نصوص مخاطبة المرأة من خلال الرجل
نجد في القرآن عندما يتحدث الله القرآني عن الناس ذكورا وإناثا، أو يتحدث عن الذكور أي الرجال فقط، نراه تارة يتحدث عنهم بالضمير الثالث، وتارة يخاطبهم مباشرة بالضمير الثاني، ولكن من الصعب أن أفهم – إذا كان القرآن يمثل خطاب الله – لماذا يوجه الله خطابه إلى النساء، من أوامر، ونواهيَ، ومواعظ، أو إخبار عن أحوالهن، عبر الرجال، باستثناء مرة واحدة خاطب بها نساء النبي، حيث اختصهن بذلك دون سائر النساء، ولمرة واحدة فقط وفقط. بينما نجد القرآن مليئا ومكتظا بالخطاب الموجه بالضمير الثاني إلى الرجال بـ (يا أيها المؤمنون)، أو (يا أيها الذين آمنوا)، أو (يا أيها الناس)، أو (يا بني آدم)، أو (يا بني إسرائيل)، أو (يا أيها أهل الكتاب)، ثم يوصل من خلالهم إلى النساء ما يريده ربهن منهن. وأنا لا أطلق الحكم جزافا، إذ أعلم جيدا إن هذه المخاطبات تعني الذكور والإناث، ولكننا عندما نقرأ باقي النص من الآيات التي تستهل بواحد مما ذكر، يتضح إن المعنيين هم الرجال بشكل خاص، وهذا ما سيجري إثباته لاحقا. هذا يذكرني بطريقة مخاطبة المتدينين للنساء، حيث إنهم لا ينظرون إلى وجه المرأة، بل يُنكسون عيونهم إلى أسفل، أو يشحّون بوجوههم جانبا، ويجعلون نظراتهم تتوجه إلى وجهة أخرى، وهكذا تفعل المتدينة عندما تخاطب الرجل، ثم يبالغ الكثير من الرجال المتدينين من الشيعة بشكل خاص إلى درجة أنهم يتحرجون من استخدام ضمير المخاطب المؤنث (أنتِ)، بل يستخدمون الضمير المذكر جمعا (أنتم)، وكأن حتى ضمير التأنيث عورة، وهكذا عندما يتحدث متدين عن زوجته، لا يقول لصديقه (زوجتي كلمتني على الهاتف) مثلا، بل يقول (الأهل كلموني)، فيُذكّر ويَجمَع، لأن الضمير (هِيَ) الذي يعني (زوجتي) يُعَدّ ربما عورة. فهل من المعقول إن الله باعتباره (ذكرا) – تعالى علوا كبيرا عن ذلك -، ولهذا السبب، هو الآخر – جلّ عن ذلك – لا يخاطب النساء، اللاتي هو الذي خلقهن بشكل مباشر، بل عبر الرجال، بل يجعلهن يتحجبن، عندما يقفن مصليات بين يديه. والآن مع عدد من النصوص التي تخاطب النساء عبر الرجال، وليس بشكل مباشر.
«وَقُلنا يا آدَمُ اسكُن أَنتَ وَزَوجُكَ الجنَّةَ وَكُلا مِنها رَغَدًا حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هذه الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ.» (2 البقرة 35)
بينما المساواة تتطلب أن يكون النص كالآتي: (وَقُلنا يا آدَمُ وَحَوّاءُ اسكُنَا الجنَّةَ وَكُلا مِنها رَغَدًا حَيثُ شِئتُما وَلا تَقرَبا هذه الشَّجَرَةَ فَتَكونا مِنَ الظّالِمينَ).