ذلك أن الجوهري يكمن في أماكن أخرى
يعج كل مكان سيء بالطيبين و الجيدين و الجميلين . ولأن الجوهري يكمن في أماكن أخرى، كما يقول بطل الكرتون . سأقتنص الفرصة لأثقب البالون حتى يرتاح من زنة الهواء الذي يجعله لعبا للريح. وأضع ظلي عند ظل شجرة و أمضي إلى وجهي . قلت مرارا مثل هذا الكلام و رددته ، ذلك أنني مثل عجينة كل البشر كائن مغدور بالأمكنة . أليس الافتراض أمكنة أيضا تقع خلف الأمكنة أو ربما أمامها.. لست على يقين حقا لكن كل المكان سيء يعج بالطيبين و الجميلين .
2 عسس الليل
هل تشعر بالخجل الآن . لقد تعمدنا الدخول بغتة إلى صمتك لنرى ما تقول و نسمع هسيس ليلك و نقيس بالمحرار الزئبقي طيبة كلامك. نحن الذين تقصدهم بهُمْ نحب كثيرا التلصص على النوايا، لأنها إحدى ميزاتنا الكبرى. هي إن شئت خلَّة كبرى و عَطية نقف بها على باب السوق. فنحن كذلك نحب أن نعرف ماذا يطبخ الناس وماذا يأكلون.
3 مدن
أفضل ما في هذه المدن ، أنها توجد على الرف . لقد كان البيت متسعا لاستقبال الجميع في حفل لا يوغل في السّهر. لكن الحاجة للملل كانت اقوى من كلمة معلقة في قنديل زيتي، جعل فقط تيمة لآخر الذين فتحوا الباب و خرجوا.
أقول مدّ لسانك لهم سيحسبون أن قرفهم منك علامة سلامتهم من العبط .
4 سربال
انظر إليهم…تمعن جيدا في سربالهم…هل تأكدت الآن أنّك تسمع خطوهم في هذه الظهيرة (حسنا) سأخبرك الآن عنهم شيئا خبرته بعد طول محاصرة لمثالبهم. كانوا دائما إذا غلبهم البكاء سقطوا على وجوههم. وإذا ضحكوا استلقوا على القفا و إذا نقلوا الكلام قلبوه على قائله، و إذا أحدثوا طريقا جعلوه متاهة. إنا لا أقول لا تصاحبهم فليس من ذلك بد لكن اجعل كلامك معهم أو فيهم إشارة و اجعل يمينك في صدرك مثل كل الصُموت.
5صياد
راقبت تلك الحالة الخاصة التي يعيشها صياد السمك و هو يحرك الصنارة…تلك المعاودة الباهرة لرميها من أجل سمكة فضية…أردت أن اسأل كهلا خمسينيا لماذا رميت سمكاتك في البحر وأنت تنصرف…تذكرت أنها ليست حالة حافة . فقد أتلفت منذ أيام مخطوط كتاب.قلت لعل الأمر حالة تخص الصيادين .
6 ركن
….اكتب و لا تفكر في طبقات الكتابة و الشعراء و لا في رجع الصدى فانه ليس صوتا و إن كان من أركانه الصوت …اكتب و لا تعتب إلا على يوم لم تكتب فيه …لا تتعلق بفرض آن الآخرين من واجبهم أن يرفعوا إليك أنظارهم فان الرؤية ليست من دوال الشعر و الكتابة….أما ما دون ذلك فالنص هو وسعك… فاتسع.
7أسماء
سعيدا بفاء فنائه…يتذكر أحيانا عندما تخزه الحصى انه حاف لا ينتعل الحذاء…ربما هذا فقط ما يجعل الذاكرة مددا يقول في نفسه.. يفهم أحيانا و أحيانا أخرى يحتار لماذا اختار له أبوه أن يكون سعيدا بفاء الفناء..يقول أبي و كان يفسر حيرتي بضمة لطيفة. لن اخبر أحدا عن سر الأسماء و لن يجد احد المحارة التي لقنتني سرها .
8انف طويل
افترقنا على خلاف ….أراد أن يقنعني أن القانون آلة عربية و أردت أن أعلمه أن القانون آلة هندية . سبب الخلاف خلاف سبق الخلاف.لقد أمضينا وقتا طويلا في مناقشة أن القانون لعبة يلعبها فقط أصحاب الأنوف الطويلة,ولأن بينوكيو رمز فربما سنناقش غدا إن كان عربيا أم لا … القانون الذي هو لعبة في يدي عازفه …
9صدف
كل تلك الصدف يا أبي …كل تلك الصدف المرسومة في دوائر المطر…كل ذلك البلل صدفة أيضا و كلام يا أبي ….
10قطرات الماء
لقد صدقت دائما أن قطرة الماء شقت جلمود الصخر . أنا لا استطيع تفسير ما أصدقه دائما، لأنني لم اعد احتاج لذلك فعلا. لا أعني أنني أحب مجاورة المعاني الحافة أو الاستئناس بالمجاز. فتلك فضيلة تركتها كذلك. لكنني أصبحت مغرما بالحيرة أمام سؤال عنيد لطفل صغير..
نصوص من » حيرة القوّال « (يصدر قريبا )