12 مارس، 2024 9:02 م
Search
Close this search box.

صفقة صواريخ “S-400” .. هل تنجح في فك التحالف التاريخي بين واشنطن وأنقرة ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : كتبت – نشوى الحفني :

في أكبر خطوة تصعيدية تجاه “تركيا”، أعلنت “وزارة الدفاع” الأميركية، (البنتاغون)، إنها أوقفت تدريب الطيارين الأتراك على طائرات (إف-35) في قاعدة جوية أميركية بولاية “أريزونا”، بحسب ما نقلت (رويترز)، وذلك في ميعاد سابق لما أعطته منذ يومين لآواخر تموز/يوليو المقبل، بسبب خطط “تركيا” شراء أنظمة دفاع جوي روسية؛ صواريخ (S-400).

وقال اللفتنانت كولونيل “مايك آندروز”، المتحدث باسم (البنتاغون): “دون تغيير في السياسة التركية، سنواصل العمل عن كثب مع حليفنا التركي بشأن إنهاء مشاركتهم في برنامج (إف-35)”.

ولم تكتف “واشنطن” بهذه الخطوة فقط، وإنما أعلن السيناتور، “آدم سميث”، رئيس لجنة الشؤون المسلحة بمجلس النواب الأميركي، إعداده مشروع الميزانية العسكرية الأميركية متضمنًا بندًا يحظر توريد مقاتلات (إف-35) إلى “تركيا”، حال إتمام “أنقرة” صفقة صواريخ (إس-400)، المضادة للطائرات، مع “روسيا”، مشيرًا إلى إمكانية رفع هذا الحظر إذا تخلت “أنقرة” عن الصفقة الروسية وجميع المعدات والمواد والأفراد المرتبطين بنظام الدفاع الجوى الروسي، وتوفير ضمانات موثوقة بأن “تركيا” لن تمتلك هذه الأنظمة مستقبلاً.

التصديق على قرار بفرض عقوبات..

وحصل قرار “الكونغرس” الأميركي المعنون، بـ”التعبير عن المخاوف حيال التحالف (الأميركي-التركي)”، والذي كان قد طرح للمناقشة، في آيار/مايو الماضي، على مصادقة “مجلس النواب”، أول من أمس. وحظي بإجماع لافت.

ويحض القرار، “تركيا”، على إلغاء خطط شراء الصواريخ الروسية؛ ويدعو إلى فرض عقوبات على “أنقرة” في حال تسلمت هذه الصواريخ – وهو أمر قد يحصل الشهر المقبل. وجاء في القرار أن تسلم “تركيا” لصواريخ روسية من شأنه تقويض “حلف شمال الأطلسي”.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميركي، “إليوت أنغل”: “نادرًا ما نرى هذا الإجماع في الشؤون الخارجية، لكن هذه قضية أسود وأبيض، ولا يوجد حل وسط. إمّا أن يلغي السيد إردوغان الصفقة مع روسيا أو لا يفعل”.

وأضاف “أنغل”؛ أنه لا يوجد مستقبل لأن تمتلك “تركيا” أسلحة روسية وطائرات (إف-35) الأميركية، ولا يوجد خيار ثالث.

وتقول “واشنطن”، بهذا الصدد، إن تزود “تركيا” بصواريخ (S-400) يشكل تهديدًا لمقاتلات (F-35)؛ التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن” الأميركية، والتي يبلغ سعر الواحدة منها 90 مليون دولار. وكانت “تركيا” تطمح لشراء أعداد من هذه الطائرات التي تساهم شركاتها في تطويرها. ولكن الأميركيين يقولون إنه من غير الممكن أن يحصل الأتراك على الإثنين، الطائرات الأميركية والصواريخ الروسية.

تصفه بالتهديد الغير مقبول..

وهو الأمر الذي اعترضت عليه “تركيا”، قائلة؛ إن القرار الذي أصدره “مجلس النواب” الأميركي، ودان فيه قرار شراء “أنقرة” منظومات دفاعية صاروخية من “روسيا”؛ يمثل “تهديدًا غير مقبول”.

وجاء في بيان أصدرته “وزارة الخارجية” في “أنقرة”؛ أن القرار “لا يتوافق مع علاقات التحالف والصداقة العميقة بين البلدين”.

إعدادات روسيا للصواريخ أكتملت..

مع هذا التصعيد الأميركي؛ ذكرت القوات الروسية أن أنظمة (أس-400) ستُسلم إلى “تركيا” بغضون شهرين؛ وأن الأمور “تسير كما خطط لها”، وفقًا لما ذكره رئيس مجلس إدارة مجمع “روستيك” الصناعي العسكري، “سيرغي تشيميزوف”، أمس، في حديث لقناة (NTV).

وأضاف “تشيميزوف” أن الميزانية أنفقت والتكنولوجيا أنتجت وأن تدريب القوات العسكرية على الأنظمة إنتهى، ولم تتضح نتيجة ما سيحصل للصفقة بعد.

ضربة جديدة للاقتصاد التركي..

يُذكر أن العلاقات بين البلدين، وكلاهما من أعضاء “حلف شمال الأطلسي”، (ناتو)، تتسم بالتوتر على عدة مستويات، إضافة إلى موضوع قرار “تركيا” شراء منظومات صواريخ (S-400) الروسية. فهناك خلافات بينهما حول إحتجاز موظفين قنصليين أميركيين في “تركيا” وموقفيهما المختلفين إزاء “سوريا” و”إيران” ومسألة إقامة “فتح الله غولن”، الذي تتهمه “تركيا” بالإرهاب والوقوف خلف محاولة 2016 الإنقلابية؛ في “الولايات المتحدة”، ورفض الأميركيين تسليمه.

وتهدد المواجهة الأخيرة بين الجانبين؛ بفرض “عقوبات أميركية” على “تركيا”، مما سيشكل ضربة جديدة لاقتصادها المبتلى بالركود ويثير الشكوك حول الدور الذي تلعبه “أنقرة” في “الحلف الأطلسي”.

ويبدو أن “تركيا” مُصرة على المضي قدمًا في خططها للتزود بالصواريخ الروسية، رغم التهديدات الأميركية.

إذ كان الرئيس التركي، “رجب طيب إردوغان”، قد قال الأسبوع الماضي؛ إنه “من غير الوارد” إن تنسحب “تركيا” من التعاقد الذي أبرمته مع “روسيا”.

وكان وزير الدفاع التركي، “خلوصي أكار”، قد أكد، في 22 أيار/مايو الماضي، أن عسكريين أتراك موجودون في “روسيا” فعلًا لتلقي التدريبات على منظومة (S-400)، وأن عسكريين روسًا قد يأتون إلى “تركيا” للغرض نفسه.

ضغط بطرق غير قانونية..

تعليقًا على الخطوة الأميركية؛ قال الدكتور “محمد حسين”، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة “القاهرة”، إن “تركيا” من الصعب التراجع في صفقتها مع “روسيا”، معتقدًا أن ما يفعله “ترامب” ما هو إلا ضغط على “تركيا” بطرق غير قانونية، ولكن ستنتصر “تركيا” في النهاية، لأن من حق أي دولة أن تشتري أسلحتها مما ترغب.

استمرار التراشق الكلامي..

وبعد وقف تدريب الطيارين الأتراك على طائرات (إف-35)، وقرار “مجلس النواب” الأميركي، أوضح “سيد مجاهد”، الباحث في مركز “شخصية مصر” للدراسات السياسية، أنه سيتسمر التراشق في التصريحات بين كلًا من “إردوغان” و”ترامب”، في حين سيحاول الأول كسب مزيد من الوقت من أجل إقناع “أميركا” على شراء منظومة الدفاع الروسية.

مضيفًا أن “ترامب” سيرفض بشكل قطعي تعاون “تركيا” مع “روسيا”؛ وسيحاول الضغط عليه ما يجعل “إردوغان” في موقف صعب وسيبحث عن طريقة ما من أجل التفاوض مع “الولايات المتحدة”.

البيروقراطية تدير العلاقات..

ويرى الباحث المتخصص في الشؤون التركية في معهد “واشنطن”، “باراك بارفي”، أن استخدام صفقة (إس-400)، من قِبل “تركيا”، للتفاوض مع “الولايات المتحدة” في ملفات أخرى أمر بالغ الخطورة. فهذه الصفقة من شأنها أن تزيد التوترات الموجودة أصلًا بين البلدين.

وأضاف أنه: “إذا كان الرئيس التركي، إردوغان، يراهن على علاقته الشخصية مع الرئيس، ترامب، فقد يكون مخطئًا لأن البنتاغون يشعر بقلق متزايد من التحركات التركية في كثير من الملفات. وفي نهاية المطاف، فإن البيروقراطية، وليس علاقات الزعماء، هي التي تدير العلاقة اليومية”.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب