19 أبريل، 2024 3:50 م
Search
Close this search box.

مع إعادة انتخابات “إسطنبول” .. المؤشرات تؤكد خسارة “إردوغان” وتنتظره سيناريوهات غير سارة !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

بعد محاولات مستميتة من الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، وحزبه؛ لإعادة انتخابات بلدية “إسطنبول”، يترقب الأتراك انتخابات الإعادة المقرر لها غدًا، الأحد 23 حزيران/يونيو 2019.

وسيتجه الملايين من سكان مدينة “إسطنبول” إلى صناديق الإقتراع من أجل اختيار رئيس البلدية، حيث تنحصر المنافسة، بين مرشح “حزب الشعب الجمهوري” المعارض، “أكرم إمام أغلو”، الذي فاز في الانتخابات الماضية، أواخر آذار/مارس الماضي، ومرشح “حزب إردوغان”، “بن علي يلدريم”.

وكان “أوغلو” قد هزم “يلدريم”، المقرب من “إدروغان”، في انتخابات المدينة التي أجريت، في 31 آذار/مارس الماضي، منهيًا بذلك ربع قرن من سيطرة “العدالة والتنمية” على بلدية المدينة؛ التي يسكنها 16 مليون شخص، فيما يمتلك فيها 8 ملايين حق الإقتراع.

ومن جانبه؛ قابل “حزب العدالة والتنمية” نتائج الإقتراع بالرفض، واستعمل شتى الوسائل من أجل إلغاء الانتخابات ومهاجمة “حزب الشعب الجمهوري” المعارض، بما في ذلك نظرية “المؤامرة”.

ونتيجة لذلك؛ رضخت اللجنة العليا للانتخابات، في “تركيا”، لطلب “العدالة والتنمية”، مطلع آيار/مايو الماضي، وأمرت بإعادة انتخابات “إسطنبول”، بعدما قالت إنها توصلت إلى وقوع “عشرات الإنتهاكات” بشأن طريقة تشكيل الفرق المسؤولة عن مراكز الإقتراع، وقدرت عدد “بطاقات التصويت المشبوهة” بأكثر من 300 ألف بطاقة، الأمر الذي أثار انتقادات دولية.

ويقول محللون إن الحكومة تتمسك برئاسة بلدية “إسطنبول”؛ لأن المدينة توفر لرئيس بلديتها موارد كبيرة جدًا، ومنبرًا سياسيًا من الدرجة الأولى.

وكان “إردوغان” نفسه بدأ مسيرته السياسية من رئاسة بلدية “إسطنبول”، وكثيرًا ما ردد أن “من يفوز في إسطنبول يفوز في تركيا”.

وبسبب ما حدث مسبقًا؛ يظهر المحللون والمتابعون للشأن التركي عدم تفاؤلهم بفوز “إردوغان” وحزبه، موضحين أنه حتى لو فاز سيظل خاسر.

تهديد لوضع “إردوغان” أو نصر باهظ الثمن..

“بيرق أشين”، الأستاذ الجامعي في “أنقرة”، أوضح أن إسطنبول “هي الوقود الذي يدير ماكينة حزب العدالة والتنمية”.

وأضاف أن بلدية إسطنبول “تنفق مليارات الدولارات في طلبات عروض عامة وفي الخدمات، ما يجعل حزب العدالة والتنمية في اتصال مباشر مع الناخبين”.

مشيرًا إلى أن فوز “إمام أوغلو” سيمنحه هالة وطنية من شأنها أن تهدد وضع “إردوغان” على الأمد البعيد.

أما في حالة فوز “بن علي يلدريم”، فإن العديد من الخبراء يرون أنه سيكون “نصرًا باهظ الثمن” لحصوله بعد إلغاء مثير للجدل لإقتراع أول.

فوز المعارضة يعزز الانشقاقات داخل “حزب إردوغان”..

فيما قالت أستاذة العلوم السياسية في أنقرة، “عائشة أياتا”، أنه في حال فاز مرشح المعارضة؛ فإن ذلك قد يؤدي إلى “فوضى كبيرة داخل حزب العدالة والتنمية”، و سيقوّض ذلك صورة “الماكينة الانتخابية” التي لا تهزم لـ”حزب إردوغان”، ويمكن أن يعزز ذلك نزعات الانشقاق داخله.

وتوقعت “أياتا” أن يفقد المجتمع الدولي، في هذه الحالة، “أكثر الثقة في العملية الديموقراطية في تركيا”. كما يمكن أن يؤثر توتر محتمل مع الغرب على الاقتصاد التركي الذي يعاني ارتفاعًا كبيرًا لنسبة التضخم وإنهيارًا كبيرًا لـ”اليرة” التركية.

استطلاعات الرأي تؤكد خسارة “حزب إردوغان”..

ويقول الكاتب والباحث السياسي التركي، “جواد غوك”، إن “إردوغان” على يقين من أن حزبه سيخسر في انتخابات “إسطنبول”.

واعتبر “غوك” أن مسألة فوز “أوغلو” باتت في حكم المؤكد، نظرًا إلى استطلاعات الرأي التي تظهر تقدمه بفارق كبير على منافسه “يلدريم”.

وقد أظهر استطلاع نشرته مؤسسة “كوندا”، المتخصصة في الاستطلاعات، ضمان حصول “أوغلو” على 54 في المئة من أصوات سكان “إسطنبول”؛ مقابل 45 لـ”يلدريم”، وهي نسبة تزيد كثيرًا عن نسبة “الفارق الضيق” بانتخابات أواخر آذار/مارس 2019.

وذهبت استطلاعات أخرى إلى نفس نتيجة “كوندا” تقريبًا، لكن “إردوغان” شكك في هذه الاستطلاعات وقال إنه يجري التلاعب به.

ويرى “غوك” أن “إردوغان” يخشى كثيرًا الهزيمة في هذه الانتخابات، ذلك أن من يكسب “إسطنبول”، سيفوز بكل “تركيا”، وسيكون فوز “أوغلو” إن حصل، مقدمة لترشحه في الانتخابات الرئاسية.

لافتًا إلى أن المواطن التركي، في “إسطنبول”، يريد وجوهًا جديدة، فلم يعد لدى “إردوغان” ما يقدمه للأتراك.

وأضاف أن المعارضة التركية قدمت شخصية قوية ممثلة في “أوغلو”، الذي استطاع تقديم الخدمات المتميزة للمواطنين بمنطقة “بيليك دوزو” بـ”إسطنبول”، والتي كان “أوغلو” رئيسًا لبلديتها، بين عامي 2014 – 2019.

ويبدو أيضًا أن “إردوغان” يتوجس من مرشح المعارضة، صاحب الشخصية الجادة والمعتدلة، التي ترد على ذريعة عدم وجود بديل لـ”إردوغان” ومرشحيه، بحسب الباحث السياسي التركي، الذي أضاف أن: “الشعب يريد الآن بديلًا لحزب العدالة والتنمية الحاكم”.

وقال إن “أوغلو” أصبح مقبولًا شعبيًا، لافتًا إلى الشعبية الكبيرة التي تحظى بها الفعاليات الانتخابية التي ينظمها.

ستكون صفعة مذلة !

وقال “جان ماركو”، الباحث في المؤسسة الفرنسية للدراسات الأناضولية، إن تكبد “إردوغان” هزيمة ثانية في “إسطنبول”، “سيشكل صفعة مذلة له أكثر من صفعة انتخابات الحادي والثلاثين من آذار/مارس”، أما في حال فوز “يلديريم” فلن يكون هذا الفوز مشرفًا؛ “لأن الذرائع التي قدمت لإلغاء النتائج الأولى لم تكن مقنعة، وظهر فيها حزب العدالة والتنمية في موقع من لا يستطيع تحمل هزيمة”.

لماذا فقد سيطرته على إسطنبول ؟

فيما طرحت مجلة (ناشيونال إنترست) الأميركية، عدة سيناريوهات لتوضيح كيفية الإطاحة بـ”إردوغان” وحزبه، “العدالة والتنمية”، الذي بات يترنح ويفقد صوابه بشكل كامل، وهو ما تجسد في إلغاء نتيجة الانتخابات البلدية التي أجريت في مدينة “إسطنبول”، 31 آذار/مارس الماضي، بعد أن فاز بها “حزب الشعب الجمهوري” المعارض، لتقرر لجنة الانتخابات إجراء إقتراع إعادة في 23 حزيران/يونيو الجاري.

وذكرت المجلة، أن تصرف “حزب إردوغان” إزاء نتيجة الانتخابات البلدية يفقده أرضية سياسية؛ فالحزب لم يفقد فقط سيطرته على العاصمة، “أنقرة”، ولا أكبر مدن البلاد، (إسطنبول)، ثم “إزمير” و”أضنة” و”أنطاليا”، وإنما تلقى صفعة مدوية بذهاب الأصوات لصالح منافس قوي، هو “حزب الشعب الجمهوري”.

وللمرة الأولى، منذ 25 عامًا، يفقد “إردوغان” سيطرته على الانتخابات البلدية في “إسطنبول”، لكن هذه الخسارة الفادحة كانت لها أسباب، من وجهة نظر المجلة الأميركية، منها؛ الحرب الأهلية السورية المستمرة منذ 9 سنوات، والتي شكلت ضغوطًا اقتصادية واجتماعية هائلة على “تركيا”، فضلًا عن قيام “واشنطن” بتوجيه ضربة إلى الاقتصاد التركي بفرض عقوبات وتعريفة خاصة على “الصلب” و”الألومنيوم” التركي.

وأضافت المجلة الأميركية، أنه في آب/أغسطس 2018؛ بدأت أزمة اقتصادية خانقة في “تركيا”، انخفضت “الليرة” بشكل قياسي مقابل “الدولار”، كما ارتفع التضخم، ولم يتمكن “إردوغان” من التغلب على الأزمة. إضافة إلى ذلك؛ شكل استقبال “تركيا” لنحو 3.5 مليون لاجيء سوري في جميع أنحاء البلاد؛ إلى أزمة بالنسبة للأتراك، الذين إنخدعوا وصدقوا تصريحات “إردوغان” الزائفة، والتي زعم فيها أنه يتحمل مسؤولية الإنفاق على هؤلاء اللاجئين، في حين الحقيقة أن “الأمم المتحدة” و”الاتحاد الأوروبي” يتكفلون بصرف الإعانات المقدمة للاجئين بناءً على اتفاق مع الحكومة التركية، التي تخصص الأموال المقدمة لها لأغراض أخرى.

تحالف معارض يتحدى “العدالة والتنمية”..

قبل الانتخابات البلدية الأخيرة؛ تفطن أغلب المعارضة إلى ضرورة التصدي لـ”إردوغان” بشكل جماعي، فأنشأت المعارضة، في خطوة غير مسبوقة، تحالفًا هائلًا بات قادرًا على تحدي “حزب العدالة والتنمية”.

حزب المعارضة الرئيس في البلاد، “حزب الشعب الجمهوري”، و”حزب الخير”؛ شكلا “تحالف الأمة” من أجل ضمان الفوز بأكبر مقاعد في الانتخابات البلدية، ونال هذا التحالف دعمًا بشكل غير رسمي من قِبل “حزب الشعوب الديمقراطي”، (HDP)، و”حزب السعادة”، (SAADET)، وهو ما أدى إلى فوز مرشحي التحالف في كل من “أنقرة” و”إسطنبول”؛ في المقابل تلقى تحالف “إردوغان” مع “حزب الحركة القومية”، (MHP)، خسارة في كبرى المدن، وحقق نتائج مخيبة للآمال في تلك المدن.

فوز المعارضة يبشر بأوقات عصيبة..

وحول مدى حيوية الانتخابات المعادة، في “إسطنبول”، لمستقبل “تركيا”، قالت (ناشيونال إنترست) الأميركية؛ إن “إردوغان” بعد أن أصبح أول رئيس لـ”تركيا” في ظل النظام الرئاسي الجديد – بعد انتخابات حزيران/يونيو 2018 – واجه عقبة لم تكن في الحسبان، إذ أظهرت الانتخابات البلدية الأخيرة أن المعارضة، إذا كانت موحدة، قادرة على بناء جبهة حاسمة ضده.

إذا فاز مرشح “حزب الشعب الجمهوري”، “أكرم إمام أوغلو”، في إعادة الانتخابات في “إسطنبول” بهامش واحد أو 2%، فسوف يمنح هذا الفوز الكتلة المعارضة لـ”إردوغان” مزايا معنوية هائلة، لقدرتها على تحقيق أصعب المكاسب، ما يبشر بأوقات عصيبة أمام ديكتاتور “أنقرة”، بحسب المجلة.

سيناريوهات ما بعد الانتخابات..

وبحسب المجلة الأميركية؛ يوجد هناك سيناريوهان محتملان لما بعد انتخابات 23 حزيران/يونيو 2019، ولا يبدو أي منهما مشرقًا بالنسبة لـ”إردوغان”، فالسيناريو الأول، إذ فاز مرشح “حزب العدالة والتنمية”، “بن علي يلدرم”، قد تبدأ الكتلة المناهضة لـ”إردوغان” في انتفاضة طويلة الأمد؛ على غرار ما حدث في “فنزويلا” مؤخرًا، في شكل مظاهرات في الشوارع.

وقد شهدت “تركيا” هذا النوع من المحاولات للإطاحة بالحكومة، من خلال احتجاجات “منتزة غيزي”، في عام 2013، حيث أسفرت مظاهرات عنيفة استمرت لمدة شهرين ونصف الشهر على مستوى البلاد عن مقتل 22 شخصًا واعتقال الآلاف.

كما يمكن للمعارضة محاولة تنفيذ تمرد عنيف، لكن مع سيطرة “إردوغان” الكاملة على الشرطة والجيش والمخابرات، بعد عمليات التطهير في أعقاب مسرحية الانقلاب التي روج لها النظام، في 15 تموز/يوليو 2016، فإنه من المحتمل أن يتم إخماد هذه المحاولات بشكل سريع، وربما منعها من الظهور.

وبالرغم من إحكام “إردوغان” سيطرته على مفاصل المؤسسات الحيوية في البلاد، فإن المجتمع التركي منقسم، كما لم يحدث من قبل، ولذلك فإن فوز “حزب العدالة والتنمية”، في “إسطنبول”، قد يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية لن تقدر الدولة على مواجهتها.

في كرة القدم مثلًا؛ هناك جماهير رافضة لـ”إردوغان”، خاصةً مشجعو فريقا “بيشكتاش” و”فنربخشة”، وهو ما قد يساعد على جمع حشد شعبي كبير ضد الديكتاتور التركي، فجماهير “بيشكتاش” كانت واحدة من القوى الدافعة وراء احتجاجات “منتزه غيزي” ضد النظام الحاكم، في العام 2013.

ويدرك مرشح “حزب الشعب الجمهوري” وقائد المعارضة الفعلي في “تركيا” حاليًا، “أكرم إمام اوغلو”، هذه النقطة، وهو ما بدا من حضوره مباراة كرة القدم لفريق “بيشكتاش”، بعد عشرة أيام من الانتخابات، التي أجريت نهاية آذار/مارس الماضي، قبل أن يحصل على بطاقة رسمية من لجنة الانتخابات تؤكد فوزه برئاسة بلدية “إسطنبول”، لكنها ألغيت لاحقًا. وخلال المباراة، هتف مشجعو “بشكتاش” لدعم “أوغلو”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب