الوطن في وعينا الجمعي كلمة مجردة من التفاعلات المتصلة بها , وهو قصيدة رثاء وتوجع وتشكي , وعبارات رنانة وبكايات على أطلال ما نجهل.
الوطن غير واضح ولهذا لم نتمكن من بناء وطن!!
ما هو الوطن؟!!
ستنهال عليك التعريفات والتوصيفات , ولو وضعتها في سلة واحدة لوجدتها تأكل بعضها فتمزق السلة وتمحقها!!
أين الوطن؟
يبدو أن المشكلة الحقيقية التي تواجهنا هي فقدان الوطن لملامحه ومعانيه وجوهره , ولهذا وجدته يتآكل وتفترسه التوصيفات الإنفعالية البغضاوية التي تسعى إلى التوهم بوطن مجهول تقديره هو!!
لماذا فشلنا في بناء وطن؟!!
علينا أن نتساءل ونجتهد وبجرأة في الجواب!!
الستغافوريون صنعوا وطنا باهيا يتفاخرون به ويتشامخون بروعته وعمرانه ومنطلقاته الحضارية , ونحن ندمر وطنا ونلغيه , فكأننا لا نعرفه ولا ندريه!!
مجتمعات الدنيا تصنع أوطانها , وتخلقها بطاقاتها المتكاتفة المعتصمة بإرادة وطنية واضحة مسطورة في دستور وطني مقدس!!
أما نحن فنتداول معاني أخرى بالية غابرة ظلامية ضلالية كارثية تطغى وتسود , فتصبح هي الوطن والهوية والسمة المميزة لوجودنا التخريبي التدميري الفتاك.
لو كنا نعرف الوطن ما دمرناه , ولا إنتقمنا من ماضيه وحاضره , ولما إنتهجنا سبل التناحر والصراع والإستثمار بالبلاء والنكداء.
لو كنا نعرف الوطن ما تجرأنا على المساس بآثاره وشواهده العمرانية والحضارية المنيرة.
لو كنا نعرف الوطن لأسسنا لحكومة وطنية ولإنتخبنا نوابا وطنيين يمثلوننا ويذودون عن شرف وحرمة وسيادة الوطن.
لو كنا نعرف الوطن , لما إرتضينا بما يجري فيه , لكن الذي يدور أن الوطن لا وجود له ولا معنى ولا قيمة , وإنما القيمة للعمامة المتاجرة بالوطن والدين والبشر , وقل كأسك ياوطن!!