22 نوفمبر، 2024 5:00 م
Search
Close this search box.

ويبقى الانسان…

لا شيء يسعفني على الكتابة. فالحقيقة دائما ما تقتل كما وصفها الفيلسوف الالماني العظيم نيتشة، ذاك الذي ركبه الجنون بعدما اراد التحملق خلال شباك الحقيقة.

فكيف نكتب ولمن؟

الكل اعمى اصم. هكذا قال صديقي. ولم اعذله لانه كان صادقا وصريحا جدا. فقد غدت الحقيقة غائبة الى حد يتصور الجميع انه يدركها. هذه هي المهزلة بعينها اذن.

هذا زمن العارفين، المثقفين، الشجعان والقاتلين، هؤلاء الكثر انتصروا على باب الحقيقة ودخلوه دونما ايتها استئذان، لأنهم كبار في كل شيء كما يتصورون.

فلقد اخطأ المصلحون حينما ارادوا اصلاح احوال البشر، كان اجدر بهم اصلاح احوال البهائم، فهي تعتاد على الشيء دونما تفكير، بينما البشر يحاول ان يتفرد بعقله الفارغ. هذا حال اغلب اناسنا في هذا الزمن، الكل يدعي بأدراكه طرقات روما في ليالي الشتاء الممطرة.

لذا قرر القليل من المثقفين الحقيقيين ان يموتوا وهم يتصورون انهم اغبياء او حمقى. بينما لا يزال الاغبياء الكثر يعتقدون انهم وصلوا اخر ابراج المعرفة حتى انهم احيانا يوصفون صانع الكون بأشاكل تروق لحلم تحقيق مصالحهم. فهم يعتقدون ان المصلحة هي رفاهية لا محدودة، لعمر لن ينقضي، ولعافية دائمة، ولتأريخ سيعزف انتصاراتهم.

الحق الحق انهم اخطأوا. فالامم التي تنتصر تموت، والشعوب التي تخسر تنكسر. وحده الانسان يبقى…

أحدث المقالات