يحرص اتحاد الأدباء والكتاب في الديوانية على الاحتفاء بالإصدارات الجديدة لمثقفي المحافظة على اختلاف مشاربهم الإبداعية سواء كانوا من أعضائه أو من الأكاديميين والمشتغلين في الفكر الإنساني ، وهو تقليد جميل يحمل الكثير من الدلالات ، ليس أكبرها ، تبني منظمة غير حكومية مثل هكذا نشاط في ظل غياب اهتمام الحكومة المحلية بالموضوعة الثقافية إلا بما يتوافق مع رغباتها ، بيد ان ذلك لم يفت في عضد الاتحاد ، ولم تثن عزمه صعوبة إدامة الفعل الثقافي من غير مبنى متواضع يجمع أعضائه ، فلا زال متواصلا برفده المشهد الإبداعي بما يستجد من استحقاقات الثقافة في المدينة ، فقد احتفى بأصدار الدكتور علي وتوت كتابه الجديد (الديمقراطية وحقوق الإنسان “منظور اجتماعي ” ) والذي قدم عنه المؤلف في الامسية الاحتفائية عرضا تناول فيه ثقافة حقوق الإنسان كأساس للعدالة وإقامة المجتمع السليم وتشييد البناء الديمقراطي ، مشيرا إلى أن الديمقراطية هي الوسيلة الوحيدة الضامنة لهذه الحقوق و التي تغرس من الطفولة في تربية النشئ الجديد مما يجعل الأسرة هي الحاضن الأول لمهام التنشئة الاجتماعية التي تضبط سلوك الأفراد وفقا لمنظومة الحقوق المدنية والسياسية حتى تغدو قيما للحياة اليومية يمارسون من خلالها تلك الحقوق ، ومن الجدير بالذكر إن الدكتور علي وتوت من الاكاديمين الذي يمتلكون حضورا ثقافيا ملموس خارج أسوار الجامعة ، فهو ناشط مدني مرموق له مساهمات واسعة في إرساء ثقافة الديمقراطية و حقوق الإنسان على المستوى المجتمعي من خلال الندوات والأماسي الثقافية المفتوحة في العراق وخارجه .
وقد شهدت أمسيته الاحتفائية هذه عددا من المداخلات والتساؤلات لما يقدمه الكتاب من تعرض لأفكار شائكة تتعلق بموقف الدين الإسلامي من حقوق الإنسان ومحاولة المتشددين للخروج بنتائج غريبة في هذا المضمار فضلا عن الضمانات التي تحمي الأفراد والمنظمات من إجراءات الحكومة وتدخلها في الحريات العامة والمساس بالكرامة الإنسانية ، وكان من بين الحضور الدكتور متعب مناف السامرائي والدكتور قاسم حسين صالح ونخبة من الأساتذة الجامعيين الذين اغنوا النقاش بأفكارهم وملاحظتهم التي صبت في بوتقة ضرورة مد الجسور بين الجامعة والمجتمع .
