التكنوقراط: كلمة يونانية من جزئيين هما “تِكني, تقني” (Techny, Technician) و”كراتُس, قراط” (Karats, Qarat) وتعني “سلطة وحكم”، وهي شكلاً من أشكال الحكومة وتعني حرفيا “الحكومة التقنية” او “حكومة الكفاءات” تتشكل من الطبقة العلمية الفنية المثقفة، المتخصصة في الاقتصاد والصناعة والتجارة، وغالباً ما تكون غير حزبية، لأنها تعتمد المهنية والاختصاص.
اما في العراق عند مدعي الاصلاح فهي تعني: الاستحواذ على جميع المناصب الحكومية غير الظاهرة للعيان، لحزب او حزبين او عدة احزاب هيمنت على القرار السياسي، بحسب حجمها وتمثيلها البرلماني، وهذا ما شهدناه في الحكومات السابقة عند حزب الدعوة.
اما اليوم فقد دارت رحى العملية السياسية لتحط برحالها عند (سائرون والفتح) اللذان هما الحاكم المتسلط على مقدرات الدولة، وهم اصحاب القرار.
فكانت كذبة “التكنوقراط والشلع قلع” هي بداية لمشروع سائرون التسلطي على مقدرات الدولة العراقية، بعدما صدعوا رؤوس العراقيين بتلك المفردتين، فسروهنَّ على حسب اهوائهم ومصالحهم، وكانت دعوى سائرون للإصلاح ما هي الا كذبة مصطنعة نجحوا بالترويج لها في الشارع العراقي لمكاسب انتخابية بحتة.
“منح رئيس الوزراء حرية الاختيار” الكذبة الثانية لابتلاع اكبر حجم من المناصب الحكومية الخفية، البعيدة عن الأنظار مثل مجلس الوزراء, وكيل وزير, رئيس هيئة, سفير, درجات خاصة, وما الى ذلك من المناصب المربحة والمثمرة الغائبة عن الأذهان، وهذا ما شاركهم فيه تحالف الفتح.
قال عضو في لجنة التفاوض, ان سائرون تنازلت عن حصتها في تشكيل الحكومة التي شكلتها مع الفتح وتركت حرية اختيار الوزراء لعبد المهدي, اما بالنسبة للدرجات الخاصة فهذا الامر مستحيل لأنها استحقاق انتخابي يمتد لعشرين سنة قادمة.
وتابع, ان توزيع 80% من حوالي 5247 درجة خاصة بواقع 715 درجة بمنصب وكيل وزارة، و 4500 بمنصب مدير عام يمارسون عملهم بالوكالة، و نحو 32 هيأة مستقلة سيتم مناصفة بين سائرون والفتح وفق معادلة 50/50, اما نسبة ال 20 % سيتم تقاسمها بين السنة والاكراد، هذا بالنص ما نشر على الموقع الإليكتروني لأسرار ميديا.
بمجرد ان يتم التوقيع من قبل عبد المهدي على قبول المرشحين سيعلن عن اكتمال الكابينة الوزارية، وستلجم جميع الأفواه المطالبة بتغييره،
رُبَّ سائل يسئل كيف سمحت الاحزاب الاخرى لسائرون والفتح ان يستحوذوا على تلك الدرجات الحكومية المتنوعة والمتعددة لوحدهم، بكل تأكيد سيكون الثمن هو السكوت على الفساد السابق لتلك الاحزاب مقابل الموافقة على القبول بمرشحيهم، وستطغى نشوة الحصول على المناصب المربحة على رائحة الفساد النتنة، التي ترقت طبولها ايام الحملات الانتخابية.
في نهاية المطاف لم يكن التكنوقراط الا كذبة اعلامية لا اساس لها من الصحة، والشلع قلع ما هي الا عملية فنية لإزاحة الخصوم السياسيين عن العملية السياسية، وحرية الاختيار مراوغة فنية للاستحواذ على المناصب الحكومية في وضح النهار، ليكون الاصلاح ومكافحة الفساد في مهب الريح.