7 أبريل، 2024 2:31 م
Search
Close this search box.

الولايات المتحدة تعود إلى الشرق الأوسط .. وإسرائيل أفضل حليف لواشنطن !

Facebook
Twitter
LinkedIn

خاص : ترجمة – سعد عبدالعزيز :

تتسم سياسة الرئيس الأميركي، “دونالد ترامب”، تجاه الشرق الأوسط بالشذوذ؛ فقد تحدث في السابق عن معارضته التدخل في “سوريا” والمنطقة، ثم عاد من جديد ليعزز قواته العسكرية في الشرق الأوسط، ولا سيما في منطقة الخليج.

تحول الموقف الأميركي..

وفي ظل هذا التحول الأميركي؛ يقول المحلل الإسرائيلي، “إيال زيسر”، إن هناك أمرًا غريبًا حدث للرئيس الأميركي.

فقبل نصف عام فقط؛ أعلن أن الدور التاريخي لـ”الولايات المتحدة” في منطقة الشرق الأوسط قد إنتهى، وأنه يعتزم تقليص حجم قواته في المنطقة، بل وإخلاء جميع الجنود الأميركيين الذين ما زالوا متمركزين في “سوريا”. وأوضح “ترامب”؛ أن “واشنطن” لم تعد مهتمة بالشرق الأوسط، لأنها أصبحت في غنى عن “النفط” الموجود في تلك المنطقة، ولأن تنظيم (داعش) الإرهابي؛ الذي هدد أمن “الولايات المتحدة” قد تلقى الهزيمة والضربة القاضية, مضيفًا أن “إيران” التي باتت ضعيفة بفضل “العقوبات الأميركية” لم تعد تشكل أي تهديد.

وأن “إسرائيل”، في جميع الأحوال، يمكنها الآن الدفاع عن نفسها بفضل المساعدات الاقتصادية الأميركية.

يضيف المحلل الإسرائيلي، بالقول: “لكن بعد مرور أشهر قليلة على تلك التصريحات، عاد، ترامب، يتمسك بالمنطقة التي أراد الانسحاب منها. فإذا به يعزز قواته العسكرية ويرسل الطائرات المقاتلة والسفن الحربية إلى الشرق الأوسط”.

ويبدو أن “ترامب” لم يعد لديه خيار آخر؛ بسبب الاستفزازات الإيرانية والتصريحات النارية التي يطلقها “نظام الملالي” في “طهران”.

وفي حقيقة الأمر؛ لم تقتصر الاستفزازات الإيرانية على مجرد التصريحات، بل كانت هناك أفعال عدوانية مثل سلسلة الهجمات التي استهدفت بعض السُفن والمنشآت التابعة لعدد من الدول الحليفة لـ”واشنطن” في المنطقة.

ويبدو أن هناك مسؤولين إيرانيين قد اعتبروا تصريحات “ترامب”، عن سحب قواته ومغادرة الشرق الأوسط، دليلًا على ضعف “الولايات المتحدة”.

الولايات المتحدة تمر بنفس التحربة الإسرائيلية !

يزعم “زيسر”؛ أن “الولايات المتحدة”، تحت حكم الرئيس “ترامب”، تعيش الآن نفس التجربة الأليمة التي عاشتها “إسرائيل”، خلال العقد الماضي، سواء في “قطاع غزة” أو في “جنوب لبنان”.

إذ من الممكن أن تنسحب “إسرائيل” من “قطاع غزة”، ولكن الفصائل المسلحة في القطاع لن تترك “إسرائيل” وشأنها، بل ستلاحقها وستستفزها حتى لو انسحبت تمامًا. وهذا ما ينطبق على “الولايات المتحدة” التي يمكنها سحب قواتها من الشرق الأوسط والإبتعاد عن المنطقة، ولكن الإرهاب الذي تمارسه الجماعات الإسلامية؛ مثل تنظيمي (القاعدة) و(داعش)، إضافة إلى “إيران” والتنظيمات الموالية لها، سيظل يلاحق “الولايات المتحدة” ويستهدف أراضيها وأمنها، ويضرب مصالحها ومصالح حلفائها في المنطقة والعالم.

إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي يمكن لواشنطن الإعتماد عليها..

يرى “زيسر”؛ أن التدخل الأميركي في الشرق الأوسط مر، خلال العقود الأخيرة، بمراحل مختلفة، وشهد إنجازات وإخفاقات، وهذا التدخل يحمل تداعيات خطيرة في ظل التحديات الحالية التي تواجهها المنطقة.

وهناك عدة اعتبارات تُوجب التدخل في الشرق الأوسط :

أولًا: إذا كانت “الولايات المتحدة” تريد أن تلعب دورًا محوريًا في العالم، لا سيما في المناطق التي تعتبرها إستراتيجية وحساسة، فلا ينبغي لها أن تتخلى عن الشرق الأوسط.

وهذه الحقيقة أدركها الروس أيضًا، والدليل على ذلك؛ أن الرئيس، “فلاديمير بوتين”، يقود بلاده لتتبوأ موقع الريادة في العالم من خلال تعزيز وجودها العسكري في الشرق الأوسط، لأن الأهمية الجغرافية والاقتصادية والسياسية للمنطقة تحتم عدم الانسحاب منها، بل وتتطلب السيطرة عليها ومتابعة ما يجري بها.

وثانيًا: إن القضايا المثارة في الشرق الأوسط ليست قضايا محلية تقتصر على المنطقة وسكانها. كما أن السياسة الإيرانية ليست دفاعية في طبيعتها، بل إنها سياسة توسعية وعدوانية وتتسم بالخطورة والتهديد.

كما أن الحرب الاقتصادية، التي يشنها الرئيس “ترامب” ضد “طهران”، لن تُحقق سوى القليل من أهدافها ولن تُحدث تغييرًا كبيرًا في الواقع الإقليمي.

وأخيرًا: فإن “الولايات المتحدة”، كانت في السابق، تعتبر “إيران” و”تركيا” وكذلك دول الخليج، بمثابة نقاط إرتكاز لتواجدها في المنطقة ولحماية مصالحها. لكن “واشنطن” خاب ظنها في كل تلك الدول، حيث أصبحت “إيران” دولة معادية؛ ولم يعد في إمكان “الولايات المتحدة” أن تعتمد على “تركيا” – التي تعزز علاقاتها مع “موسكو” – ولا على الدول العربية الغارقة في همومها ومشاكلها الداخلية.

وفي ظل هذا الواقع؛ يتضح مرة أخرى لـ”الولايات المتحدة” أن “إسرائيل” هي الدولة الحليفة الوحيدة التي يمكن لـ”الولايات المتحدة” أن تعتمد عليها وقت الضرورة.

أخبار ذات صلة

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب