ترددت كلمة (يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق…) على الألسنة في غاية معلنة لتشويه أهل العراق كما جاءت في تاريخ الطبري وأمثاله ..
حتى صدق المغفلون أن الشقاق والنفاق من صفات المجتمع العراقي والمصيبة انهم نسبوا هذه المقولة لأمير المؤمنين(ع) مما جعل البعض يصدق انها من المسلمات .. في حين هي كذبة مررت على الامة .. نجح الاعلام الاموي في تسويقها على انها صدرت من الامام علي (ع) ..
بينما الامام ليس له علاقة وهي لا تمت الى الواقع بصلة كونها نص عدائي صدر من الطغاة بحق شيعة العراق وسأكشف لكم من المصادر التاريخية.من اين جاءت الكلمة ولماذا ألقيت على الإمام (ع) . وستعرف الغاية منها ..
قبل هذا ماذا تعني كلمتي نفاق وشقاق ..؟ النِّفَاق : إِظْهَارُ الْمَرْءِ خِلاَفَ مَا يُبْطِنُ, إخفاء الكفر في الباطن والتَّظاهر بالإيمان ، ( الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفَاقاً ) هذا قول القرآن ) اما الشقاق .. رجُلٌ شَقَّاقٌ : متكبر مُدَّعٍ ما ليس له صيغة مبالغة من شَقَّ.ولذلك المؤمن يتالم حين يسمع هذه الكلمة من امير المؤمنين (ع) .
1ـ في حوار بين معاوية مع الوليد بن جابر قال : للوليد بن جابر الطائي: «وانك لتهددني يا أخا طي بأوباش العراق, أهل النفاق ومعدن الشقاق (انظر شرح نهج البلاغة ج16 ص 130]
2ـ ذكر هذا النص الحجاج بن يوسف الثقفي :قال في إحدى خطبة: «يا أهل العراق, يا أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق اما والله لالحونكم لحو العصا, الخ ّ!!
في خطبة اخرى قال : «يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق، ان الشيطان استبطنكم…» [انظر شرح نهج البلاغة ج1 ص 243).
أما الاحاديث التي تمدح أهل العراق على لسان أهل البيت(ع) نتمنى أن تكون شائعة ويروج لها لتصبح من المسلمات فهي:
1- قال الامام علي (ع) مخاطبا اهل العراق: «انتم الأنصار على الحق والأخوان في الدين والساتر( الجنن) يوم البأس والباطنة دون الناس بكم اضرب المدبر وأرجو طاعة المقبل». (بحار الانوار، ج 32/ صفحة 236)
2-الإمام علي (ع) يصف الكوفة: «هذه مدينتنا ومحلنا ومقر شيعتنا».
3-عن الإمام الصادق(ع): «تربه تحبنا ونحبها» وعنه ايضا انه قال: «اللهم ارم من رماها وعاد من عاداها».(بحار الانوار، العلامة المجلسي ج57 صفحة210) و قال الامام الحسن عليه السلام عندما رحل عن الكوفة بعد معاهدة الصلح: «وما عن قلبي فارقت دار معاشري هم المانعون حوزتي وذماري». كتاب (صلح الحسن ج20/عبد الحسين شرف الدين)
قال الإمام الصادق في مدح اهل العراق: «وأهل الكوفة أوتادنا وأهل هذا السواد منا ونحن منهم». (بحار الانوار العلامة المجلسي ج57/صفحة 214)
عن حنان بن سدير عن أبيه قال: «دخلت أنا وأبي وعمي حماماً بالمدينة فقال لنا رجل : ممن القوم؟ قلنا: من العراق، فقال: وأي العراق؟ قلنا كوفيون، فقال: مرحباً بكم يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار… [والرجل الذي سألهم هو علي بن الحسين (ع)، وقوله: “أنتم الشعار دون الدثار” كناية عن القرب والمنزلة، فإن الشعار أقرب إلى البدن من الدثار.]
وأخيرا عن الرضا (ع) في حديث طويل نقتبس منه موضع الحاجة: «يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيراً كثيراً، وإنكم لممن امتحن الله قلبه للإيمان، مستقلون مقهورون ممتحنون يصب عليكم البلاء صباً، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم.. اكتفي بهذا القدر من الأحاديث الموثقة من اهل البيت(ع) لمدح اهل العراق .. وبيان ان من ذمهم بكلمة اهل الغدر والنفاق هما معاوية والحجاج بن يوسف الثقفي ..