17 نوفمبر، 2024 11:27 م
Search
Close this search box.

طهران – واشنطن : نحنُ والثاني من أيّار .!

طهران – واشنطن : نحنُ والثاني من أيّار .!

حالةٌ من الترقّب تسودُ الرأي العام العربي والعالمي وبخطٍ تصاعدي او ” بتناسبٍ طردي ” بأنتظار ما ” قد ” يحصل من تطوراتٍ ومضاعفاتٍ مفترضة او محتملة في يوم الثاني من شهر أيار \ مايو المقبل , وهو كما معروف البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من العقوبات لأمريكية على ايران والمتعلقة بالنفط الأيراني ومحاولة منعه من الوصول الى ايٍّ من الأسواق العالمية .

هنالك اكثر من زاوية نظر في هذا الشأن مهما تباينت فيها مديات ووجهات النظر لأستكشاف ما قد يطرأ من احتمالاتٍ ومفاجآت , ثمّ , وبغضّ النظر عن التصريحات المتضادة والمتبادلة بين المسؤولين ” العسكريين والسياسيين ” بين ايران والولايات المتحدة وخصوصاً من الجانب الأيراني , فنلحظ ” ممّا نلحظ ” أنّ ما يسمى بالإعلام العربي ينتهجُ بعضاً من التضخيم والمبالغة في رسم التصورات المتعمدة او العفوية لما قد يحدث من احداث , مع اخذٍ بالأعتبار الخاص أنّ مثل هذا التضخيم يتبنّاه جزءٌ او جزيءٌ من هذا الإعلام المحسوب على طهران .! والذي يقود هذا الأتجاه ” بشكلٍ غير مباشر ” هو السيد عبد الباري عطوان – رئيس تحرير تحرير صحيفة القدس العربي اللندنية منذ سنة 1989 – 2003 , ثمّ تحوّله او انتقاله لرئاسة تحرير صحيفة رأي اليوم الألكترونية ” , حيث أنّ خلافات السيد عطوان مع السعودية ” وبعضها لأعتباراتٍ مالية ” قد جعلته ينتقل وينقل مهنيته الإعلامية نحو الجانب الأيراني نكايةً بالمملكة .! , حيث ومن خلال متابعة ورصد ما ينشره من تعليقاتٍ وآراء وسيما فيديواته الأسبوعية المسجلة , فأنه يصوّر في اذهان الرأي العام العربي وكأنّ الحرب بين امريكا وايران قادمة لا محالة ! وانها ستصل الى مرحلة غلق مضيق باب المندب من قِبل الحوثيين وأنّ دول الخليج ستغدو اولى ضحايا هذه الحرب , كما ” ووفق وجهة نظره ” فأنّ القواعد والقوات الأمريكية المنتشرة في دول المنطقة ستتلقى الضربات العسكرية الأشدّ والأعنف .! , ولا نبتغي هنا الأسترسال في نقل الصور والرسائل الإعلامية التي يبثوها ساسةٌ عرب من اتباع النظام الأيراني , فهي معروفةٌ سلفاً قبل تدوينها ونشرها .!

من جانبٍ آخرٍ او من زاويةٍ أخرى , فمن الملاحَظ كذلك أنّ عموم الإعلام العربي قد رسمَ صورةً غير دقيقةٍ تكتسيها ملامح ومسحات من التشويش وشبه الضبابية حول قضية ” منع تصدير النفط الأيراني ” من قبل الولايات المتحدة , ويتأتّى معظم ذلك من خلال محللي القنوات الفضائية والذين يتولون كتابات المقال الصحفي والعمود الصحفي وحتى التحقيقات الصحفية ! وخصوصاً سياسات التحرير الصحفي المتعلقة بهذا الخصوص , واستكشفنا بهذا الصدد أنّ العديد من اولئك فأنما يخلطون بين حظر تصدير النفط العراقي جرّاء ضمّ العراق للكويت ” حيث كان محظوراً وبحزمٍ إبحار اية ناقلة نفطٍ عراقية تنطلق من الموانئ العراقية , وإلاّ سيغدو مصيرها التدمير والإغراق من قبل قوات التحالف الدولي – العربي ! ” , بينما “ووفق الأخبار والإعلام ” فأنّ الستراتيجية السياسية الأمريكية لم تعلن ولم تتخذ ذلك النهج السابق مع العراق , وإنما منعت الدول الأخرى من استيراد النفط الأيراني , ولم تعلن الولايات المتحدة رسمياً وعسكرياً انها بصدد التعرّض لأيٍ من ناقلات النفط الأيرانية بعد يوم الثاني من ايار المقبل .!

نرى ايضاً أنّ التصعيد السياسي والإعلامي سواءً من قبل الأيرانيين او الأمريكان هو أمرٌ طبيعي قد لا يحمل ذرات غبارٍ ما , فهما على وشك ولوج معركةً سياسيةً – اقتصاديةً كبرى وقد تكون لها أبعاداً عسكريةً ما ” وأنّ الحرب النفسية تفرض حضورها في هذا الشأن ” , أمّا عناصر وعوامل الإثارة وإبراز مواقفٍ استباقيةٍ في الإعلام , فلم تعد تجدي نفعاً وسيما في هذه الأيام القلائل المتبقية , ولا سبيل سوى الأنتظار لما قد تحمله الأحداثُ المقبلة من احداثٍ حديثةٍ ومفترضة .

أحدث المقالات