17 نوفمبر، 2024 9:24 م
Search
Close this search box.

حقيقة موقف القرآن من المرأة 27/41

حقيقة موقف القرآن من المرأة 27/41

«وَيَسأَلونَكَ عَنِ المَحيضِ قُل هُوَ أَذًى فاعتَزِلُوا النِّساءَ فِي المَحيضِ وَلاَ تَقرَبوهُنَّ حَتّى يَطهُرنَ، فَإِذا تَطَهَّرنَ فَأتوهُنَّ مِن حَيثُ أَمَرَكُمُ اللهُ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ.» (2 البقرة 222)
وهنا أيضا لا تخاطَب النساء خطابا مباشرا في أن يتجنبن الممارسة الجنسية مع أزواجهن أثناء الحيض، أو ألّا يدعن أزواجهن يقربونهن جنسيا، إلا ما استثني فيه الإيلاج. فلماذا لم تكن الآية:

(إِن يَسأَلنَكَ عَنِ المَحيضِ قُل هُوَ أَذًى فاعتَزِلنَ الرِّجالَ فِي المَحيضِ وَلاَ تَقرَبنَهُمَ حَتّى تَطهُرنَ، فَإِذا تَطَهَّرتُنَّ فَليَأتوكُنَّ مِن حَيثُ أَمَرَكُمُ اللهُ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ.)

أو بمخاطبة الجنسين بقول:

«وَيَسأَلونَكَ عَنِ المَحيضِ قُل هُوَ أَذًى فليَعتَزِلِ الرِّجالُ وَالنِّساءُ بَعضُهُمَا البَعضَ فِي المَحيضِ وَلاَ يَقرَبا أَحَدُهُمَ الآخَرَ حَتّى يَطهُرنَ، فَإِذا تَطَهَّرنَ فَأتوا أَحَدُكُمَا الآخَرَ مِن حَيثُ أَمَرَكُمُ اللهُ، إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوّابينَ وَيُحِبُّ المُتَطَهِّرينَ.» (2 البقرة 222)

وكذلك الآية:

«نِسَاؤُكُم حَرثٌ لَّكُم فَأتوا حَرثَكُم أَنّى شِئتُم، وَقَدِّموا لأَنفُسِكُم وَاتَّقُوا اللهَ وَاعلَموا أَنَّكُم مُّلاَقوهُ وَبَشِّرِ المُؤمِنينَ.» (2 البقرة 223)

تحدث القرآن عن ماهية المرأة بالنسبة للرجل، على سبيل المثال هنا كونها حرثا، فهي مزرعته، وبقطع النظر عن الرأي في هذا التوصيف، ولم يتحدث القرآن عن ماهية الرجل بالنسبة للمرأة، إلا كونه قوّاما عليها، وكونه قد فضله الله عليها، أو كونه ذا درجة عليها، وما عدا ذلك الوصف الجميل بماهية كل منهما للآخر في كونها لباسا له، وكونه لباسا لها، ولكن حتى في هذا التوصيف كان الخطاب موجها للرجل «هُنَّ لِباسٌ لَّكُم وَأَنتُم لِباسٌ لَّهُنَّ».

«وَالَّذينَ يُتَوَفَّونَ مِنكُم وَيَذَرونَ أَزواجًا يَّتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَّعَشرًا، فَإِذا بَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيكُم فيما فَعَلنَ في أَنفُسِهِنَّ بِالمَعروفِ، وَاللهُ بِما تَعمَلونَ خَبيرٌ.» (2 البقرة 234)

وهنا أيضا، حيث القضية تتعلق بالنساء بدرجة أساسية، عندما يتأرملن بوفاة أزواجهن أو بعولتهن حسب عربية آنذاك. لِمَ لَم يكن النص مثلا: (وَاللّاتي يُتَوَفّى بُعولَتُهُنَّ يَّتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَّعَشرًا، فَإِذا بَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيهِنَّ فيما فَعَلنَ في أَنفُسِهِنَّ بِالمَعروفِ …)؟ أو ربما (يا أَيَّتُهِا اللّاتي آمَنَّ مَن يُتَوَفّى مِنكُنَّ بُعولَتُهُنَّ يَّتَرَبَّصنَ بِأَنفُسِهِنَّ أَربَعَةَ أَشهُرٍ وَّعَشرًا، فَإِذا بَلَغنَ أَجَلَهُنَّ فَلا جُناحَ عَلَيهِنَّ فيما فَعَلنَ في أَنفُسِهِنَّ بِالمَعروفِ …)؟ خاصة وإن الأزواج من الرجال سيكونون متوفَّين، فلا معنى لأن يخاطَبوا بحكم، معنية به زوجاتهم، وليسوا هم الذين يكونون قد انتقلوا إلى عالم الآخرة، مما يجعلهم غير قادرين على إلزام أرملاتهم بهذا الحكم.

«وَلا جُناحَ عَلَيكُم فيما عَرَّضتُم بِهِ مِن خِطبَةِ النِّساءِ أَو أَكنَنتُم في أَنفُسِكُم، عَلِمَ اللهُ أَنَّكُم سَتَذكُرونَهُنَّ، وَلاكِن لّا تواعِدوهُنَّ سِرًّا إِلّا أَن تَقولوا قَولًا مَّعروفًا، وَلا تَعزِموا عُقدَةَ النِّكاحِ حَتّى يَبلُغَ الكِتابُ أَجَلَهُ، وَاعلَموا أَنَّ اللهَ يَعلَمُ ما في أَنفُسِكُم فَاحذَروهُ، وَاعلَموا أَنَّ اللهَ غَفورٌ حَليمٌ.» (2 البقرة 235)

ألا يمكن أن تكون بعض النساء هن اللاتي يكنُنَّ في أنفسهن من حبٍّ لرجال ويذكرنَهُم في قلوبهِنَّ من فرط ما وقعنَ فيه من حب لهم، وينتظرنَ أن يتقدموا فيُخطَبن ممن أحببنَهم من الرجال؟ ثم ألم تكن الزوجة الأولى للنبي شخصية مستقلة واثقة من نفسها، بحيث هي التي كانت قد عرضت الزواج على محمد، فكانت من حيث النتيجة هي الخاطبة وهو المخطوب؟

أحدث المقالات