5 نوفمبر، 2024 3:31 م
Search
Close this search box.

أغيثوا ميسان ؟!

الظواهر الطبيعية أمر متوقع في كل زمان ومكان ، ولا يمكن التنبؤ بأحوال الطبيعة ما لم تكن هناك متابعات دقيقة لهذا الحدث ، مما يعني أن تكون هناك استعدادات مهمة وضرورية تفادياً لأي حدث طارئ سواءً في الفيضانات أو السيول أو الزلازل ، وهذا الأمر معمول به في جميع الدول وبدون استثناء ألا في العراق ، فلا ضوابط تحكم ، ولا استعدادات تذكر ، ويبقى الحال كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء إلى الدعاء، فالسيول التي اجتاحت البلاد منذ أكثر من شهر الجميع يعلمها ، وكانت مؤسسات الأنواء الجوية على علم بذلك ، إلى جانب معرفتها بالمخاطر المحدقة والمناطق الأكثر تعرضاً لخطر السيول ، ولكن دون أي إجراءات تذكر لحماية ممتلكات المواطنين ولو بأقل الوسائل الممكنة .

السيول التي ضربت محافظة ميسان جنوب العراق ، كانت اختبار مهم للحكومة المحلية والمركزية على حد سواء،وعكست واقع الخدمات الفاشل ، كما أنها أظهرت حجم الفساد في مؤسسات الدولة كافة ، إلى جانب حجم التقاعس والفشل في السيطرة على المتغيرات الطبيعية إذ لا وجود لأي إجراءات علمية تقوم بها الحكومات المحلية من اجل حماية الناس وممتلكاتهم في ميسان وعموم مدن البلاد ، إلى جانب عدد النازحين الذي وصل إلى 3 آلاف نازح جراء الفيضانات في أقضية ونواحي ميسان ولاسيما المناطق الجنوبية منها ، إذ ما يزال جهود الحكومة المحلية لا ترقى إلى مستوى الحدث ، وسط دعوات خجولة من قبل السياسيين لا ترقى إلى مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقهم ، ولم نجد صوتاً داعماً سوى جهود رئيس تحالف الإصلاح السيد عمار الحكيم الذي استشعر المسؤولية ونهض باعباءها ليقدم ما يمكن تخفيف معاناة النازحين في المناطق المنكوبة من خلال المؤسسات التابعة إلى تيار الحكمة وأهمها مؤسسة شهيد المحراب ، والتي استطاعت وبوقت قياسي من إرسال قوافل المساعدات لجنوب ميسان .

كان يفترض بالمكونات السياسية أن تقف موقف المسؤول ، خصوصاً وان ميسان قدمت الشهداء على طول فترة حكم الطغاة ، وكانت السباقة في الوقوف بوجه الإرهاب الداعشي ، وتلبية نداء المرجعية الدينية “الجهاد الكفائي”، وان تكون بمستوى إغاثة أهالي ميسان والمناطق المنكوبة من السيول التي ضربتها ، والسعي لتقديم المعونات الضرورية لها ، كما ينبغي على الحكومة الاتحادية التحلي بالمسؤولية ، واستشعار الخطر المحدق بهذه المناطق من خلال إقامة المشاريع الإستراتيجية المهمة ، والتي تعالج مشكلة السيول وعلى المدى البعيد من خلال أقامة البحيرات وتوسيع الاهوار وبما يعالج أي سيول وفيضانات يمكن لها أن تسبب خطراً للمدن ، كما ينبغي أن تكون هناك اتفاقات مع إيران بهذا الخصوص ، وإقامة المشاريع المائية على الحدود بين الجانبين ، ومنع تكرار فتح السيول القادمة من إيران التي اجتاحت مدن الجنوب العراقي ، وتهيئة وصيانة الأنهر والمشاريع المائية بدءً من ديالى وانتهاء بالبصرة ، والاستعداد لأي أحداث طبيعية قادمة .

أحدث المقالات

أحدث المقالات