الكفاءات العلميّة بِبساطة يُمكِننا تعريفها بأنهم حملة الشهادات العُليا يمتلِكون مهارة أو مؤهِل في اختصاص مُعين حصلوا عليها من العراق أو من خارج العراق ولكن نحن هُنا سنُركّز على الكفاءات العلميّة العائِدة إلى أرض الوطن والتي نستطيع تقسيمِها إلى خمسة أقسام هي كالآتي: كفاءات علميّة محسُوبة على الأحزاب السياسيّة المُتنفذة وهي مُستمرة في الابتعاث لحد كتابة سطور مقالتنا ويستطيع القارئ العزيز التأكد مما نقوله من خلال القاء نظرة بسيطة على الموقع الرسمي لدائرة البعثات والعلاقات الثقافيّة التابعة للوزارة التعليم العالي العراقي وهم موظفين إداريين في مُختلف الجامعات ولا يمتلِكون مؤهلات التدريس يتم إرسالهم إلى خارج البلد من أجل الحصول على الشهادة والعنوان لا غير واستغلالها عند العودة في الاستحواذ على مناصب التدريسيين. وكفاءات علميّة محسُوبة على الأحزاب السياسيّة ولكِنها حاصِلة على شهادة الماجستير يتم ابتعاثهم للخارج حالهم حال المجموعة الأولى للحُصول على شهادة الدّكتُوراه وبتالي الاستفادة منهم مُستقبلاً سواءً داخل الجامعات العراقيّة أو تقديمهم للناخب العراقي في الانتخابات المحلّيّة أو التشريعيّة كما يُروّج التاجر لبضاعته على أساس أنهم كفاءات علميّة حاصِلة على شهادات عُليا من جامعات أجنبيّة ويمتلِكون من المؤهلات العلميّة ما لا يمتلِكه سِواهم وبعد فوزِهم في الانتخابات تعيينهم في مناصب الدولة المُختلفة لِكونِهم تكنوقراط لذر الرماد في عُيُون الناخب المسكين. وكفاءات علميّة محسُوبة على الأحزاب السياسيّة ولكن لم يتم تعينِهم على الملاك الدائم لجامعاتنا وهم اصحاب العُقود والأجور اليوميّة. وكفاءات علميّة غير محسُوبة أيضاً على الأحزاب السياسيّة ولكِنها مُتعاقِدة مع الجامعات أو تعمل فيها بأجور يوميّة. وكفاءات علميّة مُستقِلة لا مُتعاقِدة مع الجامعات ولا تعمل بالأجور اليوميّة إيماناً منها وقناعتِها الراسخة في رفض سياسة التعليم العالي للرق وعبوديّة الكفاءات العلميّة واعتبارها خنجر البنك الدولي المسموم في خاصِرة التعليم العالي العراقي وضُغوطاتِها المُستمرّة عليها في عدم اطلاق الدرجات الوظيفيّة والاكتفاء بنظام التعاقد والأجير اليومي التي يتم دفع مُرتبّاتِهم من رسُوم الأجور الدراسية المُستحصِلة من الطلاب المسائيين وقرارات الوزارة الاخيرة في فصل الدراسات المسائيّة عن الدِراسات الصباحيّة نستطيع أن نضعها في الخانة نفِسها وبلعبة بهلوانيّة مُنقطِع النظير تُحاول الوزارة جرّ الكفاءات العلميّة المُستقلّة وتعيينِهم كمُتعاقدين وصرف رواتبِهم من الدراسات المسائيّة أيضاً. وإنّني لا أكتب هُنا لغاية شخصيّة في نفسي بل للدفاع عن هذه الفئة المغلوبة على أمرِها لجلب أنظار العاملين في وزارة التعليم العالي ووزِيرِها المُوقر السيد قصي السهيل فهل سيستجيب لندائِنا ويقلب الطاولة على البنك الدولي ويطلق الدرجات الوظيفيّة؟ أم سيصمّون الآذان ويغمضون العُيُون عن طرحِنا ومعها ستُهاجر الكفاءات العلميّة التي صارت أصلاً كفاءات علميّة مُهاجرة في أوطانِها تنتظرُ التعيين.