لقد مرت على انشاء الدولة العراقية البريطانية اكثر من 92 سنة وتحديدا منذ عام 1921 عندما اوجدت بريطانيا دولة فصلتها على مقاسها واتت بالملك فيصل الاول ونصبته ملكا على العراق وجعلته تابعا لارادة وقرارات المندوب السامي البريطاني برسي كوكس الذي كان يتخذ القرارات المصيرية والادارية للعراق وفق توافقها مع مصالح بلده فقط ,وبعد معاناة ظهرت حركات تحررية حاولت تخليص العراق من هذه التبعية فجوبهت بقوة باطشة وتم انهاءها بصورة وحشية وعندما تحرك الجيش عام 1958 واسقط الملكية تبشر العراقيين خيرا واملوا بالحرية ولكن هيهات عندها بدات الانشقاقات والانقلابات والانقلابات المضادة ودفع العراق فاتورة كبيرة من ابناءه واقتصاده ,ثم قبع نظام فاشي دكتاتوري على صدر العراق مدة 35 عام دمر العراق وقتل ابناءه بدم بارد ومارس ابشع انواع الهمجية ضد شعبه وتفنن في تدمير العراق مع دول العالم فغزا دول الجوار وحاول ان يكون بديل بريطانيا وامريكا في المنطقة وعندما تجاوز خطوطه المرسومة له من اسياده اسقطوه بشكل مهين دفع ثمنه ايضا الشعب البعراقي المسكين وقامت دولة جديدة منذ عام 2003 تتناوب على السلطة بشكل انتخابات واسعة تجري في عموم البلاد وتحاول هذه الدولة النهوض بالبلد وتامين عيش كريم ومستوى طيب لابناءه ولكن هل تستمر المحاولات بهدوء وسلاسة ام تجابه من ظلمة الامس واعوانهم المنتفعين منهم بقوة وتامر وخلط اوراق ؟.
ان المشهد السياسي يقول ان الارادة التدميرية التخريبية لدى معارضي دولة العراق اليوم هي ارادة كبيرة مدعومة من كل ادوات الدمار والارهاب في العالم ,فالمنطقة فيها من الدول التي لاتريد للعراق ان يكون قويا الكثير وهي ايضا هذه الدول ترغب في ان يكون العراق تابعا ذليلا لاراداتها ومخططاتها الاجرامية وتريد السيطرة على عصب حياة العراق اقتصاده القوي المتين , فعملت لاحتضان لقطاء النظام السابق وفتحت اراضيها لهم ومدت بكل سبل العيش والعون لتخريب العراق وجعلت اراضيها معسكرات تدرب فيها الارهاب وتدفع به داخل العراق يعاونها في ذلك كتل سياسية واحزاب تنفذت في الدولة العراقية الحديثة مع الاسف عن طريق الانتخابات فاستغلت الممارسة الديمقراطية وزرعت نفسها داخل الجسد السياسي وتمكنت منه واصبحت من رموزه وسخرت الاموال والامكانات الاخرى لتامين عمل الارهاب ليزيد من تفتيت البلد ويقتل اباءه بصورة يومية غير عابء باي جانب انساني او ديني بل بتكفير وارهاب ,لم تكن هذه المجاميع الارهابية الظلامية لتجرا على العراق لولا وجود هذه الحواضن المتنفذة المتمكنة والتي يتغنى اعضاءها بالبعث البائد ورموزه وهم الى اليوم يعتبرون موت الطاغية المقبور استشهاد يجب تخليده وهم ايضا يدفعون الى الاقتتال الطائفي والعرقي لتستفيد مخططات الارهاب ولتبقى الصهيونية اليهودية مرتاحة آمنة من احتمال ان تنهض دول المنطقة بوجهها ويشكل العراق في ذلك القوة الكبرى ,لقد تنوعت اساليب الارهاب فبدوا بالعراق وتحولوا الى دول المنطقة والتي عمليا تشكل دول ممانعة لاسرائيل وامنه فامتدوا الى سوريا ولبنان وحاولو الذهاب شرقا ففشلوا فعمدوا الى حشد جهدهم لتدمير الدول العربية المجاورة لاسرائيل فاضعاف هذه الدول هو الامان لابنة الغرب المدللة وتطورت احداث مصر الاخيرة وركبوا موجة الاسلام وهو براء منهم ودمروا كل شيء واليوم يعملون لتكريس سياسة ضري الاسلام ببعضة والتفرج عليه .
هذه هي رسائل الارهاب وادواته اذن كيف يتم التصدي لها والخروج باقل الخسائر من هذه المواجهة ؟يتم ذلك باشكال كثيرة اهمها ازالة هذه الاورام من جسد العملية السياسية في العراق وهي معروفة وممثلة بكل من يتباكى على الارهابيين ويطالب بحقوقهم وكل من يدعي التهميش والاقصاء وكل اعوان ومحبي الحقبة البائدة وحظر العمل بحزب البعث المباد والتمجيد به وتقوية القانون وتنفيذ احكام الاعدام بكل مجرمي الارهاب بلا استثناء والسير بطريق العمل المشترك مع كل اطياف الشعب العراقي بلا تمييز والاسراع والتعجيل بالنهوض بالواقع الاقتصادي وبناه التحتية وتشغيل ابناء الشعب والقضاء النهائي على البطالة وحشد الجهد الوطني كله والنزول الى الساحة من السياسيين انفسهم لمعرفة المعاناة وازالتها قدر الامكان وبالتالي تسليح المواطن بروح محبة الارض والوطن وتبيان مخططات هذا الارهاب الهمجي ومن يدعمه من الداخل والخارج .
ان العراق بلد كريم قوي بابناءه واقتصاده يتحمل آلام آلام ولايخضع وهو كالجبل يحتاج فقط لمن يعرف كيف يسير به الى بر الامان ويحميه بارادة خالصة من شر الاشرار المتربصين به وباهله ونحن لانشكك بابناءنا المخلصين ولكن عليهم الانتباه الى اعداء العراق من الداخل قبل الخارج .
تحية لكل وطني شريف ومخلص وتحية لكل جهد يبغي البناء والتقدم .