22 نوفمبر، 2024 8:33 م
Search
Close this search box.

تحصين أطفالنا من الضياع في بلاد الغربة

تحصين أطفالنا من الضياع في بلاد الغربة

أحتضان فلذات الأكباد والأهتمام بنشأتهم الصحيحة والسليمة في بلاد الغربة ، من الخطوات الأيجابية التي تهدف الى أنتشالهم من الضياع وسط مجتمعات غربية تختلف تماما عن عاداتنا وتقاليدنا … وعلينا تحصينهم
وتسليحهم بلغة الأم ( العربية ) ، وخصوصا الأطفال العراقيين الذين يرافقون عوائلهم في دول المهجر التي يعيشون فيها ، نجدهم يتحدثون بلغة تلك الدولة متناسين اللغة العربية التي تعتبر الأساس في تكوين الأطفال ( فكريا ) ، فيما يجب هنا على أولياء الأمور أحتواء هؤلاء الأطفال وعدم تركهم دون التركيزعلى تعليمهم وأرشادهم وتوجيههم على مدار الساعة من أجل تغذية عقولهم بالمعرفة الحياتية ، والعمل على أستيعابهم للدروس الاولية وخصوصا الحروف والكلمات العربية ( كتابة ولفظا ) ، وأرشادهم أيضا على قرأءة القران الكريم وحفظ الأحاديث النبوية الشريفة ومتابعة العلوم الحياتية العامة من أجل ترسيخ هذه المفاهيم في حياتهم اليومية .

أن الطفل لا يستطيع التحدث كما يتحدث الكبير ، لكنه يفهم الكلام الذي يسمعه من قبل الجميع بسهولة ، ولديه سرعة البديهية والأنتباه والتعلم السريع ، مما ينبغي على الجميع هنا الحديث مع الطفل بأستمرار وببساطة وليونه ويسر من أجل تقوية شخصيته ونمو أدراكه وتنويرعقله وأرشاده وتعليمه بالشكل الصحيح وترسيخ العادات والتقاليد العربية الأصلية فيه من أجل أن تبقى عالقة في ذهنه طول العمر ، لا سيما وهناك مقولة تؤكد أن ( العلم في الصغر كالنقش في الحجر ) كون الطفل يمتلك النقاء في الفكر والقابلية على التركيز ، فضلا عن رسوخ المعلومة في الذهن والذاكرة في سن مبكر جدا ، وأن هذا العلم سيخلد مدى الحياة لدى الطفل كون هذه المرحلة من المراحل المهمة في حياة الأنسان ، وان كل ما يتم غرسه في عقلية الطفل في هذه المرحلة ستثمر بنتائج أيجابية بالتأكيد ، ونلاحظ أن الطفل يتخوف في بادىء الأمر ولن تكن لديه الجرأة والشجاعة للحديث بالعربية ، ونجد فيه ضعفا في النطق السليم وعدم المقدرة على الكتابة الصحيحة ، اذ يتطلب هنا التركيز التام على هذا الموضوع المهم الذي يجعل من الطفل تكرار الحروف مع نفسه لحين حفظها على ظهر قلب من أجل أن تبقى عالقة في ذهنه ، وهناك بعض الأطفال لا يفهمون شيئا من العربية نهائيا كونهم ولدوا في دول المهجر وعلينا التركيز على هذا النموذج من الاطفال لأن تعليمهم سيكون ( أصعب ) ويتطلب هنا محاولات عديدة واساليب جديدة لأدخال المعلومات في ذهن هؤلاء الأطفال .

أن الأباء والأمهات لا يساعدون الطفل بالحديث معه في اللغة العربية ، وانما فقط يكتفون في اللغة التي يتعاملون معها في تلك الدولة ، رغم ان هؤلاء الاطفال يعتبرون أمانة في أعناقهم ، وأن العائلة هي مرآة لكل طفل ، ولهم الدور الكبير في التنشئة الاجتماعية والثقافية والعلمية ، والمعروف ان الأباء والأمهات والمدرسة والمعلمين جميعهم الواحد يكمل الاخر في تشكيل شخصية الطفل وتنمية سلوكه الأجتماعي والتربوي فلابد من تعاون وتظافر كافة الجهود لخلق جيلا متكاملا متسلحا بالعلم والمعرفة ، ونجد أن بعض الاطفال يتعلمون من البيت والمدرسة فقط اللغة الدارجة في تلك الدولة ، وهذا مما يؤثر تأثيرا مباشرا في تكوين عقلية الطفل ويبقى على هذا الخطأ وبالتالي ( يتناسى ) اللغة العربية رغم انه من بلد عربي ومن أبوين عربيين ، والمطلوب التعاون بجدية من خلال تواجد الاطفال في البيت في خلق أجواء دراسية مريحة لهم ومحاولة الحديث معهم باللغة العربية وأجبارهم على الكلام بالعربية ليتسنى لهم معرفة أبعاد الحروف والنطق السليم وبالتالي فأن هذه المبادرة ستصب في مصلحة الطفل وتشجعه بالاختلاط مع أقرانه العرب في تلك الدولة والحديث معهم بشكل سليم دون خجل أوخوف أو تردد ، وأننا على ثقة بأن أولادنا وبناتنا سيكون لهم شأن كبير بهذا الصدد بعد تعليمهم وأرشادهم ، وبالتالي سيتم تحصينهم وحمايتهم من الضياع في بلاد الغربة والحفاظ على لغتنا الأم ( العربية ) .

أحدث المقالات