إذ : –
a : في الجزائر استقال الرئيس بوتفليقة وحسم الوضع مع التظاهرات ولو متأخراً , وإذ وفق الدستور في معظم دول العالم يتولى رئيس البرلماني الجزائري ” عبد القادر بن صالح ” السلطة مؤقتاً لمدة 90 يوماً الى حين انتخاب رئيس جديد , ورئيس البرلمان لم يرشح نفسه للرئاسة اصلاً , لكنّ التظاهرات تكاثفت حدتها وشدتها مطالبين بأسقاط الرئيس الدستوري المؤقت ايضاً .!
b : في ليبيا : الحسم العسكري امسى هو الحسم الوحيد الذي يحسم الموقف , لكنما ما يراد دولياً وقف الهجوم العسكري الذي يقوده المشير خليفة حفتر الذي باتت قواته على مشارف العاصمة طرابلس , وذلك لصالح ولأجل ولعيون السيد فائز السراج الممثل لما يسمى بالشرعية الدولية وبعض الخليجية .!
C : الأضطرابات الجماهيرية والقلاقل القائمة في السودان والتي تحرّض عليها ال BBC بالدرجة الأولى , فسببها الأصلي هو العامل الأقتصادي المتردّي , ولن يستطيع اي رئيسٍ آخر من تغيير الوضع القائم .. الرئيس البشير الذي يمثل الشرعية , كما شرعية التظاهرات الشعبية , والذي يضيق الخناق عليه , امسى في حيرةٍ من أمرهِ بين حبّ البقاء في السلطة وبين محاولاتٍ يائسة لوقف وتفريق التظاهرات ووقف الأحتجاجات المندلعة , وبين الأضطرار للأستجابة اليها والتنحي والأستقالة قبل الإقالة .! التساؤل الستراتيجي يكمن في عدم اكتشاف الإعلام العربي أنّ ما يجري في هذه الدول الثلاث ” ودول عربية اخرى “تزامناً هو < الحلقة الثانية من الربيع \ الخريف العربي > .! , رغم قناعاتنا بعدم وجود ما يسمى بالإعلام العربي , وحتى بما يصطلح عليه بالإعلام الخليجي ” من خلال سيطرة بعض دول الخليج على الفضائيات العربية الرئيسية والأكثر مشاهدةً , وذلك بعد انبثاق او اصطناع ازمة قطر ” والتي كأنها تستعصي على الولايات المتحدة .!! ” , ويعزز ذلك الحالة الأنعزالية التي تتبناها سلطنة عُمان ” سواءً بأيعازٍ من بريطانيا او بدونه ” وايضا ازدواجية الدور الكويتي لعدم الأنضمام الى < السعودية , الأمارات , والبحرين > اعلامياً وسياسياً بذريعة الوساطة المفترضة مع امارة قطر التي فشلت منذ بدئها .
ولمْ يبقَ ممّا يسمى بالإعلام العربي سوى تشتيت اذهان ورؤى الرأي العام العربي الى ذات اليمين وذات الشمال , والعكسُ بالعكسِ .! , فتويتر وفيس بوك وسواهما هم سادة الساحة العربية في العموم .!