إرهابي أم بطل ؟ .. “الموندو” : “الساروت” شاب عكست مسيرته تطور الصراع السوري !

إرهابي أم بطل ؟ .. “الموندو” : “الساروت” شاب عكست مسيرته تطور الصراع السوري !

خاص : ترجمة – آية حسين علي :

وراء كل صوت حكاية.. ومع كل هتاف قصة، هي أسماء تمر على آذاننا وتتكرر ولكل منهم تاريخ، قد نعرف جزءًا منه وقد لا نعرف أي شيء، خلال 8 سنوات على الصراع السوري لمعت أسماء كثيرة، نختلف مع بعضها، ونشيطن البعض الآخر أو نؤيده، ومن هؤلاء المنشد ولاعب كرة القدم السابق، “عبدالباسط الساروت”، الذي تمثل مسيرته نموذجًا مصغرًا من تطور الثورة السورية، التي بدأت بـ”يسقط بشار”؛ ثم إنتهى بها الحال إلى المواجهات المسلحة.

كانت مجزرة، يقف في الطرف الأول الميليشيات المتمردة، والطرف الثاني القوات التابعة للنظام السوري، موقعها قرية “تلح ملح” بريف “حماة”، التي يسيطر عليها قوات النظام بمحافظة “إدلب”، وإنتهت المعركة بمقتل أكثر من مئة شخص، من بينهم “الساروت”، الذي توفي متأثرًا بجراحه في “تركيا”، ووسط دموع وهتافات المئات شيعت جنازة “الساروت”، إذ كان يُعد رمزًا للثورة لدى كثير من المعارضين لنظام الرئيس، “بشار الأسد”، رغم الجدل الذي أحيط بشخصيته، بحسب صحيفة (الموندو) الإسبانية.

تباين آراء يعكس تطور الصراع..

عكس تفاعل النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي؛ قدر تباين الآراء حول شخصية “الساروت”، فبينما وصفه البعض بأنه “بطل”؛ يرى جزء آخر أنه “إرهابي”، وكتب أحد المتأثرين برحيل “السارت” على موقع (تويتر)؛ أن موته يُعد “مأساة بالنسبة إلى الفصائل المعارضة”، بينما إسترجع ناشطون آخرون نشاط “الساروت” المعادي للشيعة وللمسيحيين، ووصفوه بأنه “إرهابي”.

كما ألمح، هذا الاختلاف في وجهات النظر، إلى تطور الصراع السوري الدامي الممتد منذ 8 أعوام، عندما انتفضت مدينة “حمص”، المحافظة، بشكل سلمي ضد “نظام الأسد”، في آذار/مارس 2011، كان “الساروت” حينها قائدًا لفريق كرة قدم محلي، لكنه سريعًا ما إنضم إلى الثوار وأصبح قائدًا لبعض التظاهرات، ولُقب فيما بعد بـ”حارس الثورة”؛ لأن أناشيده وهتافاته أشعلت الحماس في نفوس الراغبين في التخلص من حكم عائلة “الأسد”، وبرزت بطولته من خلال الفيلم الوثائقي (العودة إلى حمص)، الذي عُرض في أكثر من 80 مهرجانًا سينمائيًا حول العالم وحصل على 30 جائزة دولية.

الثورة تحولت من السلمية إلى الصراع المسلح..

لكن الاحتجاجات التي جابت الشوارع وانتشرت في كل مدينة ومحافظة وأتسمت بالسلمية؛ تدهورت تدريجيًا حتى تحولت إلى مواجهات مسلحة نتيجة للقمع الحكومي وتدخل أطراف خارجية في الصراع، وأنضم كثير من الثوار إلى المنشقين عن الجيش السوري من أجل فرض السيطرة بالقوة، وكان “الساروت” واحدًا منهم، وفي هذا السياق المليء بالعنف، تحول الشاب الرياضي إلى شخص متطرف، مثل كثير من أبناء جيله، لكن توجهه الجديد لم يصرف عنه دعم الجمهور، بحسب الصحيفة الإسبانية.

واضطر “الساروت” إلى ترك مسقط رأسه، “حمص”، في 2014، بناء على اتفاق إجلاء من أجل موافقة الحكومة على إنهاء حصار المدينة؛ الذي استمر لمدة عامين، وبعدما فقد والده و4 من أقاربه في غارات مكثفة أطلقها النظام على المدينة، وانتقل إلى “إدلب”، التي تُعد الآن المنطقة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة، وأنضم إلى “فيلق الرحمن”، الذي عُرف بأن له علاقات بقوات متشددة مرتبطة بتنظيم (القاعدة).

ومنذ نيسان/أبريل الماضي، قام الجيش السوري بإطلاق هجوم على “إدلب” وشمالي “حماة”، ومنذ بداية الحملة قتل أكثر من 300 مدني، وكانت أغلب الوفيات بسبب القصف المدفعي، وبررت الحكومة تجاوزاتها بأن التنظيمات الإرهابية، التابعة لتنظيم الـ (قاعدة) في “سوريا”، لا تحترم اتفاقية وقف إطلاق النار الذي وقعته “تركيا” و”روسيا”، أواخر عام 2018، ونتيجة للقصف المستمر اضطر 270 ألف شخص إلى الفرار ناحية الشمال، رغم أن الحدود التركية مغلقة، وحذرت منظمات دولية من تعرض أبرياء لمخاطر إضافية بالغة بسبب التدمير الذي يلحق بمؤسسات طبية.

لذا قررت فصائل من المعارضة الرد على هجوم الجيش بمهاجمة مناطق بـ”إدلب”، وبحسب “المرصد السوري”؛ قُتل نحو 215 مقاتل من الفريقين، منذ الخميس الماضي، في مواجهات بالقرب من مناطق “تل ملح” و”الجبين” في “ريف حماة” الشمالي، وفي السياق ذاته، قتل 3 مدنيين في غارات جوية نفذها الجيش، بينما ذكرت الرواية الرسمية أن مدني واحد قتل في إطلاق نار نفذه إرهابي.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة