من المعروف ان الطفل له عالم خاص به . اذ يمثل النواة الاولى في الحياة و هذه البداية يشعر بها كل انسان فهي بداية بريئة مملؤة بأجمل الذكريات لعالم الطفل اذ تجده يمرح تارة ويبكي تارة اخرى وهي حالة طبيعة جداً يمر بها الجميع .و قد ذكر القران الكريم في عدة آيات عن ضمان حقوق الطفل متمثلاً بقوله تعالى (المال والبنون زينة الحياة الدينا) ( الكهف/ 46 ) .و هذه الزينة يجب ان تصان منذ الصغر من توفير البيئة المناسبة لتربية الطفل من العناية المستمرة للطفل و بذل الجهود اللازمة لتوفير كل المستلزمات المطلوبة من اجل توعية الطفل تدريجياً .و لا بأس في مشاركة الطفل في حياته ابتداء من مشاركته الحياة الخاصة مثل اللعب و توفير وسائل الراحة له .هذه المشاركة تكون في عدة اماكن و لاسيما البيت حيث يكون هو المأوى الاول له و عند زيارة الاقارب او المشاركة في المناسبات فكم جميل رؤية ابتسامة الاطفال فيما بينهم و اللعب المتبادل و قد تكبر هذه الذكرى بينهم . ولكن قد نرى حالات مناقضة في الحياة من ممارسة العنف ضد الاطفال و هذا العنف يعرف (بانه مجموعة من السلوكيات والافعال القاسية تجاه شخص او عدة اشخاص) وهذا العنف يكون ذو اشكال متعددة منها (جسدي-نفسي-جنسي) وهذه الاشكال تكون متنوعة فقد تكون نتيجة اسباب متعددة اسباب متعددة منها قد يكون الفقر بالدرجة الاولى و الجميع يعلم ان العراق قد مر بظروف كثيرة عانى الكثير من افراد الشعب العراقي من فقر شديد ادى الى خلق حالة من التهور النفسي لدى الاغلبية و لا سيما في الفترة الاخيرة من عدم توفر فرص عمل مما يجعل الجو الاسري مرتبك و في حالة انهيار ان صح التعبير. و من المعروف كل اسرة مكونة من اطفال سواء كانوا اولاد ام بنات فعندما يتم ممارسة العنف ضد الاطفال بدءا من حرمان الطفل من منبعه الاول وهو المدرسة فلربما يرى الاخرين يذهبون الى المدرسة وهو يطلب من الابوين ان يذهبوا الى المدرسة و لكن قد يتفالجوا بالرفض لعدة اسباب و اهمها العامل المادي من قلة الاموال او ما يسمى (بقلة الوعي) .اذ تجد الابوين لا يدركان اهمية التعليم فتجد الطفل متجاهل في الذهاب الى المدرسة .هنا نستطيع ان نرى حالات اخرى تحدث من جراء ذلك منها محاولة البعض دفع الاطفال الى العمل في ما يسمى بالتسول ومعنى التسول: هو طلب العطية والإحسان من الأغنياء.والمتسول: هو الإنسان الذي يتخذ من التسول وسيلة يكتسب منها ويعيش عليها. وهذه المهمة تستوجب الوقوف عندها لكونها تمثل حالة خطرة على المجتمع العراقي خاصة في السنين الاخيرة أي بعد سنة 2014 من احتلال داعش و الاحداث التي طرأت على ابناءه المحافظات العراقية من حالات النزوح الجماعي للأسر كافة اضافة الى النزوح الى محافظات اخرى .حيث لاقى الاطفال نصيباً من العنف البشري بكل انواعه من قتل وتعذيب في سلسلة اجرامية تكاد تكون قد هي الاولى في التاريخ المعاصر .وهنا يمكن البحث في معالجة هذه الظاهرة من خلال ايجاد الحلول المناسبة خاصة مع دعم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بتوفير ورش تدريبية للعمل و منح العاطلين عن العمل فرص عمل اخرى .ولكن هناك حالات اشد من ذلك وهي دفع الاطفال للعمل كمتسول مقابل جمع مبلع من المال و قد يستخدم معهم اشد انواع التعذيب والقسوة في حالة عدم تنفيذ ما يريد واحيانا قد تؤدي الى القتل وهذه من اشد انواع الجرائم في المجتمع العراقي .اذ تزايدت عدد هذه الحالات في تفكيك الاسر يوماً بعد الاخر .فنرى هناك حالات اخرى قد حدثت من خطف الاطفال و التجارة بالأعضاء البشرية .من قبل مافيات مقابل اموال طائلة .حيث تتم هذه العملية وفق اطر وبرامج مدروسة في الاختطاف ومن ثم بيع الاعضاء البشرية مستغلة في ذلك ضعف الامكانيات المادية في اغلب العوائل .و لكن مع كل الاسف تجد هذه الحالات في تزايد مستمر .هنا نسلط الضوء على الجانب الرقابي متمثلا بالحكومات ودورها في توزيع رجال الشرطة بشكل يمنع تنامي مثل هذه الحالات .و لو اخذنا تجربة الدول الاخرى و دراسة المقارنة في اساليب التعامل مع الاطفال في العراق والدول الاخرى لوجدنا ان حياة الاطفال تكاد تكون مملؤة بالمرح و بالدعم المباشر من الدولة من ضمان حقوق الطفل من الناحية المادية و المعنوية من حيث توفير كل مستلزمات البيئة المناسبة للطفل .و ننوه الى وجود حالة غريبة في الفترة الاخيرة الا وهي ظهور العاب الكترونية عنيفة ايضا تحث على الحروب و القتل و منها لعبة البوبجي والتي لها مردودات سلبية على انحراف المجتمع لا سيما الاطفال و التي تؤثر على الحياة الاجتماعية التي قد تهدم اسر من خلال حالات الادمان الغير طبيعية و التي تؤدي الى كوارث انسانية منها حالات الطلاق . حيث تؤدي الى الادمان الكامل على اللعبة و جلب المخاطر الصحية للعائلة باكملها اضافة الى زرع الافكار العدوانية للطفل و انشغاله عن واجبات الحياة منها الواجبات المدرسية و هذا يؤدي الى هلاك الاسر و تفكيها .و قد يكون لهذه العوامل اثر في تغيير الحالة النفسية للمجتمع .وقد ظهرت في الاعوام الاخيرة حالات تكاد تكون عجيبة في المجتمع العراقي و هي ظاهرة الانتحار وهذا لع اسباب عديدة و نتائج متعددة منها ما حل بالعراق بعد 2003 و لاسيما في سنة 2014 و ماحل من الاعتداء على العراق بسبب داعش والذي خلف العديد من الضحايا وفقدان الاب حيث اصبح من الصعب السيطرة على الطفل و التي قد تؤدي في النهاية الى الهروب من البيت و تعاطي المخدرات تدريجياً . وهذا الشي يتزايد مع تقدم العمر حيث تجد الولد يكبر على الانحراف .ومن الجدير بالذكر هناك حالات ظهرت بعد 2003 و هي وجود شبكة الانترنت في العراق .حيث دخلت هذه الشبكة الى المنازل واخذت تطغو على المجتمع البشري ولكن هناك حالات يجب الوقوف عندها .الا وهي ان للحياة لها ايجابيات و سبيات فتجد ان الانترنت قد انتشر في عموم العالم و نشر المواقع المختلفة فتجد المواقع المختلفة في كافة المجالات فتجد انها مفيدة في العديد من الامور كالبحث عن المصادر في التعليم اضافة الى عدة مجالات ولكن تجد هناك حالة سلبية منها انتشار المواقع الرديئة والتي تجلب ضرر للانسان و التي تؤدي الى حالات تأخذ طابع سلبي على المجتمع فبدلاً من ان نستغل هذه الشبكة العالمية في المسائل المفيدة ذهب البعض من الشباب ولا سيما الاطفال في اتحاذ منحى اخر للتجارة الالكترونية والتي يجب ان تصان من قيل الجميع . حيث تلاحظ انتشار مبدأ اللامبالاة في الاستعمال السيء .وختاماً لابد لنا ان نحافظ على مستقبل اطفالنا و نحفظ لهم المستقبل الرصين لكي نبدأ ببناء جيل افضل.