خاص : ترجمة – محمد بناية :
يبحث الإصلاحيون عن شخصية أمنية أخرى للتحالف داخل هيكل السلطة الإيرانية؛ استعدادًا للانتخابات الرئاسية المقبلة، بعد التخلي عن، “حسن روحاني”، بسبب الفشل والفساد غير المسبوق. كما يرى “مجيد محمدي”؛ في أحدث تحليلاته المنشورة على موقع صحيفة (كيهان) اللندنية المعارضة.
وهم يعلمون أن، “صادق لاريغاني”، سيظل في “مجمع تشخيص مصلحة النظام” مدة عقود، وسيحتفظ الأخوة “لاريغاني” بالمناصب التنفيذية الرفيعة داخل الهيكل الحكومي.
ولذلك قال عضو اللجنة المركزية بحزب كوادر البناء، “محمد عطريانفر”، رئيس مجلس مدينة “طهران” سابقًا، في حوار صحافي، بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة: “لو وصل الإصلاحيون إلى إجماع؛ فإننا جميعًا مكلفون بدعم السيد، علي لاريغاني، وبالتالي الأفضل أن تكون صيغة السؤال: هل يصل الإصلاحيون إلى اجماع بشأنه ؟.. الإجابة: ربما”.
لطالما كان، “علي لاريغاني”، من الأعضاء المؤثرين داخل التيار القوي والشمولي، فقد شغل منصب نائب أركان “الحرس الثوري” وأمين مجلس الأمن القومي مدة سنوات، وهو يبيع بصبغته الجديدة الوسطية والإعتدال للمجتمع الإيراني، ولا يجد الإصلاحيون مشكلة في التعامل مع مثل هذا النوع.
ولقد صوت عدد من الإصلاحيين والمعتدلين، في البرلمان العاشر في انتخابات رئاسة البرلمان، لصالح “علي لاريغاني”؛ بدلاً من “محمد رضا عارف”، رئيس كتلة الأمل في البرلمان.
وتصويت “علي لاريغاني”؛ على قانون تحديد مدد عضوية البرلمان بثلاث دورات متتالية، إنما يعني بحثه عن منصب آخر داخل النظام، فقد جرت العادة أن المسؤولين في “الجمهورية الإيرانية” لا يفكرون بالتقاعد السياسي في العادة.
دوائر ومحافل السلطة..
شهد العقدين الماضيين؛ تشكيل دوائر سياسية مختلفة وتقديمها إلى المجتمع الإيراني، مثل “دائرة نيويورك”، (بمحورية محمد جواد ظريف)، و”دائرة أصفهان”، (بمحورية غلام حسين كرباسچي)، و”دائرة كرمان”، (بمحورية هاشمي رفسنغاني؛ ومن بعده إسحاق غهانغيري)، و”دائرة نياوران”، (بمحورية حسن روحاني)، و”دائرة كيان”، (بمحورية سعيد حغاريان)، وغيرها.
والمحافل السياسية تعرف إلى حد ما العلاقات السياسية بين أفراد هذه الدوائر، بينما يقل الحديث عن دائرة “علي لاريغاني”، (الأمنية-الدعائية)، التي تمتلك قدرات السلطة التنفيذية في “إيران”.
والمعروف أن كل رئيس جمهورية؛ إنما يعمل على تسكين أقاربه في المناصب المختلفة. وللتعرف على المسؤولين الحكوميين في حكومة، “علي لاريغاني”، المحتملة، كان لابد من التعرف على دائرة المقربين منه، خلال الأربعين عامًا الماضية.
تلك الحلقة التي حظيت بثقة المرشد، “علي خامنئي”، الذي أعد مجموعة خطط؛ من مثل “الهوية” و”المصباح” وفيلم “عصر عاشوراء”، لإقصاء الإصلاحيين.
وتتكون دائرة، “علي لاريغاني”، من أشخاص داخل أربع مجموعات محددة كان على اتصال دائم معهم، هي: “مجموعة الفلسفة بجامعة طهران”، و”مجموعة الحرس الثوري ومجلس الأمن القومي”، و”مجموعة إدارة الإذاعة والتليفزيون”، و”مجموعة البرلمان الإيراني”.
وتصل مئات الدوائر بين هذه الشخصيات وتزيد العلاقات التجارية والسياسية من قوة التواصل السياسي بينهم.
“عبدالرضا رحماني فضلي”..
إنضم “رحماني فضلي” إلى دائرة المقربين من، “علي لاريغاني”، أثناء فترة رئاسة الأخير، “هيئة الإذاعة والتليفزيون”.
وهو يعتبر، باعتباره وزير الداخلية في الحكومات الحادية والثانية عشر، حلقة الوصل بين “روحاني” و”لاريغاني”، ولذلك لم يقف الأخير ضد الحكومة مطلقًا.
“روح الله عالمي”..
هو أحد المقربين من، “حداد عادل”، و”علي لاريغاني”، حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة من جامعة “طهران”.
هذا العالم الذي بنى رسالته للدكتوراه على السرقات العلمية وأنضم بذلك إلى الهيئة العلمية بقسم الفلسفة بجامعة “طهران” مع، “علي لاريغاني”.
وكجائزة على السرقات العلمية؛ فقد أسند، “حداد عادل”، بعد تعيينه في منصب مساعد وزير التربية والتعليم لقطاع تأليف الكتب الدراسية، مهمة تأليف كتاب المنطق للمرحلة الثانوية إلى، “روح الله عالمي”، قبل أن ينضم إلى “هيئة صندوق احتياطي المثقفين”. وبذلك توطدت علاقاته مع المسؤوليين بعد تغيير 6 من أعضاء الهيئة؛ في إطار استجواب وزير التربية والتعليم آنذاك.
هذا بخلاف “محمود الله وردي”، و”حسين إنتظامي”، و”كاظم جلالي”، و”بهروز نعمتي”، وغيرهم.
وظيفة هذه الدائرة..
1 – قمع الصحف المستقلة وشبه المستقلة.
2 – تشكيل ماكينة دعاية إعلامية، تحت إشراف، “خامنئي”، وتوجيه الأجهزة الأخرى مثل “الإذاعة والتليفزيون”.
3 – العمل على تدعيم قيادة آية الله “خامنئي”.
وهذه الدائرة؛ ليست حلقة فكرية أو إيديولوجية، وإنما هي ذات طبيعة “أمنية-عسكرية” ذات صلات مقربة مع الإيديولوجيات الفاشية داخل قسم الفلسفة بجامعة “طهران”.