عملية اطلاق الصاروخ داخل المنطقة الخضراء وفي محيط السفارة الأمريكية لم تكن مفاجئة من اكثر من زاوية إن لم نقل متوقعة وفقاً للمعطيات السياسية الساخنة والجارية .
من جهةٍ او من زاويةٍ اخرى يبدو جلياً أنّ تسديد الصاروخ جرى بدقّةٍ أن لا يصيب مبنى السفارة بأصابةٍ مباشرة , وإلاّ ففي افتراض سقوطه بالخطأ بعيداً – قليلاً عن السفارة الأمريكية لكان بالأمكان اطلاق صاروخٍ آخر لتصحيح الرمي , ولا نرى اية دواعٍ تستدعي الحديث عن الهدف او الغاية من وراء ذلك , او حتى الجهة المنفذة والأخرى المخططة لذلك .! وقد استغربنا من الزاوية الأعلامية عدم تصوير لحظة سقوط الصاروخ , حيث الكثيرون من منتسبي ” الخضراء ” او ارتباطاتهم بهذا الفصيل المسلح او ذاك كان بمقدورهم التصوير بالجهاز النقال او الجوال , رغم الأدراك المسبق أنْ من المطلوب إضفاء اكثر من مسحةٍ من الغموض في ذلك .! , او لإعتباراتٍ أمنيّةٍ واحترازيةٍ اخرى .
وفي ملاحظةٍ جانبيةٍ عن هذا الحدث , فأطلاق صواريخ الكاتيوشيا عموماً او مثيلاتها من انواعٍ اخرى تحتمل نسبةً كبيرةً من الخطأ في التسديد , وتعتمد بالدرجة الأولى على الرصد وحساب المسافة التي يقع فيها الهدف المطلوب , وثمّ مهارة وخبرة الأفراد المدربين الذين يقومون بعملية الأطلاق , لكنه ومع كلّ ذلك فماذا لو سقط هذا الصاروخ ” بالخطأ ” على سفارةٍ اجنبيةٍ او عربيةٍ اخرى ! حيث توجد 28 سفارة داخل المنطقة الخضراء , او حتى على مبنى رئاسة الوزراء .!
وهذه العملية ” الكاتيوشية ” ومهما جرت دراستها و وابعادها سياسياً , لكنها في حسابات ردود الأفعال ضمن الأجواء الساخنة او الملتهبة في المنطقة فقد تؤدي الى اشعال النار في امكنةٍ اخرى , ومن ذا الذي بمقدوره إطفاء النيران في اجواءٍ ساخنة وملآى بالبارود والوقود .! , ولابدّ من القول : ماذا يستفيد العراق كدولة جرّاء وازاء مثل هذه الأعمال ! بالرغم من أنّ معظم قادة واعضاء احزاب الأسلام السياسي قد اثلج قلوبهم اطلاق هذا الصاروخ من نواحٍ سيكولوجية على الأقل .!
وفي إيجاز هذا الموجز ! فهذه العملية تتسجلّ كنقطة ضعف لأجهزة الأمن العراقية في عدم كشفها واكتشافها لحركة ومسير المركبة التي حملت الكاتيوشا وحماياتها , وثمّ عملية نصب وتجهيز الأطلاق ومستلزماتها التقنية بكلّ هدوءٍ واطمئنانٍ في عدم كشفها .!
الموضوع او العملية قابلة للتوسع في ردود الأفعال داخلياً وخارجياً , وربما لأفعالٍ أخريات .!