خاص : كتبت – نشوى الحفني :
في زيارة، وصفت بـ”التاريخية”، زار أمير الكويت، “صباح الأحمد الجابر الصباح”، “العراق”، أمس الأول الأربعاء، حيث تعتبر الأولى من نوعها، والتي تأتي وسط قلق من أن يؤثر التوتر بين “الولايات المتحدة” و”إيران” على الوضع بالمنطقة، حيث أعلنت “بغداد” استعدادها للعب دور الوساطة في الأزمة “الأميركية-الإيرانية”.
الزيارة تناولت مباحثات مع قادة “العراق” حول الأزمة بين “إيران” و”الولايات المتحدة”، بحسب ما جاء، الأربعاء، في بيان رسمي للرئاسة العراقية. كما قالت مصادر حكومية؛ إن أمير الكويت التقى رئيس الوزراء، “عادل عبدالمهدي”.
وتأتي هذه الزيارة وسط قلق من أن يؤثر التوتر بين “الولايات المتحدة” وخصمتها “إيران”، على الإنتاج النفطي والوضع الإقليمي؛ بعد عام من انسحاب “واشنطن” أحادي الجانب من “الاتفاق النووي” مع “طهران”.
وأعلن “العراق”، الذي يشكل ملتقى استثنائيًا لـ”الولايات المتحدة” و”إيران” المتعاديتين، استعداده للتوسط لوقف التصعيد.
تحقيق توافق إقليمي..
وقال الرئيس العراقي، “برهم صالح”، في بيان رسمي؛ إن: “العراق ينظر إلى طبيعة الأزمة الحالية في المنطقة بمنظار واسع، ويسعى إلى تحقيق توافق إقليمي شامل على قاعدة الحوار والجيرة الحسنة بين الدول”. وتخشى “بغداد” أن يتسع التوتر بين “طهران” و”واشنطن” ليشمل مناطق في “العراق”.
دعم وتمكين العراق..
من جانبه؛ قال الأمير “الصباح”، وفق المصدر نفسه، إن: “الكويت تؤمن بشكل راسخ بأهمية أن ينعم العراق بالأمن والاستقرار”. وأكد: “حرص بلاده على دعم وتمكين العراق من تجاوز تداعيات ما تعرض له من أعمال إرهابية وإعادة إعماره”.
مؤشر هام على تنامي العلاقات..
قبل الزيارة بيوم، وصف رئیس الوزراء العراقي، “عادل عبدالمھدي”، زیارة أمیر الكويت، الشیخ “صباح الأحمد الجابر الصباح”، بالمھمة و”لیس للبلدین فحسب؛ بل للإقلیم بأسره”.
وقال “عبدالمھدي”: “إن العلاقات (العراقیة-الكویتیة)، الیوم، في أفضل حالاتھا، وقد شھدت العدید من الزیارات المتبادلة بین كبار المسؤولین في البلدین، والتي ستتوج بزیارة الشیخ صباح الأحمد الصباح”.
وأكد “عبدالمهدي” على أن زیارة أمیر الكويت إلى “بغداد”؛ في ھذه الظروف، تُعد “مؤشرًا مھمًا” على تنامي العلاقات بین البلدین.
وذكر “عبدالمهدي”؛ أن الزیارة ستشھد اجتماعات مشتركة، وصفھا بـ”الغنیة جدًا”، مؤكدًا على أن “الطرفین سیعززان ما تم الاتفاق علیه بین الحكومتین، في المرحلة الماضیة، والعمل على حل ما تبقى من أمور عالقة واحدة تلو الأخرى”.
تحمل العديد من الرسائل للداخل والخارج..
ويرى المراقبين إن هذه الزيارة تحمل العديد من الرسائل للداخل والخارج، فـ”الكويت” و”العراق”، اللذان يجتمعان في نقطة التحلي بالحكمة حول تطورات المنطقة، يريدان طي صفحة الماضي ويسعيان إلى خلق علاقات إستراتيجية اقتصادية وسياسية جديدة.
وبحسب ما أوردت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية، (كونا)، تُعد الزيارة هي الثانية لأمير الكويت، خلال توليه مقاليد الحكم، إذ سبق أن ترأس، في 29 آذار/مارس 2012، وفد “الكويت” إلى اجتماع “القمة العربية” التي عقدت في “بغداد”، آنذاك.
لكنها تعتبر الزيارة الرسمية الأولى المرتبطة بعلاقات البلدين المباشرة، منذ غزو العراق للكويت إبان حكم الرئيس العراقي الأسبق، “صدام حسين”، في عام 1990.
لكن زيارة رئيس مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ “ناصر الصباح”، إلى “بغداد”، في أيلول/سبتمبر 2010، كانت الأولى لمسؤول كويتي رفيع المستوى، منذ الإجتياح العراقي للكويت عام 1990، وكان لها أثر إيجابي في إنهاء مرحلة التوتر وفتح صفحة جديدة للعلاقات بين البلدين.
واستؤنفت العلاقات “العراقية-الكويتية” لدى تعيين “الكويت” أول سفير لها، في “بغداد”، في تموز/يوليو 2008، عقب قطيعة استمرت سنوات إثر اجتياحها من جانب نظام “صدام حسين” العام 1990.
مؤتمر إعادة الإعمار دليل إعادة تأهيل الروابط..
تعليقًا على الزيارة؛ أكدت عضو مجلس النواب عن محافظة نينوى، “منى العبيدي”، أن زيارة أمير الكويت، الشيخ “صباح الأحمد”، إلى البلاد؛ فتحت صفحة جديدة لعلاقات متميزة وتعاون مهم وبكافة المجالات.
وقالت إن: “العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين تتوج بالزيارات المتبادلة، وعلى أعلى المستويات بين قيادات ومسؤولي البلدين وآخرها زيارة، الأمس، لأمير الكويت، والتي تُعد نجاحًا لسياسات العراق بشكل خاص بعودة دوره المؤثر في المنطقة”.
وأضافت “العبيدي”؛ إن: “الزيارة وإن كانت بالتأكيد لتعميق العلاقات بين البلدين الشقيقين؛ إلا أنها جاءت في جانب مهم منها للبحث في تطورات الأوضاع غير المستقرة في المنطقة، والتي يسعى الطرفان فيها إلى نزع فتيلها بما يملكانه من سياسة متزنة حيادية تجاه أطرافها”.
وشددت على أهمية الزيارة لتعزيز العلاقة الاقتصادية بشكل خاص عبر المشاريع الاستثمارية، والتي يحتاجها “العراق” بشكل خاص خلال الفترة الحالية والمستقبلية.
واعتبرت “العبيدي”، “مؤتمر إعمار العراق”، والذي دعت “الكويت” له واستضافته برئاسة أميرها الشيخ، “صباح الأحمد”، العام الماضي، دليل أهمية “العراق” وحرص القيادة الكويتية على إعادة تأهيله وإعماره للروابط المتجذرة بين البلدين والشعبين، ولما له من أهمية وتأثير في المنطقة العربية والإقليمية والدولية.
خطوة نحو طي صفحات الماضي..
واعتبرت الإعلامية الكويتية، “فجر السعيد”، أنها خطوة مهمة في طريق ما تسعى إليه “الكويت” من توثيق العلاقات بين الجانبين وطي صفحات الماضي.
وأعربت “السعيد” عن أمنيتها أن تسهم الزيارة في التعجيل بتنفيذ الاتفاقيات الثنائية بين البلدين، مضيفة: “نتطلع إلى مستقبل أفضل خلال الأيام القادمة، بما ينبغي أن تكون عليه علاقة الأشقاء من ود ومحبة نتركها للأجيال القادمة”.
وحول ما إذا كانت الأوضاع الأخيرة في الخليج هي سبب تلك الزيارة؛ قالت “السعيد” إنه: “وفقًا لتصريحات المسؤولين من الجانبين، فإنها تتعلق بالوضع الإقليمي والناقلات، وأنا عن نفسي أتمنى أن تشمل تعجيل وتفعيل كل الاتفاقات الاقتصادية المشتركة والموقعة منذ فترة ولم يتم تفعيل أي منها حتى الآن”.
وأشارت إلى أن: “الزيارة تحمل أيضًا العديد من الرسائل للداخل والخارج، منها: أن الكويت والعراق طويا صفحة الماضي ويسعيان سويًا إلى خلق علاقات إستراتيجية اقتصادية وسياسية تؤمّن الجانبين لعقود قادمة، هذا بجانب إرساء علاقة وطيدة لا تتأثر بتغير الحكومات”.
زيارة مُرحب بها من جانب الشارع العراقي..
على صعيد متصل؛ قالت صحيفة (كل الأخبار) العراقية: “تتصاعد توترات الشرق الأوسط وتزداد حدة الخلافات؛ فمن الحرب على الإرهاب في سوريا والعراق إلى النزاع المسلح في اليمن والصراع الإقليمي بين إيران والسعودية إلى أزمة قطر مع شقيقاتها العربيات والحرب في ليبيا والمشاكل التي تعصف بالجزائر والسودان وصفقة القرن والحصار على غزة والتوسع الصهيوني، تبرز الحاجة إلى دور الحكمة والعقل والضمير والمنطق الإنساني الذي نحتاجه لنغادر دائرة الأزمات أو نخفف منها”.
وأضافت الصحيفة العراقية أن زيارة أمير دولة الكويت، الشيخ “صباح الأحمد”، إلى “بغداد”، تأتي في ظروف مواتية وحاجات أساسية للتهدئة وتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، خاصة وأن المنطقة شهدت مواقف نبيلة منه في التواصل والاتصال بين العواصم الخليجية لحل أزماتها وتأكيده على الحوار لحل الصراع في اليمن والاتصال مع إيران بوصفها جارًا كبيرًا ومهمًا؛ والعمل مع العراق وإعادة العلاقات إلى سابق عهدها بعد سنوات من الفرقة نتيجة أحداث 1991 وما تلاها”.
وأشارت الصحيفة إلى أن الشيخ “صباح الأحمد”؛ أكد أن “العراق” هو بلده؛ وأنه يسعى لتمتين العلاقات معه، وأنه يعمل بقوة في هذا السبيل.
وأكدت الصحيفة العراقية على أن زيارة أمير الكويت تأتي بعد أشهر على مؤتمر استضافته بلاده لإعمار “العراق”؛ وكان قد شارك في “قمة بغداد العربية”، وتظهر مواقفه حكمة ونبلًا ورشدًا عاليًا للتوجه نحو التعاون والتكافل ونشر السلام والتسامح ووقف التصعيد، لأنه سيؤدي إلى مزيد من المشاكل التي لا تخدم أحدًا.
وقالت الصحيفة أن: “الشارع العراقي مُرحب بالزيارة ومتفائل بنتائجها؛ ويأمل منها كل خير، لأن الضيف يحمل نوايا إنسانية صادقة وشجاعة”.