لدى الأمم المتحدة والمصادقة عليها ولا يسمح بتجاوزها.
3- إيقاف بناء المستوطنات خارج تلك الحدود وتسليم ما بني منها لأصحاب الأرض من الفلسطينيين.
4- الخروج من مدينة القدس وتسليمها إلى هيئة دولية وتكون منطقة حرة لجميع الأديان.
5- القبول بقيام دولة فلسطينية لها كل متطلبات الدولة وتعين حدودها وتسجل دولياً
6- السماح لمن يرغب بعد ذلك العودة إلى الدولة الفلسطينية وليس إلى إسرائيل.
فالتكن هذه الشروط والأفكار هي مبادرة من الحكومة العراقية ومقترح بنفع الجميع في المنطقة والحد من التمدد الإسرائيلي المخيف الذي سوف لا يقتصر على ابتلاع فلسطين كلها على مدى خمسين سنة أخرى واتساعها إلى دول أخرى منها الأردن ثم العراق لتقترب من “إيران” وهذا ما يخيف إيران أيضاً ويحكم عليها التواجد في العراق وسوريا خوفاً من هذا التمدد الذي يقف وراءها الغرب كله وأميركا ودول الخليج …وبعد ذلك يسمح للسيد “محمد علي الحكيم” وزير الخارجية العراقي بالقول أن “أزمة” فلسطين تحلها حل الدولتين” …وخصمها بكلمة “أزمة” واعترف مسبقاً بدولة إسرائيل التي ليس لها حدود ولا تعترف بأكثر من ألفين قرار من قرارات الأمم المتحدة ومنذ خمسين سنة!!.