18 ديسمبر، 2024 11:19 م

إنهم يبحثون عن أصدقاء .. حان الوقت على “طهران” أن تفكر في تحالف جديد !

إنهم يبحثون عن أصدقاء .. حان الوقت على “طهران” أن تفكر في تحالف جديد !

خاص : ترجمة – محمد بناية :

في الأسبوع الماضي، تم إتخاذ قرارين دبلوماسيين مختلفين ومتوزايين في جنوب وشمال الخليج.. ففي الحوزة الجنوبية سعت “المملكة العربية السعودية”، التي تعرضت للضغوط الشديدة على خلفية إعدام مواطنيين بدون محاكمات، والتمثيل بجثة الصحافي السعودي، “جمال خاشقجي”، في “تركيا”، والجرائم الحربية والكوارث الإنسانية في “اليمن”، إلى تخفيف وطأة هذه الضغوط من خلال الدعوة لاجتماعات “مكة” الثلاث وتوجيه حربة الانتقادات صوب “الجمهورية الإيرانية” مجددًا.

وبالنهاية عُقدت الاجتماعات الثلاث بالتوازي مع العشر الأواخر من شهر “رمضان المبارك”، وفي مدينة “مكة المكرمة”؛ بغرض تشكيل تحالف كبير ضد “إيران” بحجج واهية، مثل استهداف حاملات النفط الإماراتية في ميناء “الفُجيرة”؛ وكذلك استهداف خط أنابيب “النفط السعودي”. بحسب “محمد مهدي مظاهري”؛ في تحليله المنشور على موقع (الدبلوماسية الإيرانية)؛ المقرب من وزارة الخارجية.

“سلمان” يتراجع عن عداواته القديمة..

وتكمن أهمية بناء تحالف مناويء لـ”الجمهورية الإيرانية”، في المرحلة الحالية، في استعداد الملك السعودي إلى التراجع عن مواقفه المتشددة حيال “قطر” وتوجيه الدعوة للشيخ، “تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني”، أمير “قطر”؛ للمشاركة في هذه الاجتماعات، بعد كل العقوبات والوساطات المختلفة.

وقد خلصت الاجتماعات الثلاث، كما في بيان اجتماع دول “مجلس التعاون الخليجي” الطاريء؛ و”الجامعة العربية”، بما يتطابق والرغبات السعودية إلى حد كبير، لأن الدول المشاركة، (عدى العراق بالتأكيد)، تريد إجراءات عالمية حاسمة ضد النظام الإيراني، والثناء على الإجراءات الأميركية في مواجهة “إيران”.

مع هذا لم يلبي اجتماع “منظمة التعاون الإسلامي” توقعات “السعودية” بشكل كبير، حيث سعى الكثير من وفود الدول الإسلامية إلى تجنب اسم “الجمهورية الإيرانية” في خطاباتهم، والحديث عن “القضية الفلسطينية” دون إلتفات لأغراض “السعودية” السياسية ضد “إيران”، ومن ثم تطرق بيان الاجتماع الختامي إلى دور العالم في توفير السلام والاستقرار في الخليج.

فشل المساعي والاجتماعات السعودية..

مع هذا؛ ورغم مساعي “السعودية” وعدد من الدول الأخرى، كانت الحوزة الشمالية تشهد تحركًا دبلوماسيًا مختلفًا يستهدف “بناء الثقة” و”العودة إلى أهداف وتطلعات العالم الإسلامي المشتركة”.

فقد تقدم أولاً؛ وزير الخارجية الإيراني، “محمد جواد ظريف”، بمقترح التوقيع على اتفاقية “عدم الإعتداء” مع دول الخليج، ثانيًا لم تمنع العقوبات والضغوط الأميركية، الجائرة والأجواء الاقتصادية الصعبة، الشعب الإيراني من إحياء “يوم القدس العالمي”، وهتفوا جميعًا: “يجب أن تظل فلسطين وتحرير القدس الهدف الرئيس للعالم الإسلامي”.

سياسات خلق عدو جديد !

من ثم؛ فإن ظهور مثل هذه الأصوات المتناقضة، من شمال وجنوب الخليج، إنما يثبت أن سياسات الوقيعة بين الدول الإسلامية؛ ونشر الفوضى والاضطرابات، ومن ثم زيادة عوائد مبيعات السلاح في المنطقة، قد أثمرت إلى حد كبير، حيث يبحث عدد من قيادات الدول العربية، بزعامة “السعودية”، عن بقاءهم في إصطناع عدو أجنبي جديد، وإنعدام النية لتحسين العلاقات مع “إيران” وإنشاء نظام أمني جماعي يشمل مشاركة كل دول المنطقة.

والسؤال: ماذا يتعين على “الجمهورية الإيراني” أن تفعل في ظل هذه الظروف ؟.. الإجابة: “دبلوماسية إقليمية وفوق إقليمية قوية” و”بناء تحالفات جديدة”؛ من جملة الحلول الموجودة.

لقد تسببت قوة الدبلوماسية الإيرانية، في “العراق ولبنان وتركيا وسوريا” وحتى “باكستان”، في أن تتبنى قيادات هذه الدول مواقف أخوية تجاه بلادنا في ظل الأوضاع الراهنة، بل إن دولة مثل “العراق”، والذي يتعرض للضغط الشديد بسبب سياساته القومية العربية، رفض التوقيع على بيان مجموعة الدول العربية العدائي ضد “إيران”.

وعليه؛ قد يسوق تقوية العلاقات والمساومات الدبلوماسية ورفع مستوى العلاقات التجارية وتوسيع نطاق العلاقات السياسية والدينية، دول الجوار إلى التحول من موقف العداء ضد “إيران” إلى التعاون والصداقة.

الملاحظة الأخيرة؛ هي أنه يتعين على “إيران” التفكير في تقوية مكانتها الإستراتيجية، داخل حلقة الدول العربية، والتفكير ضمن مساعي فتح باب الحوار الدبلوماسي مع هذه الدول، في إقامة تحالفت مع الدول الإسلامية المحايدة؛ مثل “تركيا وماليزيا وباكستان”، وبعض الدول فوق الإقليمية؛ مثل “الهند وروسيا والصين” وغيرها.

فـ”الجمهورية الإيرانية”، في ضوء الأوضاع الراهنة، وبخاصة الموقف العدائي من بعض الدول العربية الخليجية والإدارة الأميركية، تحتاج إلى حلفاء إستراتيجيين؛ حتى تستطيع الاستفادة عند الحاجة من هذه العلاقات وتخفيف ضغوط الدول المعادية. ومن ثم؛ فاجتماعات “مكة” المعادية لـ”إيران” قد تكون بمثابة إنذار لجهاز الدبلوماسية الإيرانية، الأمر الذي يستدعي الإسراع في إتخاذ إجراء بهذا الشأن.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة