بدأ لابد من القول [أن السبب الرئيس وراء اندلاع الحربين العالميتين الاولى والثانية كان هو الاعلام . ومع ان الفارق بين التقنيات الاعلامية لايمكن مقارنته بين الامس واليوم الا ان الاعلام الذي اشعل الحربين الاولى والثانية استطاع ان يجد له حضورا في ذلك الوقت متفوقا على كل الطروحات السياسية انذاك ! فقال كلمته التي افنت ملايين من البشر ودمارا هائلا في العديد من دول العالم . ومنذ تأسيس الدولة العراقية الحديثة لم يشهد الرأي العام العراقي فوضى أعلامية مثلما نشاهدها الان . فالاعلام الشمولي الموجه لهذا الحزب او ذاك ارتكز ومن دون حيادية على تنفيذ المبادى ْ والشعارات التي تخص منهاجه الحزبي وبطريقة يمكن أن تؤثر وبنحو مؤثر على شرائح معينة من شرائح المجتمع العراقي خاصة وان بعض وسائل الاعلام اخذت تدغدغ المشاعر الروحية بأسم الدين أو المذهب لتمرير الغايات التي وجدت من اجلها . ومع تقدم وسائل الاتصالات والمعلوماتية بات من السهل جدا أنتشار الاخبار والتقارير اضافة الى الحوارات واللقاءات . ومن هذا المنطلق شرعت بعض الوسائل الاعلامية في بث برامجها التي تخدم اجنداتها من جهة وتسقيط الجهات المضاده لها . أن الفوضى الاعلامية التي باتت الان في عز ازدهارها بدأت ومنذ وقت ليس بالقصير من ايصال رسائلها الى الرأي العام مادام هناك خبراء مختصون يعرفون افضل السبل بأقناع الرأي العام من خلال القنوات الفضائية والصحف والمواقع الالكترونية .التي اتخذت من منهاج الفتنة والتحريض اسلوبا خاصا لتسقيط ليس افراد فحسب بل بتسقيط حكومات وعلى هذا هناك الكثير من الشواهد التي تثبت ذلك . وعليه فأن الواجب يدعو الى وجود الرقابة الوطنية التي تشرف على وسائل الاعلام تكون مهمتها التأشير على بعض وسائل الاعلام التي اتخذت من الطائفية شعارا لوجودها . لااريد هنا ان تتكبل وسائل الاعلام بقيود تمنع حرية النشر والفكر وانما تشخيص بعض الوسائل الاعلامية التي تهدف الى خلق مناخات اضافية من الكره والحقد بين اطياف الشعب العراقي ويجب ان تكون الرقابة حيادية ليست لها اي علاقة لا بالحكومة ولا بالاطراف المعارضة بمعنى دائرة عراقية وطنية خالصة لاتتبع لاي جهة مكونة من اساتذة بالاعلام هدفها طمس الافكار السوداء والمحرضة والمدفوعة الثمن من خارج الحدود ! فشعبنا العراقي وطيلة اكثر من عقد مازال يئن من وطأة الارهاب الاعلامي الى حد تداخلت عند البعض الافكار المتلاطمه لهذه الجة او تلك فلا يعرف مصداقية هذه الجهة او تلك . أن الابواق التي تنادي بالتقسيم العرقي او الطائفي او الجغرافي فانها تهدف من ذلك اشعال حروب داخلية بين ابناء البلد . ولذلك فأن السموم الاعلامية التي تحاول النيل من العراق لاتختلف من حيث المضمون مع وسائل الارهاب !
[email protected]