17 نوفمبر، 2024 7:31 م
Search
Close this search box.

دعوة إلى الانتحار

دعوة إلى الانتحار

انتحروا أيها القوم واعزموا على الانتحار شيبا وشبانا طلابا وبناتا، اجمعوا شتاتكم جماعات وفرادى فما فاز إلا المنتحر، انتحروا وقدموا ارواحكم وحياتكم قرابين على مذابح الحياة للقتلة واللصوص والسراق، اقدموا على قتل انفسكم وغادروا دينكم ودنياكم فما الحياة إلا لعب ولهو وغرور، هي دعوة للانتحار بعد أن فشلنا في أن نعالج الفشل وأصبح للانتحار وجوه عديدة تظهر لنا كل يوم بين منتحر أدمن على المخدرات وآخر انهى حياته بطلقة من مسدس وليس ببعيد عنهم ذلك المنتحر الذي ركب زورق متهرىء في بحر بعيد عن بلده ليعبر إلى ملاذ آمن في بلاد (الكفر) او ليبتلعه موج البحر غريقا لم يصل إلى مناله.
الانتحار أصبح ثقافة وظاهرة مثل حبة الباراسيتمول لمعالجة حالات الصداع تحتاج إلى تداخل جراحي من قبل رجال دين ومراكز بحوث وهيئات حكومية للوقوف على اسباب هذه الظاهرة ومن ثم إيجاد الحلول والمعالجات لهذه الحالة التي كانت شاذة عن مجتمعنا.
ثقافة الانتحار حالة اوجدتها التراكمات السلبية والجزع من الحل وحصار اليأس وكره الحياة ليجد المنتحر نفسه منقادا إلى إنهاء حياته بالطريقة التي يختارها هو وليس الله.
الصمت الحكومي شريك في تفاقم هذه الظاهرة والحلول معدومة والمعالجات لا تتعدى أكثر من وضع حواجز على الجسور لمنع الانتحار او تسيير دوريات النجدة النهرية لمراقبة الشواطئ والانهر، حلول هزيلة تقابلها سلطة تشريعية الواجب منها مناقشة اسباب هذه الحالة الغريبة على العراقيين وإيجاد قوانين وتشريعات تقلل من ضغط العبء المعيشي والحياتي للمواطن وان تنزل من برجها العاجي إلى الشارع تشارك المواطن همومه ومشاكله بدل الاهتمام بقضايا لا تقدم ولا تؤخر كان من بينها القرار التاريخي بمنع لعبة البوبجي وان يكون دور لرجال الدين في إصدار فتاوى تحرم هذه الظاهرة او تبيان مدى النشوز الذي أوجد هذه الظاهرة وان يكون موقف للاعلام في توعية المواطن على مخاطر هذه الظاهرة على العائلة العراقية.
هي دعوة للحياة نريد أن نحياها بالرغم من انوف السراق والقتلة واللصوص بدل من شماتتهم بنا ننتزع حقوقنا انتزاعا ونعيش الحياة كما كتبها الله لنا، أما إذا أردتم أن تخالفوا ذلك فانتحروا فما خسر إلا المنتحر.

أحدث المقالات