22 نوفمبر، 2024 7:03 م
Search
Close this search box.

في معنى السقوط ..

مازالت صورة الجندي الامريكي عالقة في الاذهان .. وهو يضع العلم الامريكي على وجه تمثال صدام في ساحة الفردوس .. لكن المشهد لم يستمر طويلا .. فقد تم رفع العلم الامريكي على عجل .. واستبدل بعلم عراقي كان بيد شاب عراقي هرع لاصلاح الخلل .
كانت فضائيات الدنيا تفتح عدساتها لتصوير الحدث الجلل .. هذا الزلزال الذي جاء بالأجل .
ان معنى وضع و رفع العلم الامريكي بهذه المسرحية المستهجنة .. لم يأت اعتباطا ، فقد درج رعاة البقر على اخراج مشاهد الإثارة على الطريقة الهوليودية .. مع ان الامر لم يخرج من سيماء الصورة ودلالاتها ..انه الشروع لاسقاط الدولة .. وبيانا لسفاهة الاحتلال الماحق .. مهما كانت تبريراته وحججه عن وحشية و دكتاتورية النظام السابق .
لقد كان هذا الحدث المثير .. سببا لاقتحام مؤوسسات الدولة وحرق سجلاتها ..ونهب أثاثها ومقتنياتها .. والتجاوز على عقارات الدولة والمواطنين .. حتى تحولت مدن العراق الى ساحة مفتوحة للحرق ، والسلب ، والدمار .

ومنذ يوم بدء الاحتلال في التاسع من نيسان من سنة ٢٠٠٣ / والعراق يعاني من اثار الاحتلال واثامه.. لان عملاء المحتل درجوا على على تعزيز نهج الاحتلال وتخطيطاته اثما وعدوانا . . مستغلين تفاقم اخطاء النظام السابق ، الذي حول العراق الى ساحة للحروب والغزوات ، بعد تراجع ملحوظ في آلية العمل السياسي و الغاء مشروع الجبهة الوطنية .. وتفرد الحزب ( القائد ) بحكم البلاد ، ليصبح فيما بعد حزبا للقائد .. فلا دور حقيقي للحزب و المجالس الشعبية ، حتى اختزل العمل السياسي ( بمجلس عائلي ) واحد صمد .. فتلاشت الامال ، وتخبطت الاجيال .. وسرت وتعاظمت بقوة موجة الطغيان .. والطغاة يجلبون الغزاة .

الثابت.. اننا لا نستطيع اليوم وقف التدهور في حكم الاحتلال ومحو جرائمه .. في غياب حكومة وطنية.. وفي غياب قرارات وارادة مستقلة .. فالأمور مرشحة لتاخذ بعدها الزمني المتسارع .. بانتظار متغيرات اقليمية ودولية .. كانت قد وضعت العراق في حالة شلل مزمن .. وهذا هو المعنى المتحقق من هدف الاحتلال وعدوانيته .. والذي اصاب العراق بالصميم ، وشل قدراته ، وأنهى دوره السياسي والاقتصادي .. اقليميا وعالميا .
لقد حزن الوطنيون .. لان التغيير لم يحصل من الداخل .. وفرح العملاء بمثل هذا اليوم الموعود ، بعد ان فتحت لهم خزائن العراق .. وظهرت طبقة الحواسم .. وجاء دور القواسم / وما زلنا في حيرة من امرنا بين حواسم .. صاروا قادة ونواب ومسؤولون في الدولة .. وقواسم لم يدخروا جهدا في اقتسام ثروات العراق شيعا واحزابا .. بينما ظل صوت الوطن مجروحا في حنجرة شاب عراقي ..كان يبكي وهو يراقب سرقة اثار بلاده عند باب متحف الاثار في الصالحية .. ولا احد يوقف الجريمة وهي تجري في هواء طلق وحزين .. &

أحدث المقالات