أغلبنا يتذكر كيف قامت أمريكا وحلفائها في الشرق والغرب ومنها الدول العربية والخليجية بمحاصرة الشعب العراقي حصاراً جائراً لقد اطبقوا عليه السماء والأرض وهم يعلمون حق العلم أن الحصار الإجرامي لم يكن يؤذي النظام السابق قيد أنملة، ولذا لم يكترث له أساساً بدليل أنه قام ببناء القصور له ولأهل بيته في وقت كان العراقي يتضور جوعاً وألماً.
وقد تفاقمت المصيبة على الشعب العراقي بفقده الآلاف من الضحايا خصوصاً الأطفال الرضّع وكبار السن نتيجةً لنقص الغذاء والدواء.
ووصلت الأمور إلى إن يبيع العراقي ملابسه وآثاث بيته في سبيل سد الرمق، كل هذا قد مر على غالبية الشعب العراقي،
إن سياسة الحصار والتجويع التي تتبعها دول الهيمنة والاستعلاء ضد الشعوب الآمنة المسالمة من أجل تركيع قادتها هي من أقذر وأخس السياسات التي تنتهجها تلك الدول وهي وصمة عار في جبينها وجبين العالم المتحضر الذي يتمشدق بالديمقراطية وحقوق الإنسان ويتفاعل مع هذه السياسات الجائرة والظالمة ويستجيب لها،
وليس غريباً إن تقف الكثير من الدول العربية والإسلامية مع تلك السياسات الأحادية الجانب والبعيدة عن مقررات المنظمة الدولية التي يفترض إن يعود الأمر إليها في النزاعات والمخاصمات الدولية، فهي وقفت ضد الشعب العراقي العربي المسلم وهو في أقسى معاناته دون إن يطرف لها رمشاً من الحياء والخجل،
إن أمريكا بشهادة التأريخ والواقع ليس لها حليف سوى مصالحها الخاصة وربيبتها الصهيونية، ولا أعتقد يوجد حليف مخلص وخانع لها كما هي السعودية وقد عرّض بها الرئيس الأمريكي المتهور ترامب في أكثر من موقف يتذكره الجميع ومنها (لو حماية أمريكا للسعودية لكان بأمكان إيران إن تبتلعها خلال أسبوع ) وكذلك مطلباته المستمرة من البقرة الحلوب إن تستمر بدفع الأموال من أجل حمايتها وإلا تعرضت للذبح،
ولم يستح حكام آل سعود ولا الحكام العرب ولا حتى شعوبهم من هذه التعريضات المهينة.
وهاهي أمريكا تعود مرة أخرى لفرض الحصار على الشعب الإيراني المسلم من أجل تركيع قادته للقبول بما يمليه الصهاينة، وهاهي الدول العربية والإسلامية تقف إلى جانب الظلمة والمجرمين ضد الشعب الإيراني كما وقفوا بالأمس ضد الشعب العراقي ولكن نقول لهم إن إرادة الله أقوى من كل إرادة وإن يوم الظالم ليس طويلاً.