بصراحة القصة صادمة جدا.. وغريبة علينا كعرب، خاصة واننا نعيش
في عصر ”التفاهة“ والسخافة والجبن. لكن عكس ذلك نراه فيما فعل ذاك ” الرجل الرجل“ رئيس جمهورية بيرو السابق عندما اطلق رصاصة على رأسه لمجرد توجيه اتهام اختلاس اليه. فأختار البقاء شامخا في ثنايا التأريخ.
انا خجول من مبدأه، ومنصدم جدا لشيوع حالة الخساسة في بلادنا التي يقودها اشباه الرجال من الشواذ، لا استثني احد منهم من من الخليج الى المحيط.
الرجل كان شجاعا بلا ايتها شك. عكس هؤلاء واولئك، من الذين يقودون الامم العربية التي تدعي العفة والشرف والشجاعة والبسالة. بدءا بصدام حسين الذي اخرجوه الامريكان من حفرة تنأى الفئران العيش بها، والقذافي ذاك الذي نال عذاب مخجل من ابناء الشعب الليبي. هذان الطاغيان كان انموذجا للقائد العربي الباسل وكم اسمعونا شعارات عن التحرير وتوحيد الامة، وشعوبهم تموت فقرا، فعاشوا طغاة وماتوا جبناء. سبحان الله.
الحقيقية الامر مخجل للغاية، فلم اجد ذكرا لموقف قائدا عربيا مشرفا كهذا الذي فعله السيد الان غاريسا. تعالوا نقلب بسرعة صفحات من تأريخنا المجيد الذي صدعوا رؤوسنا به، قديما وحديثا. ودعونا نبكي للخيانات والانقلابات الجبانة. فالمأمون يقتل اخيه الامين ليتولى الخلافة الاسلامية مستعينا بالفرس، المسلسل اليوم هو نفسه عندما يركع بعض ساسة العراق لإيران لتنفيذ مصالحهم على حساب ارواح اهلهم من العراقيين الفقراء.
فضائح واقع تاريخنا الحديث لا تقل خساسة عن تلك، محرجة جدا هي الاخرى، اذكر لكم مثلا الموقف المشرف للسلطان قابوس تجاه ابيه وخلعه من عرش السلطنة بعد ان امره الانكليز بذلك. او ذاك الذي يحكم دولة قطر اليوم بعد ان ركل ابيه بحذائه. ام هذا الذي يدعي الشرف والصلاح ويسجن ابناء عمومته ليسلب اموالهم ليهبها الى ولي نعمته وامره وناهيه ترامب.
انا خجول.. خجول بأن اعرض خياناتنا وخساستنا العربية على حبل غسيل العفة.
تمنيت لو زار غارسيا العراق قبيل انتحاره ليعطيه ساساتنا درسا في الخساسة، فساسة العراق على سبيل الحصر، هم وبلا استثناء سراق من الدرجة الاولى، وجبناء من المستوى الاعلى حسب مقياس شجاعة الشواذ جنسيا.
يا سادة، تعرفون ان تأريخ قادتنا مخزي فيما لو قورن بتأريخ ابطال الامم. هتلر النازي على سبيل المثال ذاك الذي نحر نفسه حال ادراكه ان اللعبة قد انتهت، هل نجد هتلرا عربيا ينحر نفسه كي لا يصير حبيسا للاوغاد؟!
الاجابة نجدها عن صدام حسين والقذافي رحمهم الله. نحن مخدوعون بشعارات عالية وفضفاضة وفارغة. اتذكر عندما كنا اطفالا في الابتدائية كان مدير المدرسة يخطب بنا في فناء المدرسة اثناء رفعة العلم يوم الخميس قائلا : انكم حماة الوطن وان الوطن بحاجة لكم كي تحرروا فلسطين. وها نحن قد كبرنا فلا حررنا
بيتنا ولا فلسطينا.
الشجعان وحدهم من يمسكون لجام فرس التأريخ المشرف، امثال السيد غاريسا الذي قتل نفسه لمجرد توجه اليه اتهام اختلاس، اما اولئك الذين يخونون اوطانهم بولائات امريكية وايرانية وصهيونية فلا حاضر لهم ولا مستقبل وسيفضحهم التأريخ وافعالهم المخجلة ولو بعد حين. الا ترون شذوذهم؟ فهو خيردليل…