ماذا يجري في الكيان الصهيوني ….المجرم نتنياهو تائه ودرجة حرارة الشارع الإسرائيلي بلغت الذروة بعد أن وصل آلاف اليهود الإثيوبيين والذين يعرفون باسم “الفلاشا” إلى الجناح الرئاسي لنتنياهو للمطالبة بحقوقهم الإنسانية التي كفلها القانون الدولي، هذه الانتفاضة الجديدة التي اجتاحت إسرائيل اندلعت بعد أن قام شرطي صهيوني بإطلاق النار على شاب من اليهود الفلاشا من دون أي ذنب ارتكبه، سوى أن بشرته سوداء ومن أصل إثيوبي.
في هذا السياق وصفت هذه التظاهرات بأنها الأكثر اتساعاً حيث قام المتظاهرون بإغلاق مفارق مركزية شلت الحياة في معظم البلدات، صاحبتها أعمال عنف بين جماعة من اليهود من أصل إثيوبي، رافعين شعارات تُندد بالتفرقة في التعامل بينهم واليهود الأوروبيين، قائلين: إن دماءنا الحمراء لا تصلح إلا للحروب، في رسالة واضحة للنظام الإسرائيلي، برفضهم القاطع لاستخدامهم في الحروب دون الحصول على حقوقهم في المعاملات، مثل بقية اليهود من مختلف الطوائف.
في نفس السياق هدد اليهود الاثيوبيون باستهداف مطار بن جوريون، وقاموا بإصابة عدد من قوات الأمن الصهيونية، قبل أن تقوم قوات الشرطة باعتقال مئات من اليهود، كما أن المواجهات مازالت مستمرة في إسرائيل وخارجة عن السيطرة، حيث وصفها مراقبون بأن ما يحدث الآن في إسرائيل هو ” انفلات أمني خطير” ، فالأفارقة ينبض في عرقهم الدم الحامي الذي سيغلي عندما تواجههم السلطات بالمزيد من القهر والعنف والاستبداد، ولاشك إن القوات الصهيونية سيزداد عدد قتلاها مع تصاعد موجة المواجهات بين الطريفين.
ويبدو أن كل الوسائل التي استخدمتها الحكومة الصهيونية لمواجهة انتفاضة الفلاشا فاشلة ومن هنا حذر وزير الأمن الداخلي “جلعاد اردان” بتصعيد وسائل تفريق التظاهرات لأن استمرار المظاهرات وتصعيد الحركة الاحتجاجية في اسرائيل بوادر قد تؤدي إلى تأجيج الصراع ومن ثم قيام حرب جديدة تنتهي إلى نتائج وخيمة تخشى من حدوثها حكومة العدو الصهيوني.
مجملاً….عندما نتابع الأحداث في المنطقة وبرؤية تحليلية فأننا نكاد نجزم إن إسرائيل على حافة الهاوية وذلك لتدخلها في أكثر من بلد عربي لتحافظ على هيمنتها ونفوذها بالمنطقة ، هذه السياسة المتبعة من قبل إسرائيل جعلتها تخسر الكثير من قواها إقتصادياً وأصبح شعبها يعيش ظروف صعبة، وهو بانتظار شرارة ليثور وينتفض بوجه سياستها الإرهابية، فالكيان الصهيوني التي يبني الحالمين طموحاتهم وآمالهم عليه بات قريب من الوقوع بالهاوية، لذلك نحن على أعتاب متابعة مشهد جديد في المنطقة خصوصاً بعد أحداث العنف داخل إسرائيل.، على كل حال يمكن القول بصورة غير مسبوقة ان الكيان الصهيوني يمر بأوقات عالية الخطورة و في حال ازداد العنف فسيتغير الواقع العالمي تماماً.
باختصار شديد: إسرائيل تحفر قبرها بيدها هذا ما يعد أخطر تحد يواجه نتنياهو حتى الآن خلال فترة حكمه، بالتالي يمكن النظر إلى هذه التظاهرات في إسرائيل أنها إشارة واضحة ودعوة للاستيقاظ، فاليهود الإثيوبيين لم يعودوا يخافون من الأمن الإسرائيلي، أو رد الفعل العسكري على الاحتجاجات.
وأختم بالقول، إن إسرائيل ستزول عاجلا أم آجلا لأنها اغتصبت حقوق وأرض الشعب الفلسطيني … وستعود الأرض إلى أهلها عاجلا أم آجلا، لذلك ففناء الكيان العبري أقرب ما يكون، وما ذكرناه جزء ضئيل جداً عن الحالة اليهودية، ذلك فإن حتمية الزوال والاندثار والاضمحلال لهذا الكيان الغاصب باتت وشيكة وأقرب ما يكون.