كانت “جابية الماء” اول ما يستقبل الداخل من بوابة مدرسة مناحيم دانيال الرئيسية بالسنك.
وجابية الماء غرفة مستطيلة هندسيا تحوي بداخلها، المضلل والمعتم عدد من “حباب الماء” (جمع حب بكسر الحاء) المصنوعة من الفخار موضوعة على محمل خشبي طويل بطول الغرفة والتي كانت مصدر التلاميذ لارواء عطشهم من بارد الماء العذب.
كنا تتسابق لجابية الماي عند سماعنا لضرب جرس الفرصة لنگرع الماء گرعا من هذا الزير الفخاري، الذي كان يبدع في صنعه “كوازين” حرفيين، ليترشح عبر مساماته الطينية المخفورة المجففة الماء العذب الزلال الذي لايظاهي عذوبته اي ماء أيا كان مصدره.
كانت جابية الماء غرفة باردة، هل يمين مدخل المدرسة، تنخفض درجة حرارتها عن محيطها الخارجي خصوصا في صيف بغداد اللهاب حيث كنا نتدافع لنلثم ماء “الناقوط” (وهو كوز صغير يلتقط ما ينقط من ماء الحب) ونتمتع برطوبة الجابية حتى قرع جرس انتهاء الفرصة لنعدو عائدين لصفوفنا في هذا الصرح التربوي ببنايتها التراثية البغدادية والتي افتتحت عام ١٩١٠.
أما التنگة (وجمعها تنگ) فکانت وسيلة التبريد “السفري” في دارنا وخصوصا في فصل الصيف حيث تمسي التنگة وسيلة سد رمق العطشان في ليالي نقضي فيها ليالينا على سطح الدار، وهي تبرد الماء بنفس قواعد تبريد الحب .
ولاتزال التنگة والحب افضل الوسائل برأي لتبريد الماء ونقاوته وكانت ايام وليالي.