في الاسبوع ومن على قناة “البغدادية” وفي نشرة الساعة الثامنة مساء سالني المذيع على الهواء مباشرة , حيث كنت ضيفا تحليليا رايي في مبادرة السيد عمار الحكيم الاخيرة. وكان جوهر مخاوف المذيع تكمن في من يضمن ان لاتكون مثل هذه المبادرة مثل اخواتها المبادرات السابقات من دعوات الحوار والطعام “الطعام من عندي لا من المذيع”. وجدت بعد “صفنة لثوان” ان الاجابة التقليدية من قبيل ان الحوار مطلوب وان على القادة تناسي خلافاتهم من اجل مصلحة الشعب العراقي لن تجدي نفعا ولا تداوي جرحا. فهذا الكلام هو من قبيل ما هو معاد ومكرور. ما المطلوب اذن؟ النشرة مستمرة وانا على الهواء والمذيع ينتظر والوقت عصيب واذا بذهني يتفتق ليس عن مبادرة جديدة وانما عن الية ممكنة لتطبيق اخر المبادرات وهي مبادرة الحكيم عمار.
ان التفكير هنا ينصرف الى الكيفية التي يمكن من خلالها جمع الاطراف المتنازعة في مكان واحد لكي يجلسوا على طاولة واحدة يتبادلون الاحاديث ويوقعون ميثاقا حتى لو كان رمزيا مثلما نصت عليه دعوة السيد الحكيم. ولان الحوارات والمؤتمرات واللقاءات السابقة لم تنهي الخلافات ولم تصفر المشاكل والازمات بل “فرختها” فانه بات اما من الصعب جمع الجميع ممن نعرف من قادة الخط الاول او في حال التقوا بقدرة قادر او بمعجزة ربانية فان اللقاء لن يخرج عن الاطر البروتوكولية يخرج بها نواب مقربون منهم “يلوصون الاول والتالي” ونرجع “كري” للمربع الاول.
ولان المذيع يريد “الزبدة” فسالني مال الجديد الذي تقترحه؟ قبل الجديد لا بد ان اقول ان هناك ميزة لمبادرة السيد الحكيم تختلف عن سابقاتها من مبادرات تتمثل في تصاعد ثنائية الازمتين العراقية والسورية وبالتالي عموم ازمة المنطقة. فازمة العراق بعد المظاهرات باتت اخطر اليوم عما كانت عليه قبل سنة مثلا.وازمة سوريا التي هي نتاج “الربيع العربي” هي اليوم اخطر ما يواجه الجميع. وفي كل الاحوال فان الشحن الطائفي بات يتخذ اليوم ابعادا وصيغا مختلفة وصلت حد “حفر القبور”. من هنا فان الجميع يحتاج الى حل جاد لكن ليس عبر الحوار التقليدي بين الجميع الذي يمكن ان يبقي نيران المشاكل تحت الرماد وانما البحث في اليات اخرى من اهمها بحث جذور المشكلة. ومما قلته اننا في العراق اليوم وفي غياب الرئيس جلال طالباني عافاه الله لدينا ستة من قادة الخط الاول من اهل الحل والعقد “تحول بعضهم للاسف من اهل العقد فقط” .. هم مع حفظ الالقاب نوري المالكي واسامة النجيفي واياد علاوي ومسعود البارزاني وعمار الحكيم ومقتدى الصدر. ثلاثة من هؤلاء باتوا يشكلون الان محور الازمة , شاؤوا ام ابوا, وهم المالكي والنجيفي وعلاوي. وثلاثة يشكلون محور الحل وهم البارزاني والصدر والحكيم. والحل يكمن من وجهة نظري ان يجتمع اولا “البارزاني والصدر والحكيم” بمعزل عن المالكي والنجيفي وعلاوي ويتحرك كل واحد من هؤلاء على واحد من اؤلئك “البارزاني على علاوي والحكيم على المالكي والصدر على النجيفي”ولايخرج منه الا بعد ان “يطلع الحية من الزاغور” و يحصل منه على ما يفيد ولو بالحد الادنى المعقول والمقبول مما هو قابل للتطبيق مرحليا على الاقل. وبعد ان يتم جمع ما تم التوصل يمكن عندها الاتفاق على لقاء بين الستة الكبار للتوقيع على خطة انقاذ تعرض امام العراقيين كميثاق شرف وطني ملزم للجميع.