لم يعد هناك من داع لکي يتم تسويق الادلة والقرائن والاثباتات من أجل التأکيد على إن الاوضاع السائدة في إيران وخيمة ولاتبشر بالخير أبدا، إذ أن أي زائر لإيران يرى بالعين المجردة کل سئ ماثل أمامه، إذ تجد أمامك مواطنين يغلب على تقاسيم وجوههم الحزن والتعب والکئابة من جراء أوضاع صعبة صارت تلقي بآثارها السلبية على مختلف شرائح وطبقات الشعب الايراني.
إقتصاد متضعضع وعلى حافة الانهيار، إحتجاجات داخليـة مستمرة دونما إنقطاع، صراع متصاعد بين أجنحة النظام، عقوبات إقتصادية قاسية وضغوط خارجية قوية، مشاکل وأزمات إقليمية ودولية، کل هذا وأمورا أخرى کثيرة بنفس السياق، تشکل وترسم الاطار العام للأوضاع في إيران وکما هو واضع فإن جميع هذه الامور باتت من المسلمات والعالم کله على علم ودراية کاملة بها، والمحصلة العامة تدل على إن هذه السنة 2019، لن تکون إطلاقا بسنة سهلة يمکن على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية تخطيها کالاعوام التي سبقتها.
القلق هو أکثر شئ يهيمن على الاوساط السياسية الحاکمة في طهران، خصوصا وإن ماتواجهه هذه السنة يختلف جذريا عن السنوات السابقة، إذ إنه ولأول مرة يواجه النظام تفاقم المشاکل الداخلية والخارجيـة معا من دون أن تکون هناك خيارات مفيدة متواجدة له، بل ولأول مرة نجده ينتظر ماستسفر عنه الاوضاع الداخلية من جهة وماستصفو و ترسو عليه المواقف الدولية المضادة له في نهاية المطاف من جهة أخرى، وکما يبدو فإن النظام مطلوب ومحاصر داخليا وخارجيا، وإن حلفائه ليسوا من النوع الذي يمکن أن يمضون معه الى آخر الخط بل يمکن أن يفرطوا به في أية لحظة لو صارت لديهم خيارات أفضل.
المشکلة الاخرى التي يعاني منها النظام خارجيا وبصورة ملفتة للنظر، هو إن لوبيه في واشنطن وفي اوربا، لم يعد بإمکانه الصمود والمقاومة السياسية أمام نشاطات المجلس الوطني للمقاومة الايرانية والتي صارت صاحبة دور وحضور في المحافل السياسية الغربية وتحظى بأصدقاء ومٶيدين غير عاديين، ومع تعطل وتراجع دور اللوبي الايراني التابع للنظام فإن تصاعد دور المقاومة الايرانية خارجيا يشکل صداعا کبيرا لطهران، لأن ذلك بمقدوره أن يٶثر على مسار وإتجاه المواقف الرسمية للحکومات الغربية تجاه طهران، ولئن کان هناك سعي محموم داخليا من أجل تنشيط دور اللوبي التابع للنظام في الغرب، لکن المشکلة التي لايمکن تخطيها هي إنه لم يعد هناك الکثير من يرحب بالعمل من أجل الدفاع عن هذا النظام بعد العمليات الارهابية التي قام بها عن طريق سفاراته في بلدان أوربية وفي الولايات المتحدة الامريکية وبعد تصنيف الحرس الثوري وقسم من وزارة المخابرات الايرانية ضمن قائمة الارهاب.