22 نوفمبر، 2024 12:09 م
Search
Close this search box.

لماذا لا تميز أمريكا بين من يشكرها على جميل صنيعها ومن ينكر هذا الجميل ويتناساه ويقابله بالإساءة لها؟!

لماذا لا تميز أمريكا بين من يشكرها على جميل صنيعها ومن ينكر هذا الجميل ويتناساه ويقابله بالإساءة لها؟!

إن سياسة أمريكا في الشرق الأوسط تتطابق مع سلوك بعض الناس مضطربي الشخصية، الذين لا يميزون بين من يريد لهم الخير والسعادة ومن ينوي لهم الشر والأذى. حقيقة لا أدري، لماذا في الغالب أمريكا تكرم اللئيم الذي ينطبق عليه الشطر الثاني من المثل الدارج: إن أنت أكرمت الكريم ملكته وأن أنت أكرمت اللئيم تمردا. من هؤلاء اللئام.. الذين كرمتهم الولايات المتحدة الأمريكية، جمهورية تركيا الطورانية، وشيعة السلطة في العراق. بعد أن كان أتباع هذه الأخيرة يهيمون على وجوههم في بلدان المهجر بحثاً عن لقمة العيش أو مَن يتبناهم كعبيد حتى ينفذوا رغباته السياسية، جاء بهم سيد البيت الأبيض من خلف دكة بيع الكبة، وبيع السبح في سيدة زينب، ووضعهم على ظهر دباباته معززين مكرمين وسلمتهم السلطة في بغداد، وصار القزم الذي طوله متر وحذاءين رئيسا، وبياع السبح نائباً لرئيس الجمهورية، والسارق وزيراً، والغشاش مديرا، والأمي نائباً في البرلمان، والذي لم يخدم العسكرية حمل رتبة فريق أول ركن، الخ الخ الخ. عزيزي القارئ، إن هؤلاء ناكري الجميل، بعد أن تربعوا على عرش السلطة بقدرة أمريكا، أصبحوا لا تفوتهم فرصة إلا وينزلون سباً وشتماً على ولي نعمتهم أمريكا، التي كلفتها إزاحة الديكتاتور صدام حسين من السلطة وتنصيب هؤلاء الأشياع كحكام جدد للعراق 5000 قتيل من جيشها، وصرفت أكثر من ترليون دولار. بعد أن ضحت بكل هذه الأرواح، وكل هذا المال، من أجل أن تنصب هؤلاء الشيعة في صدارة السلطة في العراق، التي حرموا منها على مدى قرون، لكنهم كالعادة ردوا جميلها على الطريقة العربية.. وذلك برمي رئيس أمريكا الذي كان ضيفاً عندهم في بغداد بالحذاء، ويوصفون تحرير العراق من قبل الجيش الأمريكي الذي جاء بهم إلى سدة حكم احتلالا!! حقيقة لا أدري، كيف يسموه احتلالاً وأنهم جاءوا إلى السلطة على ظهر دباباتها! أليس هذا دليل على أن هؤلاء لا يستوعبون حتى معنى الكلام الذي يخرج من أفواههم، حيث أن أقوالهم تناقض أفعالهم ؟. لقد وصلت بهم السفاهة أنهم يوسمون أمريكا والغرب بالكفار وزنادقة، ويشتموهم ويسبوهم ويوصفوهم بأقذع الأوصاف الدنيئة ليل نهار في وسائل إعلامهم، ومن على منابرهم الخ. هل يعقل هذه السفالة!! التي تقوم بها هذه الجهات السياسية التي خدمتها أمريكا وحمتها بالشكل الذي بيناه أعلاه، حين انتشلتهم من الحضيض. حقيقة لم أستطع أن أفهم هذا التصرف السوقي المشين من قبل هؤلاء ضد اليد التي امتدت إليهم وأنقذتهم من على شفى الهاوية، سوى أنهم يتكلمون بلسان إيران، التي تعادي أمريكا لغاية في نفسها، وليس بلسان عراقي أنقذته أمريكا من حكم رئيس مجرم استعلى على عموم العرب، ولم يوجد مثله في طول التاريخ وعرضه، إلا وهو صدام حسين، ذلك الديكتاتور الذي بعد أن نال من جرائمه الشعب الكوردي حصة الأسد، بدأ إجرامه بحق الشيعة، الذين أذلهم وسفه عقيدتهم حين ضرب بالمدافع مراقد أئمتهم، وأعدم مفكرهم محمد باقر الصدر وشقيقته بنت الهدى. وقتل في وضح النهار آية الله محمد محمد صادق الصدر. واعتقل مرجعهم الأعلى أبو القاسم الخوئي وجاء به مخفوراً إلى بغداد، وشاهدناه من على شاشات التلفزة كيف أن صدام حسين تهكم بالسيد التسعيني الذي كان محاطاً بمجرمي صدام حسين المدججين بالسلاح. لماذا نسيتم كل هذا بهذه السرعة يا شيعة السلطة!! أ نسيتم إعدام أعضاء أحزابكم في أحواض التيزاب المركز (حمض النتريك) من قبل نظام صدام حسين الدموي؟؟ يا ترى من هي التي سلمتكم غريمكم صدام حسين، الذي أعدمتموه وأنتم تهتفون بأسماء ضحاياكم الذي قتلهم بدم بارد!! أليست أمريكا هي التي جاءت به لكم مخفورا؟؟. هل استطاع أحد ما أن يزيح المجرم صدام حسين من السلطة لولا جيوش العم سام. أ هذا جزاء الإحسان الذي قامت به أمريكا لكم؟ حقاً كما قيل: وكل إناء بالذي فيه ينضح. أرجو أن لا يتصور أحد ما بأني أدافع عن أمريكا، أبداً، لكن كلمة حق يجب أن تقال. أن كان هناك أحد ما يحق له أن يحقد على أمريكا والغرب هو نحن الكورد، الذين مزقت الدول الغربية وطننا كوردستان وشعبنا الكوردي إلى أشلاء مبعثرة بين كيانات مجرمة، لكن العالم أجمع يعرف جيداً أن الكورد شعب عريق جذوره ضاربة في عمق التاريخ، لا يعرف الحقد والضغينة والإرهاب، بل يناضل منذ زمن بعيد بكل الطرق والسبل الحضارية من أجل توحيد وطنه كوردستان وتأسيس دولته الوطنية أسوة بدول العالم.
دعونا الآن نقارن بين رد الجميل لأمريكا على الطريقة العربية الشيعية كما رأينا، ورد الجميل على الطريقة الكوردية العلمانية، لأن الكورد شعب علماني، لا يتعصب لدين أو مذهب أو طائفة ما، الجميع عنده سواسية، لا فرق عنده بين هذا وذاك، بين إسود وأبيض. وفيما يتعلق الأمر بإزاحة صدام حسين وحزبه المجرم من السلطة في العراق، بعكس الشيعة والسنة العرب، الشعب الكوردي يسمي إنهاء حكم حزب البعث العروبي الدموي في العراق من قبل أمريكا والغرب تحريراً وليس احتلالاً كما يقول الآخرون ناكري جميل أمريكا ومن هؤلاء الناكرين الشيعة، وتحديداً شيعة السلطة. لكن عتبنا نحن الكورد على أمريكا والغرب أنها لم تولي اهتماماً كما ينبغي بصدق نوايا الكورد معها، وحبهم لها ولسائر الدول الغربية!!. ليس هذا فقط، بل إنها ترد على تودد الكورد لها بجحود وتجاهل وعدم الاهتمام، لقد رأينا هذه اللامبالاة بالشأن الكوردي في احتلال مدينة عفرين في غربي كوردستان من قبل جمهورية تركيا الطورانية، وهكذا احتلال مدن خانقين وخورماتو وكركوك في جنوب كوردستان من قبل السلطة الشيعية المتخلفة الحاكمة في بغداد والمرتبطة عضوياً بإيران.. . يا للعجب، ألم تعرف أمريكا والغرب أن كوردستان كانت سداً منيعاً أمام تقدم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” نحو البلدان الغربية؟؟، أن الغرب باتت تعرف جيداً أن تركيا لم تعد تحفظ الجناح الجنوبي لحلف الناتو، أي: حدود الدول الغربية؟؟. وقدمت قوات الـ” پێشمەرگە= Peshmarge” الكوردية الباسلة 2000 قتيل و7000 جريح في معارك العزة والشرف ضد هذه الدولة.. التي وعدتكم بالويل والثبور وعظائم الأمور. هؤلاء هم الكورد الأوفياء، قدموا فلذات أكبادهم قرابين للدفاع عن استقرار بلدانكم وأمن شعوبكم، وأنتم تساومون عليهم مع محتليهم الأوباش المعروفون بمربع الشر عندنا!!. بما أن الشيء بالشيء يذكر، نتذكر جيداً مساومة أمريكا على ثورة الشعب الكوردي عام 1975 وحين سُئلوا لماذا ساومتم على الكورد، قال وزير خارجيتها “هنري كيسنجر” أن أمريكا ليست جمعية خيرية؟؟!!. وفي هذه الأيام العصيبة، وقفت أمريكا والغرب.. مكتوفة الأيادي أمام احتلال عفرين وخورماتو وخانقين وكركوك من قبل هؤلاء ناكري الجميل؟ القادمون من غياهب الكهوف المظلمة. أ هذا جزاء الإحسان يا سيد بيت الأبيض؟؟!!. هل لا تعرفون أن صديقيكم الوفيين في الشرق الأوسط هما دولة إسرائيل وكوردستان وهذه الأخيرة حمت مصالحكم وأمنكم بدماء أبنائها البررة؟. هذا هو البون الشاسع بين حب الكورد لكم، بينما العرب والفرس والأتراك الذين أسستم لهم دولاً قومية يكرهونكم أشد الكره ويصفونكم بأوصاف سلبية لا تقال عن جنس البشر..؟؟. لكن كما أسلفت، بخلاف هؤلاء.. الذين ينقلبون على أعقابهم حسب أهوائهم ورغباتهم. هناك الكورد المعروفون على مدى التاريخ بأنهم يحفظون العهد، ويصونون الوفاء، وصادقون في صداقتهم وولائهم إلى أبعد الحدود، ويسامحون من يسيء إليهم. هذا هو رئيس وزراء بريطانيا “ونستون تشرشل” وعد الكورد في حينه بضربهم بالأسلحة الكيماوية، حين قال: يجب ضرب الكورد والأفغان بالسلاح الكيماوي. وقام الجيش البريطاني بهذه الجريمة النكراء، لقد قامت طائراته الـ”هوكر هنتر” بضرب الشعب الكوردي في جنوب كوردستان بالسلاح الكيماوي قبل وبعد تهديد ونستون تشرشل. لكن رغم هذه الدعوة الصريحة لقتل الكورد ودور بريطانيا.. بتمزيق الوطن الكوردي كوردستان إلا أن المواطن الكوردي لا يحمل في داخله ذرة حقد وضغينة ضد بريطانيا وشعبها، بل ضد كائن من كان يمشي على قدمين.
خير ما نختم به هذا المقال قولاً حكيماً لوزيرة خارجية مملكة السويد “مارگوت والستروم= Margot Wallstrom” التي قالت: إن الكورد يقفون ضد الإرهاب العالمي، فهم يحاربون “داعش” كالأبطال، الـ” پێشمەرگە= Peshmarge” هي القوة الوحيدة التي تحمي شعبها. وقد حان وقت النقاش من أجل استقلال كوردستان، وإذا كانت الفرصة سانحة للاستقلال فإن دولة السويد ستقف إلى جانب الكورد في سبيل استقلالهم.

أحدث المقالات